سعد راجع… وحده الجامع

آية المصري
آية المصري

“هذه رسالة الجماهير”، جملة اختصر بها الوزير السابق باسم السبع تعليقه على مشهديه الحضور في ذكرى اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري أمام الضريح. سياسيو لبنان أجمعوا على أن الرئيس الشهيد راسخ في الوجدان حتى بعد مرور 18 عاماً على غيابه جسدياً، فهو لا يزال حاضراً في نفوس اللبنانيين الكبار والصغار وكل من عرفه وعمل معه. وكان لافتاً حضور السفيرة الأميركية دوروثي شيا الى الضريح حيث وضعت اكليلاً من الزهر، مع ما يحمله هذا الحضور في طياته من رسائل سياسية الى اللبنانيين.

رأى النائب مروان حمادة أن “علينا الأخذ بثأر الرئيس الشهيد من خلال البناء، خصوصاً وأن الأمور وصلت الى نقطة مفصلية والقتلة معروفون وتمت محاكمتهم، لكن في حال لم تحدث أي انتفاضة من اللبنانيين من أجل لبنان واستعادته فسنذهب الى ما هو أعظم. ويتوجب أن نأخذ من الرفيق الثقة والابتسامة التي كانت تجعلنا نشعر بأنه قادر على التغلب على كل المصاعب”، داعياً الرئيس سعد الحريري الى “ألا تطول فترة تعليق عمله السياسي”.

دعوة الرئيس الحريري الى إنهاء تعليق العمل السياسي والعودة الى لبنان والى بيئته التي لم تقبل سواه زعيماً لها، انتشرت بين غالبية المسؤولين أكانوا من السنة أو الشيعة أو المسيحيين، معتبرين أن وجوده ضمانة للبنان على الأصعدة كافة ووحده قادر على ملء الفراغ وتغيير سوء الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية المهيمنة على البلد. وهذا ما أكده النائب السابق طلال المرعبي بقوله: “لبنان في قلب الرئيس الحريري وعقله وسيعود الى شعبه ومحبيه، والضياع في الساحة السنية بات واضحاً، وهالوحيد القادر على وقف هذا الضياع وملء الفراغ هو سعد رفيق الحريري واليوم الناس كلها أدركت قيمته جيداً”.

أما النائب السابق سامي فتفت فوصف الطائفة السنية بـ “اليتيمة” بعد قرار رئيسها سعد الحريري، “الذي لا يستطيع سواه أن يكون الجامع”. ووافقه النائب السابق هادي حبيش على أهمية عودة الرئيس الحريري، متمنياً أن يعود عن قراره يوماً ما “لأن وجوده في السياسة اللبنانية حاجة وضرورة خصوصاً وأننا رأينا في ظل غيابه الفجوة التي حدثت في المجلس النيابي والبلاد”.

واللافت في هذا اليوم المليء بالغصة والحزن والمشاعر الصادقة تجاه الأب والابن أن الجميع كان مؤيداً صمت سعد، الذي فضل عدم الإدلاء بأي كلمة أمام الضريح، واعتبروا أن صمته أبلغ من الكلام ويعبّر عن كل شيء وتحديداً في ظل حفلة الجنون المسيطرة على البلاد. وتوجه النائب السابق نزيه نجم الى الرئيس الحريري، قائلأ: “إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب لا بل من ألماس”.

في هذه الذكرى، أوصل الحريريون رسائل واضحة الى الجميع من خلال وفائهم واخلاصهم، وما تجمع الحشود أمام الضريح أو في “بيت الوسط” لرؤية الرئيس سعد الحريري الا دلالة على مدى شوقهم وحبهم وتقديرهم لزعيمهم الأول بعد والده الرئيس الشهيد، لذا يطالبونه بالعودة لأنه وحده الجامع والقادر على إنهاء التخبط الحاصل والانقسامات في البلد.

كلمات البحث
شارك المقال