تسبب برنامج HAARP بزلازل تركيا وسوريا… بين الحقيقة والمؤامرة!

زياد سامي عيتاني

طفت على السطح منذ الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا، وأتبع بعدد من الهزات الأرضية في عدد من البلدان المتباعدة جغرافياً، ثم زلزال جديد ضرب تركيا، نظرية المؤامرة، حول وجود أسباب غير طبيعية للزلزال وما ألحق به من هزات!

ويزعم أصحاب هذا الرأي، أن الولايات المتحدة ضربت تركيا إما عبر البرنامج العلمي “هارب”، أو عبر قنبلة نووية صغيرة، مشيرين إلى أن توصية بعض الدول الغربية رعاياها الموجودين في تركيا بأخذ الحذر وقرار “إغلاق سفارات غربية في أنقرة”، وقنصليات في اسطنبول، دليل على صحة روايتهم، على الرغم من أن العاصمة واسطنبول لم تتأثرا جراء الزلزال.

وما يتسلح به أصحاب وجهة النظر هذه، أنه على الرغم من مرور ما يزيد عن الأسبوعين على الزلزال الكبير الذي ضرب جنوب تركيا وأجزاء واسعة من سوريا، لم تتوقّف توابعه ممثلة في الهزات الأرضية من حينه حتى الآن، بحيث سجلت الآلاف منها. إذ هناك هزة إرتدادية كل 4 دقائق، لكن معظم توابع الزلزال هذه محسوسة، والعديد منها بلغ قوته 3.5 درجات وما فوق، لكن توابع الزلزال التي بلغت قوتها 4 درجات وما فوق وصلت الى نحو 40، و”هذا الوضع غير عادي”، خصوصاً أنه كسرت 5 أجزاء مختلفة من منطقة صدع شرق الأناضول، ونتيجة لذلك حدث تمزق سطحي في نحو 400 كيلومتر.

بمعزل عن نظرية المؤامرة، وبموضوعية وتجرد، يفترض معرفة ما هو برنامج “هارب”، وما هي دوافع إنشائه، وإستخداماته؟ تاركين لأصحاب الاختصاص، تأكيد هذه التهمة أو نفيها، وتحديد ما إذا كانت الزلازل والهزات بفعل عوامل الطبيعة، أو أنها غير ذلك.

ما هو برنامج “هارب”؟:

أنشئ مشروع “هارب” السري الأميركي”H.A.A.R.P”، أو برنامج الشفق القطبي النشط العالي التردد،”High Frequency Active Auroral Research Program”، في المنشآت العسكرية في جاكونا بولاية ألاسكا، ويحتوي على 180 هوائياً موزعة على مساحة 14 هكتاراً، تنبعث منها موجات لاسلكية عالية التردد تصل إلى الغلاف الجوي السفلي للأرض.

وتم إبتكار هذا البرنامج وتطويره عن طريق شركة BAEAT للتكنولوجيات المتقدمة، بغرض تحليل الغلاف الأيوني والبحث في إمكان تطوير تكنولوجيا المجال الأيوني وتعزيزه لأغراض الاتصالات اللاسلكية والمراقبة.

كيفية عمله:

تعمل منظومة هذه الهوائيات كوحدة واحدة وتصدر تريليون موجات راديوية عالية التردد، مما يتسبب بإنعكاس الموجات في طبقة الأيونوسفير.

تجدر الاشارة إلى أن هذا المشروع الأميركي نشأ في سنة 1891 على يد نيكولاس تسلا، الذي أنشأ تياراً متناوباً وهو التيار المستخدم اليوم، كما أعطى الأساس للتحكم في المناخ من خلال إنشاء أشعة صغيرة الحجم مثل تلك التي تنتجها الطبيعة.

  • المساهمة في تغيير المناخ:

يمكن أن يساهم مشروع “هارب” السري في تغيير المناخ من خلال قصف الغلاف الجوي بصورة مكثفة بأشعة عالية التردد، ومن خلال تحويل الموجات منخفضة التردد إلى كثافة عالية، كما ويستطيع أن يؤثر على أدمغة الانسان، ولا يمكن استبعاد أن له تأثيرات تكتونية.

إغلاق المشروع:

أغلق المشروع في العام 2015 وتم تمريره إلى جامعة ألاسكا فيربانكس، مما يسمح للطلاب باستخدام المرافق لأنواع أخرى من البحث.

باختصار مشروع “هارب” لديه القدرة على تعديل المجال الكهرومغناطيسي للأرض والسيطرة على الطقس والمناخ، وهو جزء من ترسانة من الأسلحة الالكترونية السرية التي تملكها الولايات المتحدة.

وبمعنى آخر مشروع “هارب” السري الأميركي عبارة عن “سخان أيونوسفير” يستخدم لتجربة التعديل المركّز لاضطراب البلازما (غاز منخفض الكثافة في الظروف العادية) الموجود في طبقة الأيونوسفير، بهدف زيادة كثافة الغاز الأيوني المذكور.

وعندما تزداد كثافة هذا الغاز، تظهر الاضطرابات وسحب البلازما متعددة الألوان المعروفة باسم الشفق القطبي.

نظرية المؤامرة:

على الرغم من ذلك، هناك العديد من نظريات المؤامرة التي تشير إلى أن حكومة الولايات المتحدة يمكن أن تستخدم هذا المشروع كسلاح في الحرب، بحيث يمكن أن يؤثر على سلوك الطقس، والزلزال، أو تغيير الغلاف الجوي المتأين للتسبب بكوارث طبيعية.

بين الحقيقة والمؤامرة، لا بد من الاشارة إلى أن مدينة كهرمان مرعش التركية، لها تاريخ مع الكوارث الطبيعية، بحيث دمرت مرتين قبل قرون مضت بسبب زلازل عنيفة قتل فيها عشرات الآلاف من الأشخاص.

شارك المقال