بين فرنجية وعون… هكذا تتوزع الأصوات طائفياً ومناطقياً!

عاصم عبد الرحمن

هما ليسا مرشحين، ولكنهما الوحيدان مطروحان جدياً لرئاسة الجمهورية، رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية وقائد الجيش العماد جوزيف عون، الأول مرشح من فريق “حزب الله” والآخر تؤيده قوى داخلية وخارجية وفق ما تسرّب عن الاجتماع الخماسي الذي عقد حول لبنان في باريس من أجل الدفع نحو إنهاء الشغور الرئاسي. ولكن في حال دخول فرنجية وعون جلسة انتخاب الرئيس، كيف سيتقاسمان أصوات الناخبين على الصعد الطائفية والمذهبية والمناطقية؟

يحاذر فريق 8 آذار حتى اللحظة إعلان تبني ترشيح سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية قبل تأمين مروحة توافق حوله يتمكن من خلالها من تخطي عتبة الـ 65 صوتاً في مقابل عدم إزاحة الستارة بعد عن ترشيح جوزيف عون من الفريق المعارض لـ”حزب الله” وحلفائه، وقد نقل أكثر من مرجع سياسي وروحي عن توافق دولي ورضى سعودي حول شخص قائد الجيش باعتباره حيادياً، ناجحاً وغير فاسد، ولكن ترك المجتمعون في باريس أمر الاتفاق وإعلان الترشيح للبنانيين الذين يجب عليهم فهم الرسالة الرئاسية الدولية والعربية وخصوصاً الخليجية وهي التوجه رئاسياً نحو خيار إنقاذي محايد يتمكن من استقطاب الدعم الخليجي والمؤازرة العربية والمباركة الدولية.

وفي دراسة أجراها مركز الاحصاء والدراسات الاستراتيجية لأستاذ العلوم السياسية والخبير في الشؤون الانتخابيّة الدكتور إيليا إيليا اطلع عليها “لبنان الكبير” تُظهر كيفية توزع الأصوات طائفياً ومذهبياً ومناطقياً بين فرنجية وعون في حال دخولهما مرشحين رئاسيين جلسة انتخاب رئيس الجمهورية نفصلها وفق الدوائر الانتخابية المعتمدة على الشكل الآتي:

*دائرة الشمال الأولى (عكار)

فرنجية: 5 أصوات

عون: لا أصوات

ورقة بيضاء/ مرشح آخر: صوتان

*دائرة الشمال الثانية (طرابلس، المنية، الضنية)

فرنجية: 7 أصوات

عون: 4 أصوات

ورقة بيضاء/ مرشح آخر: لا أصوات

*دائرة الشمال الثالثة (زغرتا، الكورة، البترون، بشري)

فرنجية: 3 أصوات

عون: 5 أصوات

ورقة بيضاء/ مرشح آخر: صوتان

*دائرة بيروت الأولى (الأشرفية، الرميل، المدور، الصيفي)

فرنجية: لا أصوات

عون: 6 أصوات

ورقة بيضاء/ مرشح آخر: صوتان

*دائرة بيروت الثانية (رأس بيروت، المزرعة، المرفأ…)

فرنجية: 5 أصوات

عون: 5 أصوات

ورقة بيضاء/ مرشح آخر: 1 صوت

*دائرة جبل لبنان الأولى (جبيل، كسروان)

فرنجية: صوتان

عون: 4 أصوات

ورقة بيضاء/ مرشح آخر: صوتان

*دائرة جبل لبنان الثانية (المتن)

فرنجية: صوتان

عون: 5 أصوات

ورقة بيضاء/ مرشح آخر: 1 صوت

*دائرة جبل لبنان الثالثة (بعبدا)

فرنجية: صوتان

عون: 3 أصوات

ورقة بيضاء/ مرشح آخر: 1 صوت

*دائرة جبل لبنان الرابعة (الشوف، عاليه)

فرنجية: لا أصوات

عون: 9 أصوات

ورقة بيضاء/ مرشح آخر: 4 أصوات

*دائرة البقاع الأولى (زحلة)

فرنجية: 3 أصوات

عون: 3 أصوات

ورقة بيضاء/ مرشح آخر: 1 صوت

*دائرة البقاع الثانية (راشيا، البقاع الغربي)

فرنجية: 3 أصوات

عون: صوتان

ورقة بيضاء/ مرشح آخر: 1 صوت

*دائرة البقاع الثالثة (بعلبك، الهرمل)

فرنجية: 9 أصوات

عون: 1 صوت

ورقة بيضاء/ مرشح آخر: لا أصوات

*دائرة الجنوب الأولى (صيدا، جزين)

فرنجية: لا أصوات

عون: 4 أصوات

ورقة بيضاء/ مرشح آخر: 1 صوت

*دائرة الجنوب الثانية (صور، الزهراني)

فرنجية: 7 أصوات

عون: لا أصوات

ورقة بيضاء/ مرشح آخر: لا أصوات

*دائرة الجنوب الثالثة (بنت جبيل، النبطية، حاصبيا ومرجعيون)

فرنجية: 9 أصوات

عون: صوتان

ورقة بيضاء/ مرشح آخر: لا أصوات

وهكذا يتبين من خلال توزع الأصوات بين المرشحين أن فرنجية ينال 57 صوتاً وعون 53 صوتاً بالاضافة إلى 18 ورقة بيضاء أو لمرشح آخر، وهذه الأوراق إنما تمثل أكثرية نواب “لبنان القوي” وبعض المحسوبين على قوى الثورة والتغيير.

