مجلس وزراء لمن؟

لينا دوغان
لينا دوغان

على وقع العديد من الأحداث وأولها ارتفاع سعر الدولار ليصل الى حدود الخمسين ألفاً، وعلى صفيح ساخن وهو التوتر بين رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ورئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل من جهة وبين “حزب الله” والتيار من جهة أخرى، عقد ميقاتي جلسة لمجلس الوزراء بندها الوحيد هو الكهرباء.

إذاً نجح ميقاتي في عقد جلسة ثانية لمجلس الوزراء بدعم “حزب الله” ورعايته وحضوره ومعارضة “التيار الوطني الحر”، الذي تلقى صفعة من خلال عقد هذه الجلسة التي شارك فيها وزيران جديدان الأول وزير السياحة وليد نصار منقلباً على من وزّره، ووزير الاقتصاد أمين سلام الذي فضّل خيار ميقاتي على خيار التيار خلافاً للجلسة السابقة.

وعلى الرغم من أن البند الوحيد كان الكهرباء، إلا أن وزير الطاقة وليد فياض بطبيعة الحال لم يحضر وقال في تصريح ما مفاده أنه ترك الخيار لرئيس مجلس ادارة “كهرباء لبنان” كمال حايك بحضور الجلسة أم لا، خصوصاً أن دعوة حايك لم تأتِ منه بل من رئيس الحكومة وكل ما يهمه في هذا الموضوع هو الحل الشامل للكهرباء وفقاً للخطة التي وضعها، في المقابل، تؤكد مصادر حكومية وجود ضغوط تعرض لها حايك حتى لا يحضر الجلسة.

صحيح أن هذه الجلسة لم تأتِ بجديد على صعيد علاقة ميقاتي بالتيار وخصوصاً بباسيل بحيث عاد الحديث من جديد عن ميثاقية انعقاد جلسات مجلس الوزراء ودستوريته في ظل عدم انتخاب رئيس للجمهورية من وجهة نظر الطرفين، ولكن اللافت أكثر هذه المرة كان بيان المطارنة الموارنة الذي اعتبر أنه لا يحق لرئيس الحكومة المستقيلة أن يدعو الى انعقاد جلسة من دون موافقة الوزراء ولا أن يصدر مراسيم ويوقعها من دون توقيع جميع الوزراء. كما تحدث عن وجود مخطط مرفوض لإحداث فراغ في المناصب المارونية، وهذا وراءه نية لتغيير هوية لبنان الحقيقية وهنا كاد البعد الطائفي أن يتحرك ويخرج الى العلن هذه المرة على لسان المسؤولين – وهو في الشارع نار تحت الرماد – إلا أن الاتصالات نشطت وتوضحت الأمور واعتبر الموضوع “غيمة ومرقت” على أمل ذلك.

أما على خط باسيل – “حزب الله” فكان لجبران رد على دعم الحزب لانعقاد الجلسة، اذ اعتبر أنه يماشي منظومة تمعن في نحر الميثاقية والدستور، وجاء الرد عليه من كل من الحزب ونبيه بري وميقاتي ووليد جنبلاط وهذا ما زاد من توتر علاقة حليفي مار مخايل خصوصاً أن الحزب هو المسؤول عن اكتمال نصاب الجلسة وهذا ما أثار جنون باسيل.

في كل الأحوال وعلى الرغم من لقاء ميرنا الشالوحي بين وفد من “حزب الله” وباسيل والعتاب من الطرفين ومحاولة كسر الجليد، إلا أن ما كان لن يعود و”مار مخايل” انتهى وكذلك البلد الذي يبدو أنه ذهب الى حالة انهيار كبير في ظل هذا الانقسام. كما أن جلسات مجلس الوزراء المنوي عقدها في الحالات الطارئة لن تجدي نفعاً، وحتى جلسات انتخاب الرئيس بدأت تطير في ظل العبث الحاصل كما قال الرئيس نبيه بري والسؤال الآن: ماذا ستحمل بعد الأيام القادمة من مفاجآت؟

شارك المقال