تركيا… “حلقة نار”

جنى غلاييني

جعلت خطوط الصدع تركيا “حلقة نار” للزلازل المميتة، وآخرها الزلزال المدمر الذي ضربها فجر الاثنين ووصلت قوته الى 7.8 درجات على مقياس ريختر وتسبب بوقوع ضحايا ودمار هائل في عدد كبير من مناطق تركيا وكذلك سوريا، وشعرت به الدول المجاورة عن طريق هزات ارتدادية تخطّت الـ 4 درجات. كما ضرب زلزال آخر تركيا عند الساعة الثانية عشرة وأربع وعشرين دقيقة بعد الظهر بلغ 7.5 درجات، تبعته هزة أرضية قوتها 5.5 درجات ضربت مدينة سكاريا التركية عند الساعة الثانية وخمس وأربعين دقيقة.

الدمار الذي تسبب به الزلزال في كل من جنوب تركيا وشمال سوريا لم يقتصر على المباني والمنشآت والآثار، بل طاول أرواح الناس وحصد آلاف القتلى والجرحى، فيما لا يزال المئات عالقين تحت الأنقاض. ووصف علماء جيويوجيا ومختصون الزلزال بأنه الأكبر في تاريخ المنطقة، ولا يقترب منه في القوة سوى زلزال أرزينجان الذي حدث في شمال شرقي تركيا عام 1939، وتسبب بأضرار كبيرة في ذلك الوقت. وأكدوا أن العالم شهد العديد من الزلازل القوية خلال السنوات الماضية، لكن قرب هذا الزلزال من مناطق التمركز السكاني هو ما تسبب بوقوع عدد كبير من الضحايا الاثنين. وأشار علماء الى أن هذا الزلزال قد يكون أحد أكثر الزلازل تسبباً بوقوع ضحايا خلال السنوات العشر الماضية، كما تسبب بصدع يمتد طوله لما يزيد على 100 كيلومتر بين الصفيحة الأناضولية والصفيحة العربية.

فما سبب حدوث الزلازل؟ ولماذا تُعد تركيا بؤرتها؟

أطلق الباحث فرانك هوجربيتس ناقوس الخطر في 3 شباط، وقد تحقق في أعقاب النشاط الزلزالي المدمر الذي حدث في كل من تركيا وسوريا. وتنبأ وفقاً لسيرته الذاتية على “تويتر” حيث يعمل في منظمة مسح هندسة النظام الشمسي (SSGS) في هولندا، بالزلزال في تغريدة كتب فيها: “عاجلاً أم آجلاً سيكون هناك زلزال بقوة 7.5 في هذه المنطقة (جنوب وسط تركيا والأردن وسوريا ولبنان)”.

تركيا أكثر الدول عرضة

ووصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان زلزال يوم الاثنين بأنه “أكبر كارثة منذ زلزال أرزينجان عام 1939″، إلا أنه واحد من العديد من الكوارث التي ضربت الأمة في الماضي. في الأساس، تقع تركيا في منطقة زلزالية نشطة للغاية، وتُعد واحدة من أكثر الدول عرضة للزلازل. وفقاً لـ As USA تتكون الطبقة الخارجية من كوكبنا الأصلي من سبع كتل كبيرة، تُعرف باسم الصفائح التكتونية، حدود هذه الصفائح هي خطوط صدع، أي كسور بين صخرتين. ينتج عن أي نوع من الحركة بين صدوع زلازل متفاوتة الشدة.

وتقع تركيا فوق الصفيحة التكتونية الأناضولية، الموجودة في منتصف الصفائح الأوراسية والأفريقية، أحد الجوانب الأكثر إثارة للقلق في هذه اللوحة هو خط صدع شمال الأناضول (NAF)، والذي يشتهر بنشاطه الزلزالي الشديد.

يشبه خط الصدع هذا خط سان أندرياس – الذي يُعد صدعاً متحولاً قارياً يمتد بطول حوالي 1200 كم (750 ميلاً) في ولاية كاليفورنيا في الولايات المتحدة ويشكّل الحدود التكتونية بين صفيحة المحيط الهادئ وصفيحة أميركا الشمالية – من حيث الحجم، وكان السبب وراء الزلازل المدمرة في الماضي. خط الصدع الآخر لتركيا هو صدع شرق الأناضول في الجنوب الشرقي. كما ويتأثر غرب تركيا بصفيحة تكتونية صغيرة أخرى، وهي صفيحة بحر إيجه. 

تاريخ الزلازل في تركيا

سجل أكثر الزلازل تدميراً في تركيا، في 27 كانون الأول عام 1939 وبلغت قوته 8.2 درجات على مقياس ريختر وأودى بحياة أكثر من 30 ألف شخص.

في تشرين الثاني عام 1976، ضرب زلزال شرق تركيا قوته 7.3 درجات، ما أسفر عن مقتل حوالي 4000 شخص.

في آب 1999، ضرب زلزال بقوة 7.4 درجات مدينة إزميت التركية، مما أسفر عن مقتل أكثر من 17000 شخص. كان جزءاً من سلسلة الزلازل التي أطلقتها حركة صدع شمال الأناضول في العام 1939.

وفي العام 2011، تعرضت منطقة فان، التي تقع بالقرب من الحدود المشتركة بين تركيا وإيران أيضاً الى زلزال في تشرين الأول والثاني أسفر عن 900 قتيل.

أقوى زلزال في العالم

زلزال تشيلي العظيم كان أقوى زلزال سجل على الاطلاق في العام 1960. ضرب يوم 22 أيار بعد الظهر، على بعد حوالي 100 ميل (160 كم) قبالة ساحل تشيلي، بالتوازي مع مدينة فالديفيا. واستغرقت مدة الزلزال حوالي 10 دقائق وتسبب بحدوث تسونامي هائل بلغ ارتفاعه 25 متراً، وضرب الساحل التشيلي بشدة وسار عبر المحيط الهادئ ودمر هيلو وهاواي. يقدر العدد الاجمالي للقتلى بين الزلزال وأمواج تسونامي ما بين 1000 و6000 واصابة حوالي 3000 شخص.

شارك المقال