لماذا قد تفكر الصين بتسليح روسيا؟

حسناء بو حرفوش

ربما اتخذ الرئيس الصيني القرار بتقديم الدعم العسكري لحليفه الروسي، وربما يعتبر أن زيادة اعتماد موسكو على بكين وخوف الغرب منها يستحق المخاطرة، حسب مقال في موقع “تلغراف” الالكتروني.

ووفقاً للمقال، “من شأن التوصيف الأميركي حول تفكير الصين في تسليح روسيا، أن يدقّ جرس الانذار في جميع أنحاء أوكرانيا والغرب. ويستخدم المتخصصون الأمنيون البريطانيون في مجتمع الاستخبارات ووكالات إنفاذ القانون الأخرى (مقياس الاحتمالية) الخاص بوايتهول (Whitehall) للتعبير عن مستوى الثقة في المعلومات التي ينقلونها. وقاموا حتى بربط هذه الاحتمالات بنسب رقمية، على أساس أن ما يقل عن 5 في المائة يعني أن فرصة حدوث شيء ما هي بعيدة. ومن ثم، يعتبر الحدث غير مرجح إذا أتى المجموع بنسبة 25 – 35 في المائة. أما الاحتمال الواقعي فيقع بين نسبتي 40 و50 في المائة؛ وبين 55 و75 في المائة، هذا يعني أنه من المحتمل بصورة أكبر. وينتقل المقياس بعد ذلك إلى احتمال كبير (80 إلى 90 في المائة) قبل الوصول إلى ما هو شبه مؤكد (أعلى من 95 في المائة).

ويعتبر المقال أن استخدام ويليام بيرنز لكلمة (واثق) في معرض كلامه عن الدعم الصيني للروس، أقرب بكثير إلى المحتمل من الممكن. ويمكن تصنيفه تماماً ضمن الفئة المحتملة لحدوث فرصة تتراوح من 55 إلى 75 في المائة. السبب الثاني الذي يجعل تحذير بيرنز مثيراً للقلق هو ما يقوله عن حسابات بكين في ما يتعلق بميزان القوة العالمي الناشئ. وأصرّ المسؤولون الغربيون هذا الأسبوع على عدم وجود دليل على أن الصين تزود روسيا بمساعدات قاتلة، لكن تغيير بكين لتلك السياسة سيشكل خطوة كبيرة.

كما أن خطوة كهذه ستطرح أسئلة حول المدى الذي سيكون فيه الغرب، الذي يمكن القول إن اعتماده اقتصادياً أكبر بكثير على الصين، مستعداً لبلوغه للرد. ولعل الرئيس الصيني شي جين بينغ قد لاحظ المدة التي استغرقها مؤيدو أوكرانيا الدوليون للتوصل إلى إجماع حول الاجراءات، لا سيما في ما يتعلق بالعقوبات الاقتصادية. وربما كان قدر أن الغرب، وتحديداً أوروبا، لن يكون متحداً بالمثل ضد الصين، أو قد يحسب أن بلاده قوية، حتى في مواجهة هذه الوحدة، بما يكفي لتحمل أي عقوبات وشيكة بصورة ممكنة.

مخاوف عسكرية صينية

وهناك قلق عسكري آخر مباشر، بحيث تصرّ بكين على أن سيادة أي دولة مصونة وتقول إنها لن تتدخل أبداً في حكم دولة أخرى. ويعتبر العديد من مسؤولي الأمن هذا الموقف مثيراً للضحك وليس أكثر من ذر الرماد في العيون لإبقاء الاهتمام الدولي – وأسطول البحرية الأميركية في المحيط الهادئ – بعيداً عن تايوان.

ومع ذلك، تتوقع الصين أن يتم احترام هذه السياسة وتعلم أن أي تغيير تتبناه بشأن أوكرانيا سيضعف من قوة حجتها بشأن عدم التدخل في أي إجراء مستقبلي حول تايوان. لذلك، مثلما تريد الصين أن يستقر الوضع العالمي وأن يعود السلام إلى أوروبا، وإن كان سلاماً لصالح بكين الاقتصادي لا علاقة له باحترام حدود أوكرانيا، فهي على يقين أن أي قرار لتسليح روسيا سيتزامن مع عواقب بعيدة المدى. ربما توقع الرئيس شي التداعيات الديبلوماسية والاقتصادية المصاحبة للدعم العسكري لبلاده لروسيا، لكنه قرر أن من الممكن إدارة هذه المغامرة التي تستحق المخاطرة بزيادة اعتماد موسكو على بكين وخوف الغرب منها. وعلى الرغم من نفي الصين، أكد مسؤولون أميركيون أنهم يمتلكون معلومات استخباراتية تُظهر أن الصين تفكر في تسليح روسيا وأنهم قد يكشفون عن المعلومات لتعزيز قضيتهم”.

شارك المقال