ما الذي ستقدمه روسيا مقابل الدعم الإيراني؟

حسناء بو حرفوش

حذر مقال في موقع معهد واشنطن (washingtoninstitute.org) الالكتروني من تبعات الدعم الروسي المحتمل لإيران مقابل المساعدات التي توفرها هذه الأخيرة في أوكرانيا. وشدد كاتب المقال على ضرورة سعي الولايات المتحدة وحلفائها الى “ردع مثل هذا التعاون حيثما أمكن”.

ووفقاً للمقال، “أثار المحور الايراني الروسي الذي ظهر في أعقاب الغزو الأوكراني تساؤلات حول الطريقة التي ستقابل فيها موسكو دعم طهران. ويشير مسؤولون غربيون إلى أنه مقابل استخدام المسيرات الإيرانية في أوكرانيا، قد تزود موسكو النظام الإيراني بطائرات مقاتلة وأنظمة دفاع جوي وطائرات هليكوبتر، فضلاً عن المساعدة البحرية بشكل سفن حربية والمساعدة في إنتاج سفن جديدة. في هذا السياق، أشار عضو برلماني إيراني مؤخراً إلى الاستلام (المعلق) لمقاتلات Su-35 وأنظمة دفاع جوي وطائرات هليكوبتر.

وتشير مثل هذه التقارير إلى شراكة دفاعية وشاملة للتكنولوجيا الفائقة بدلاً من ترتيب معاملات بسيط. وكان مسؤول مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي قد لفت الشهر الماضي، إلى أن “روسيا تقدم لإيران مستوى غير مسبوق من الدعم العسكري والتقني الذي يغير علاقتها”. وأعاق حظر الأسلحة الدولي والعقوبات الاقتصادية القاسية ضد إيران بصورة كبيرة قدرتها على تحديث قواتها المسلحة منذ سنوات. ومع ذلك، يمكن أن تلبي عمليات النقل الروسية المحتملة بعضاً من أكثر احتياجات النظام إلحاحاً وتقدم مساهمات مهمة في قدراته العسكرية. علاوة على ذلك، تفتقر طهران الى الأموال اللازمة لشراء أعداد كبيرة من الأسلحة التقليدية باهظة الثمن، وليس من الواضح كم من هذه الأسلحة ستكون موسكو مستعدة أو قادرة على توفيرها في الوقت الذي يتكبد فيه جيشها خسائر فادحة في أوكرانيا.

ومع ذلك، يمكن لعمليات نقل الأسلحة والتكنولوجيا المحدودة أن تمكن إيران من سد الثغرات في هيكل قوتها والتحديث الانتقائي وتعزيز قدرات إنتاج الأسلحة المحلية. وستظل عمليات نقل الأسلحة الصغيرة توفر رؤى مفيدة للهندسة العكسية، في حين أن الحصول على التكنولوجيا المتطورة من شأنه أن يعزز جهود النظام على المدى الطويل لتحديث قواته وتحقيق قدر أكبر من الاكتفاء الذاتي العسكري.

وحققت إيران بالفعل تقدماً كبيراً في تحديث دفاعاتها الجوية الأرضية وتثخينها باستخدام مجموعة من الأنظمة المنتجة محلياً وبطاريات الصواريخ الروسية إس- 300. وسيساهم الحصول على صواريخ إس -400 الروسية في تعزيز قدراتها الدفاعية الجوية بعيدة المدى/ على ارتفاعات عالية وتزويدها ببعض القدرة الدفاعية الصاروخية. علاوة على ذلك، من شأن التسليم المحتمل لأربعٍ وعشرين طائرة Su-35 أن يحسن من مرونة إيران واستجابتها للتهديدات الجوية الناشئة. يمكن أيضًا تسليح هذه المقاتلات متعددة المهام بأسلحة جو – أرض بعيدة المدى تسمح بشن ضربات مواجهة ضد الدول المجاورة.

بالإضافة إلى احتمال شراء طائرات هليكوبتر من موسكو، يهم إيران تلقي المساعدة من الشركات الروسية لبدء خط إنتاج محلي أو تطوير أنواع طائرات الهليكوبتر بصورة مشتركة. ومع ذلك، فإن أي تعاون من هذا القبيل سيعتمد على حل روسيا لمشكلاتها الخاصة بإنتاج طائرات الهليكوبتر، مثل إنشاء خط إنتاج محرك بديل الآن ولم يعد خطها السابق في أوكرانيا متاحاً.

أما على الجبهة البحرية، فواجهت إيران مشكلات في تلبية تطلعاتها في المياه الزرقاء وقد تكون مهتمة بالحصول على سفن حربية وخبرات روسية. وهي لم تنتج سوى عدد قليل من الطرادات والفرقاطات، التي تعتمد إلى حد كبير على تصميمات قديمة، ولجأت إلى تحويل الناقلات إلى قواعد بحرية استكشافية أو ناقلات المسيرات. وبالتالي، تشكل الغواصات مجالاً محتملاً آخر للتعاون الكبير. وتعمل إيران على تطوير العديد من التصميمات المحلية، لكنها قد تستفيد بصورة كبيرة من المدخلات التكنولوجية الروسية والإنتاج المشترك أو من شراء العديد من الغواصات متوسطة الحجم التي تعمل بالديزل والكهرباء.

وعلى مستوى آخر، سيمكن الحصول على كوكبة من أقمار التصوير الصناعية الروسية إيران من استخدام مسيراتها وصواريخها بصورة أكثر فاعلية وتحسين قدرات الإنذار المبكر والاستهداف. يمكن لطهران أيضاً الافادة من تكنولوجيا محركات الصواريخ التي تعمل بالوقود السائل لصواريخها الباليستية ومركبات الإطلاق الفضائية.

أما على المستوى النووي، فمن المرجح أن تقدم روسيا في المجال النووي دعماً أقرب الى المساعدة الديبلوماسية. وعززت موسكو في الأشهر القليلة الماضية، دعمها لإيران في مجلس المحافظين، ومن المرجح أن تستمر في حمايتها من الإحالة على مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في ما يتعلق بعدم امتثال النظام لالتزامات الضمانات النووية. ويحتمل أن تسهم روسيا في جهد محتمل للأسلحة النووية الإيرانية في المستقبل من خلال توفير التكنولوجيا والمعرفة، سواء في السر أو علانية (…) وقد تتطلع إيران أيضاً إلى روسيا للمساعدة في الأمن الداخلي، لا سيما في ضوء الاحتجاجات المستمرة المناهضة للنظام التي تجتاح البلاد. وتشمل المنتجات المحتملة التي قد تأمل في الحصول عليها المركبات والأنظمة غير المميتة للتحكم في الحشود بالإضافة إلى تقنيات التتبع والتعرف إلى الوجه”.

شارك المقال