إيران: الابتكار في الاحتجاج هرباً من القمع

حسناء بو حرفوش

لم تصمت الحركات الاحتجاجية في إيران، ولكن توجب على المتظاهرين تغيير طرق الاحتجاج نفسها بسبب القمع الشديد، حسب مقال في موقع الكتروني سويسري.

ووفقاً للمقال، “قتلت الشرطة الإيرانية حوالي 500 متظاهر منذ حادثة مهسا أميني، التي أثارت موجة غير مسبوقة من الاحتجاجات في أيلول الماضي. وعلى الرغم من أن التجمعات الكبيرة خفتت بعض الشيء، الا أنها أفسحت المجال اليوم لمزيد من التحركات الفردية المشتركة على الشبكات الاجتماعية. وتعددت طرق التنديد فبات بالامكان على سبيل المثال، رؤية أشخاص وهم يضعون علامات على الجدران، أو يمزقون ملصقات النظام أو يحرقونها، أو يرمون زجاجات حارقة على ممتلكات عملاء الحكومة أو حتى يخلعن الحجاب. 

تجنب الاعتقال بأي ثمن

بالنسبة الى أولئك الذين ألقي القبض عليهم بالفعل، لا بد أيضاً من محاولة الفرار من الشرطة. وقالت الصحافية والكاتبة فاريبا حشترودي الجمعة في صحيفة La Matinale de la RTS: في حال تم إلقاء القبض على أحدهم مرة أخرى، فستطبق الأحكام على الفور وستكون العقوبات أكثر قسوة.

مطاردة الجنود الالكترونيين

ومع ذلك، لا يعني إخفاء الهوية على الشبكات الاجتماعية أن الخطر قد زال، حسب ما تشير ماهناز شيرالي، عالمة الاجتماع والعالمة السياسية المتخصصة في إيران. وتستذكر: يتولى 14 ألف جندي إلكتروني تابع للنظام مراقبة الانترنت ليل نهار بحثاً عن شخصيات متورطة في التظاهرات. وبمجرد القاء القبض على أحدها فإنها تواجه أحكاماً طويلة بالسجن.

لكن المخاطر والتهديدات لا تكفي لكبح الرجال والنساء الايرانيين. تشرح شرالي: يختبر الشارع الايراني درجة كبيرة من الغضب لدرجة أن البعض يخاطر بحياته، ويرفض الصمت. وبفضله يمكننا أن نفهم ما يحدث في البلاد. وقد امتدت الاحتجاجات لتطال التحركات خارج البلاد أيضاً. ويوم الاثنين على سبيل المثال، تظاهر 6 آلاف شخص ضد الجمهورية الاسلامية في بروكسل.

وكان موقع “إيران إنترناشيونال” قد نقل تقارير عن اعتقال طلاب وطالبات وتسممهم بالغاز المسيل للدموع في ظل رفض السلطات (السماح للطلاب المعتقلين بمواصلة دراستهم بعد إطلاق سراحهم من المعتقل، كما تم تهديد أسرهم في حال نشر القضية في وسائل الاعلام).

وفي سياق متصل، وفي ظل التدهور الاقتصادي والارتفاع الحاد لسعر الدولار في إيران، اندلعت موجة جديدة من الاحتجاجات شملت عمال مصنع في أصفهان وفي مدينة طهران. وانتشرت مقاطع فيديو عبر مواقع التواصل تظهر استمرار الاضطرابات طوال الليل على الرغم من الضغوط الأمنية. كما نقل عن تنظيم التجار مؤخراً في العاصمة، تجمعاً احتجاجياً ضد ارتفاع الأسعار وارتفاع أسعار الدولار.

ومنذ اندلاع الاحتجاجات واشتعالها عبر مواقع التواصل، ردت السلطات بإغلاق موقع (إنستغرام) وتطبيق (واتساب). واتهمت السلطات الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل بمحاولة بثّ فوضى في البلاد. لكن المظاهرات لم تخمد وهذا ما تثبته فيديوهات لا يزال بعض المتابعين يجد الطرق للوصول إليها على الرغم من حدة الرقابة”.

شارك المقال