قيمة الأساتذة أكبر من ربع تنكة بنزين يا معالي الوزير!

راما الجراح

يدخل إضراب المدارس الرسمية أسبوعه الثامن من دون أي حلحلة جدّية في هذا الملف وسط أزمة اقتصادية حادة تعيشها البلاد. ويعتبر القطاع التربوي من أكثر القطاعات التي تعاني من تآكل رواتب العاملين فيه، إلى جانب ظلم آلاف الطلاب والطالبات لأن ما يحصل يشكل خطراً كبيراً على مستقبلهم.

وقد انعقدت جلسة مجلس الوزراء في السراي الحكومي، وأصدر وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال عباس الحلبي تعميماً رسمياً أكد فيه أن الوزراة ستدفع للأساتذة ٣٠٠ دولار بدل إنتاجية عن الأشهر الثلاثة الماضية، وسينالون كل آخر شهر مبلغاً قدره ١٢٥ دولاراً، إضافة إلى إقرار بدل النقل اليومي ٥ ليترات بنزين.

تضاربت المعلومات حول عودة الأساتذة إلى التعليم بعد هذا القرار، أو الاستمرار فيه، وأكدت معلومات لموقع “لبنان الكبير” أن “هناك ارتباكاً في صفوف الأساتذة بين مَن أبدى ارتياحه لقرار الوزير، وبين مَن رأى أن الـ ٥ ليترات بنزين إهانة بحقهم”. وقال مصدر تربوي خاص للموقع: “معروض بدل إنتاجية يومية للأساتذة تتراوح بين ٤٠٠ و٨٠٠ ألف بحسب الفئة، ولكنهم استثنوا منها بإعتبار أنهم سيتقاضون بدل إنتاجية بالدولار بما يعادل ١٢٠ دولاراً، والاعتراض الأكبر هو على موضوع الاستشفاء لأنه وفي زيارة قامت بها الروابط للمدير العام لتعاونية موظفي الدولة الدكتور يحيى خميس، طلب ٨٠٠ مليار لتتم إضافتها الى موازنة التعاونية حتى تستطيع تغطية الفرق الذي يدفعه الأساتذة وهو مكلف جداً في الطبابة. وبالنسبة الى بدل النقل طالب الأساتذة بـ ٦ ليترات بنزين بدل الـ ٥ ولكن الموضوع لم يلقَ تجاوباً من وزير التربية”.

وأكد الأستاذ في “ثانوية المنارة وكامد اللوز” محمد المصري أن “ما يحصل معيب جداً بحق الأساتذة، وحقوقنا لا يجب اختصارها بربع تنكة بنزين، عدا عن رواتبنا التي لا تكفينا لتعبئة نصف برميل مازوت، ونصل إلى مرحلة العجز عن شراء أي نوع من الدواء، نحن نربي أجيال المستقبل ومن غير المقبول أن نكافأ بهذه الطريقة”.

وعن إمكان العودة إلى التعليم بعد القرار الأخير لوزير التربية، قال المصري لموقع “لبنان الكبير”: “لا أتوقع أن تقبل غالبية الأساتذة بهذه القرارات، والاحتمال الأكبر هو الاستمرار في الاضراب، لأن مطالبنا لم تتحقق بعد، وتقديمات البنزين التي تكلم عنها الوزير توصلني إلى باب المدرسة فقط، وللأسف لم يتطرق الى نقطة الاستشفاء التي كانت من أولى البنود التي طالبنا بها”.

إمتعاض كبير في صفوف الأساتذة من القرارات الأخيرة للوزير الحلبي، فهل سنشهد تصعيداً في هذا الملف، أم سيرضى الأساتذة بما قسم الوزير لهم وتفتح المدارس الرسمية أبوابها قريباً؟

شارك المقال