يبدو أن “التيار الوطني الحر” سيغرّد خارج سرب أي تسوية رئاسية سواء أتت بفرنجية أو عون أو غيرهما، ما يعني أن الحزب لن يستطيع إقناع باسيل بانتخاب فرنجية أو أن يكون شريكاً في العهد الرئاسي الجديد.

أما على الصعيد الطائفي والمذهبي فتتوزع الأصوات بين فرنجية وعون وفقاً للشكل الآتي:

*موارنة (34)

فرنجية: 5

عون: 19

ورقة بيضاء/ مرشح آخر: 10

*أرثوذكس (14)

فرنجية: 3

عون: 8

ورقة بيضاء/ مرشح آخر: 3

*كاثوليك (8)

فرنجية: 2

عون: 4

ورقة بيضاء/ مرشح آخر: 2

*أرمن (6)

فرنجية: 1

عون: 5

ورقة بيضاء/ مرشح آخر: لا أصوات

*أقليات (2)

فرنجية: لا أصوات

عون: 1 صوت

ورقة بيضاء/ مرشح آخر: 1 صوت

*سُنَّة (27)

فرنجية: 17

عون: 9

ورقة بيضاء/ مرشح آخر: 1 صوت

*شيعة (27)

فرنجية: 27

عون: لا أصوات

ورقة بيضاء/ مرشح آخر: لا أصوات

*دروز (8)

فرنجية: لا أصوات

عون: 8

ورقة بيضاء/ مرشح آخر: لا أصوات

*علويون (2)

فرنجية: 2

عون: لا أصوات

ورقة بيضاء/ مرشح آخر: لا أصوات

إذاً يتبين من خلال هذا التوزع الطائفي والمذهبي بين فرنجية وعون أن الأول ينال 11 صوتاً مسيحياً في مقابل 36 صوتاً مسيحياً للثاني، وهذا يشير إلى رغبة مسيحية واضحة في عدم ترك الثنائي الشيعي متفرداً في الخيار المسيحي الرئاسي، من هنا تتجه قوى مسيحية عدة الى التصويت لقائد الجيش ليس رغبة فيه أو تفضيلاً له وإنما لمنع وصول مرشح الثنائي الشيعي إلى قصر بعبدا رغماً عن معارضة الأكثرية المسيحية لهذا الخيار.

من الواضح أن فرنجية لن ينال أي صوت درزي كذلك عون لن ينال أي صوت شيعي وفي الحالتين لن يبلغ أي من المرشحين عتبة الـ 65 صوتاً، وقد ينجح نبيه بري في استقطاب بضعة أصوات درزية بالتوافق مع وليد جنبلاط في سياق اتفاق أو مصلحة ما، كذلك قد يتمكن من استقطاب المزيد من الأصوات السنية، ولكن على الرغم من ذلك فإن عدم بلوغ أي منهما عتبة الفوز برئاسة الجمهورية يدعو إلى ضرورة تواضع القوى السياسية والجلوس على طاولة حوار ما بهدف التباحث في مصلحة لبنان والاتفاق على إنتاج رئيس للجمهورية ينقذ اللبنانيين ويطمئن العرب ويحاكي القوى الدولية بهدف نقل لبنان من حال الانهيار الغارق تحت ركام أزماته إلى واقع ترتسم معه ملامح مستقبل دولة ومؤسسات تعيد الأمل إلى شعب يكاد يلفظ أنفاسه الأخيرة.

وفي هذا السياق يقول إيليا لـ “لبنان الكبير” إن لا 65 صوتاً لأي من المرشحين إلا بتفاهمات، فإن كانت هناك تسوية أو اتفاق ما يمكن انتخاب رئيس للجمهورية من دون معركة وهو على الأرجح ما سنتجه إليه، داعياً القوى السياسية الى الجلوس والتفاهم حول الرئيس القادم. واعتبر أن القانون الانتخابي الذي أنتج هذه القوى متقدم على أدائها السياسي المصلحي والطائفي وجاء ليحاكي واقعاً سياسياً غير موجود، فهو خصص لمجتمع تعددي يمنع تفرد أي من التكتلات بالقرار السياسي، ولتكتلات سياسية واعية تهمهما مصلحة الوطن وليس مصالحها الآنية الزبائنية، لهذا نحن في حاجة إلى حوار بمسؤولية وطنية حول لبنان وليس لحسابات مصلحية ضيقة.

وعن نتائج الاستطلاع، يضيف إيليا أنه جاء نتيجة تراكم الخبرات ومعرفة شخصية بعدد كبير من النواب ورصد مواقف القوى السياسية وخياراتها الانتخابية.

سواء كان فرنجية أو عون أو غيرهما، فإن واقع الانهيار متعدد الأوجه الذي يئن تحته اللبنانيون يستوجب تواضع القوى السياسية والجلوس على طاولة حوار عنوانها المصلحة الوطنية والاتفاق على رئيس للجمهورية والتقاط الفرصة الدولية التي لا تزال تأبه للأزمة اللبنانية ريثما تتفاقم الحرب الروسية – الأوكرانية وتشغل معها المجتمع الدولي الذي تشخص أنظاره حالياً شرقاً نحو الصين التي أطلقت مبادرة لإنهاء هذه الحرب، فهل ستتواضع القوى السياسية أم للمصالح الشخصية كلام آخر؟

شارك المقال