يوم انتصر الإستشهاد على الجريمة

د. نسب مرعب
د. نسب مرعب

الرئيس الشهيد رفيق الحريري، الإسم اللامع الذي أضاء لبنان فرحاً وعزّاً وفخراً في حياته، وأدمى قلوب اللبنانيين حرقةً ولوعةً على فراقه، وحرّر بلد الأرز من أتون الوصاية السورية بإستشهاده.

يشهد لبنان كلّه على حب الرفيق له، وقد باح له بهذا الحب في المدارس والجامعات والمستشفيات والمراكز والطرقات والجسور التي شيّدها. لقد كان الحريري موازياً للعطاء من دون مقابل، ولاستمرار التفاؤل على الرغم من الملمّات. وكان يعتصم بالله دائماً للنهوض بوطنه وإعلاء شأنه.

بنى الحريري علاقات ودّية في كل أرجاء العالم، وإنفتح في الداخل على كل المكوّنات الوطنية، وحتى على من هاجمه وإنتقده، فكان الرئيس الشهيد قادراً بصورة فريدة على التسامح والمبادرة.

لكن، لم تشفع له كل هذه السمات النبيلة في النجاة من براثن الاغتيال السياسي، لا بل كانت مميزاته التي يتحلّى بها السبب وراء إستهدافه، لأن أعداء الوطن لن يتحمّلوا شخصية بحجم الحريري توسّعاً وتفوّقاً وسموّاً.

قتلوه في قلب بيروت في 14 شباط 2005، فجّروه بحقدهم الأسود في محاولة آثمة لإنهاء حلمه المشرق، فظلموا بلداً بأسره، وفقد كل واحد منّا الأب الذي يصون حقوقه، والرئيس الذي يحفظ دولته.

إنّما إنتصر الشهيد على القتلة، لأنهم أرادوه في غياهب النسيان، فتحوّل ذكرى لا تموت، بل تبزغ كل صباح مع كل وردة حمراء فوّاحة تنمو في تراب الوطن.

إنتصر الشهيد على القتلة، لأنهم أرادوه فقيد أسرة، وإذا به يصبح شهيد وطن وشعب وقضية، وبات شعلةً متّقدة لا تخبو.

وإنتصر الاستشهاد على الجريمة، لأنهم أرادوها نموذجاً لزرع الرعب في نفوس الأحرار، وإذا بإستشهاده يصبح أيقونةً في الشجاعة والتضحية في سبيل لبنان.

إنتصر الشهيد لأنهم أرادوا لمسيرته التوقف، وإذا بنجله الرئيس سعد الحريري يضمّ اللبنانيين جميعاً إليه، ويحرس أحلامهم بالمستقبل الأجمل.

كلمات البحث
شارك المقال