لبنان باقٍ… كل بلاد العُرب لنا

الراجح
الراجح

تجري مقابلة ما ويقال أو يقول الجهبَذ المضيف للمضاف إليه ان هناك من ينسج خيطاً بين السّعودية والمرشّح فلان إلى رئاسة الجمهورية. وتبدأ الأسئلة من كلّ حدب وصوب. من هي هذه الشخصية، من دون الاهتمام بالهدف من هذه العلاقة؛ وما هي الأبعاد التي ترمي إليها؛ وما الذي يمكن إنجازه فعلاً؛ وهل يمكن أن نبني على ما ستنجزه؛ وهل هي ثابتة مستدامة؛ وهل تَصلُح طريقاً للحل وللخروج من أزمتنا؟

لا ترى اهتماماً بكل هذا أو ذاك، ولا حتى أي أسئلة حوله، ويبقى المهم فقط هو اسم الشخص ليس إلا…

هذه هي حالنا مع الكثير من الاعلام والاعلاميين، تجاهلٌ أو جهل للجوهر مع محاولة سطحيّة للمعرفة لا تتعدى القشور!

من عادة المملكة أن تعمل على الملفات الشائكة والمعقدة بروية وعمق وفهم المتغيرات بعيداً عن البروباغندا الاعلامية وبعيداً عن المزاج الشعبي الذي في معظم، لا بل في الكثير من الأحيان، لا يأخذ إلا الظاهر ويبني عليه من دون النظر في أو فهم الأبعاد الاستراتيجية للسياسة الخارجية، بل السياسات الخارجية التي تقوم بها المملكة وتلعب من خلالها أهم الأدوار.

لكل العاتبين على المملكة، بدءاً بالأمين العام لـ “حزب الله” ومروراً بكل الآخرين، ومن ضمنهم المتسائلون الدائمون عن دور المملكة في انتخاب رئيس للجمهورية في زمن الأبواب المفتوحة، حيث السجون متداخلة في السرايات، والسرايات متداخلة في المصانع والبنوك، والمصانع والبنوك “فايتة” بالثّكنات، من أين تريدون أن تدخل المملكة ومن معها في الخارج لمساعدتنا؟! مأساتنا ليست أننا نحلم بوطنٍ؛ مأساتنا أننا لا نعرف أننا من مأساة وفي مأساة وإلى مأساة.

هذا تشاؤم أكيد… لكن لبنان باق… وكل بلاد العُرْب لنا. الجزء الأول صحيح – لبنان الأرض باق… على أمل ألاّ يكون بقاؤه كما كانت “يريڨان” لـ”هوڨيك” الأرمني الذي عاش حياته بعد الهجرة من أرمينيا حالماً بالعودة إليها. لكنه مات حالماً، وعوضاً عن رؤية “يريڨان” بلده، دُفِن في برج حمود منفيّاً مجهولاً وبقيت “يريڨان” الأرض.

نحن شعب شأننا شأن جميع الشعوب الشرقية والمتوسطية، في داخلنا ازدواجية أسهب في وصفها “لورنس العرب” حين كتب عن تعايش الذئب والحمل في داخل جسد واحد. فهل يستطيع من تطلب مساعدته أن يفصلهما يا ترى؟

إلى الذين لم يتركوا تراب الوطن، تحيّة إجلال وتقدير لكم. وإلى الذين تركوا نقول: لبنان باق! وعلى حالته الحاضرة… بلاد العُرب ليست لنا!

شارك المقال