ما لا تعرفه عن مقياس “ريختر”

زياد سامي عيتاني

في كل مرة تقع هزة أرضية أو يضرب زلزال إحدى بلدان العالم، تعلن مراكز الرصد وإدارات الطوارئ والكوارث قوة الزلزال، على مقياس “ريختر” (المنسوب الى العالم الأميركي الذي حمل إسمه)، ويعتبر أحد أدق مقاييس الزلازل في العالم وأكثرها كفاءة وإنتشاراً، حتى بات نظير شؤم عند عامة الناس، نظراً الى إرتباطه الوثيق بالكوارث الطبيعية المأساوية وأضرارها التدميرية.

فما هو هذا المقياس، ولماذا اعتمد، ومن هو مكتشفه؟

كيف يعمل “ريختر”؟:

يقوم مقياس “ريختر” على نظام رقمي “لوغاريتمي”، ويعتمد في تحديد قوة الزلازل على الجانب الكمي وعلى مقدار الطاقة المنبعثة من مركز الزلزال (وقد أخذ عليه عدم تفريقه بدقة بين الزلازل المتقاربة).

ويتدرج المقياس من درجة واحدة إلى عشر درجات من الناحية النظرية، لكنه من الناحية العملية يمكن أن يصل إلى أكثر من ذلك فهو عبارة عن سلم مفتوح، على الرغم من أنه لم تسجل عشر درجات على هذا المقياس في تاريخ الزلازل.

وتسجل قوة الزلزال عبر أجهزة الرصد التي تقوم الدول بتثبيتها في أجزاء مختلفة من أراضيها وتكون مرتبطة بشبكات الاتصال والأقمار الاصطناعية. وفي الوقت ذاته هناك مراكز دولية لقياس الزلازل اعتماداً على مقياس “ريختر”.

قياسات “ريختر”:

يقيس العلماء قوة الزلازل على مقياس “ريختر” المقسم إلى تسع درجات. فعندما تبلغ درجة الزلزال من 1 إلى 4 لا يحدث أي شيء سوى الشعور به فقط. لكن في حال تراوح مقياسه بين 4 و6 يعد زلزالاً متوسطاً يسبب أضراراً في المنازل والممتلكات، في حين يكون الزلزال قوياً ويسبب ضرراً كبيراً إذ ينتج عنه تدمير مدينة بأكملها عندما يبلغ مقياسه من 7 إلى 9.

والانسان في العادة لا يشعر بالدرجتين الأولى والثانية، ولكن يبدأ شعوره بالهزة الأرضية إذا بلغ مؤشر مقياس “ريختر” ثلاث درجات. ولتقريب معنى ثلاث درجات يسوق العلماء المثال التالي: يمكن للإنسان العادي أن يشعر بهزة أرضية إذا تعرضت المنطقة الموجود فيها لتفجير كمية من مادة “تي إن تي” تبلغ 180 كيلوغراماً، وربما يخيل لبعض الناس أن الهزة التي تبلغ ثلاث درجات على مقياس “ريختر” بسيطة، لكن الأمر يختلف إذا علم أن هذه الدرجات الثلاث تعادل في قوتها ما تحدثه كمية من متفجرات الـ “تي إن تي” تبلغ 20 مليون طن. ونظراً إلى التفاوت الكبير بين قوة الدرجات على مقياس “ريختر”، أخذ عليه عدم تفريقه بوضوح بين الزلازل المتقاربة في القوة، بحيث يبدو الفرق كبيراً جداً بين الدرجة والتي تليها، لكنه مع ذلك يبقى من أكثر أجهزة قياس الزلازل دقة وكفاءة وانتشاراً في العالم.

العالم الأميركي “ريختر”:

ينسب مقياس “ريختر” إلى العالم الأميركي تشارليز فرانسيس ريختر (1900- 1985) من “معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا”، الذي إخترعه عام 1935، وطوّره من خلال الأنماط التي إكتشفها من دراسته لأكثر من 200 زلزال سنوياً، وأجرى عليه تطويرات وتحديثات عدة فيما بعد.

وبدأ العالم الأميركي بمتابعة تسجيلات الزلازل وتحديد مواقع الهزات الأرضية، ووضع جدولاً يضم مراكز الزلازل وأوقات حدوثها، بإشراف هاري وود (مؤسس معمل علوم الزلازل، معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا) الذي كان مسؤولاً عن برنامج رصد الزلازل ودراستها في كاليفورنيا مع ماكسويل ألين (عالم زلزال أميركي).

شارك المقال