الناتو والاتحاد الأوروبي: الصين ليست وسيط سلام

حسناء بو حرفوش

قطع الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي الطريق أمام محاولة الصين لعب دور صانع السلام في أوكرانيا، وفقاً لمقال في موقع “بوليتيكو” الالكتروني. ووفقاً للمقال، “فشلت محاولة الصين في تصوير نفسها كصانعة سلام محايدة في حرب أوكرانيا عندما انتقد كل من الناتو والاتحاد الأوروبي البيان الصيني الذي يسرد قواعد اللعبة المتبعة لانهاء الصراع بعد مضي عام على الغزو الروسي الشامل.

وتعدّ بكين حليفة استراتيجية رئيسة لروسيا، التي تعتبرها شريكاً مفيداً ضد الغرب وحلف شمال الأطلسي. وفي هذا السياق، كان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قال إن الشركات الصينية تقدم بالفعل مساعدات (غير مميتة) إلى روسيا، لكنه أضاف أن هناك مؤشرات على أن الصين تفكر في إرسال هذا النوع من الأسلحة، وهو ما نفته بكين مراراً.

وفي وقت سابق من يوم الجمعة، نشرت وزارة الخارجية الصينية بياناً ضم 12 نقطة و892 كلمة بهدف تسوية ما سمته بـ “أزمة أوكرانيا” بعيداً عن الاشارة إليها على أنها حرب.

الانحياز الصيني

وعلقت المتحدثة باسم السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي نبيلة مسرالي أمام الصحافيين بالقول: إن (موقف الصين يركز بصورة غير صحيحة على ما يعرف بالمصالح والمخاوف الأمنية المشروعة للأطراف)، مضيفة أن (ورقة الموقف تبرر الاحتلال الروسي غير القانوني وتطمس من خلال الانتقائية الأدوار ما بين المعتدي والضحية).

بدورها، وصفت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، موقف الصين بغير المحايد على الاطلاق. وأضافت: (هذه الورقة لا تقدم خطة سلام بل مبادئ مشتركة. ولا بد من تصوير هذه المبادئ في سياق خلفية محددة. وهذه هي الخلفية التي انحازت الصين إلى جانبها، من خلال الكلام على سبيل المثال، عن صداقة مطلقة قبل بدء الغزو الروسي لأوكرانيا. لذلك سننظر في المبادئ بالطبع، لكننا سننظر إليهم على خلفية أن الصين قد انحازت إلى جانب واحد).

وانتقد الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ قلة المصداقية لدى الصين، مشيراً إلى (دلائل وإشارات على أنها ربما تخطط وتفكر في تقديم مساعدات عسكرية لروسيا)، على الرغم من أن الناتو لم يشهد (أي تسليم فعلي للمساعدات الفتاكة).

وكانت الصين تأمل في تحسين العلاقات مع الأوروبيين بالتزامن مع مضاعفة جهودها لتشويه سمعة الولايات المتحدة، من خلال اتهامها على سبيل المثال بقطف ثمار الحرب. ووجه وانغ لوتونغ المدير العام للشؤون الأوروبية في وزارة الخارجية الصينية، نداءً مباشراً إلى الاتحاد الأوروبي شدد فيه على أن (الصين مستعدة لبذل جهود مشتركة مع الاتحاد الأوروبي ومواصلة لعب دور بناء في أوكرانيا).

وكشفت الصين النقاب عن خطتها لحلّ (الأزمة الأوكرانية) مع التركيز بالكاد في بضع سطور على الدعاية الروسية. كما ركزت على أن أمن المنطقة لا ينبغي أن يتحقق من خلال تعزيز الكتل العسكرية أو توسيعها. وظهر دعم الصين للادعاء الروسي الذي يربط اندلاع الحرب بمحاولة منع أوكرانيا من الانضمام إلى الناتو.

وفي موضع آخر، دعت الخطة الصينية (جميع الأطراف الى تجنب تأجيج النيران وتفاقم التوترات)، مع الاشارة إلى اتهام ديبلوماسيين صينيين الولايات المتحدة في الأسابيع الأخيرة بأنها أكبر مورد للأسلحة الى أوكرانيا، في الوقت الذي تواجه فيه الصين ضغوطاً متزايدة لعدم تزويد روسيا بالأسلحة. ووصف رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوكراني، أولكسندر ميريزكو، موقف الصين بالمنافق، مضيفاً أن (اقتراح الصين يذكرنا كثيراً بالخطاب السوفياتي المنافق الذي يدعو إلى القتال من أجل السلام. إنها شعارات إعلانية فارغة وتفتقر الى أي تفاصيل تدعمها أو الى آلية تنفيذ).

البساط الأحمر لحليف بوتين

ويتزامن تزايد المخاوف بشأن احتمال تقديم الصين مساعدات عسكرية الى روسيا، مع توجه الحليف الوثيق للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو إلى الصين، في زيارة رسمية لثلاثة أيام.

وعلى الرغم من تصاعد التوترات الجيوسياسية، رحبت الصين بالزيارة، مؤكدة أنها تمثل فرصة لتعزيز التعاون الشامل بين البلدين، لكنها تندرج وفقاً لمسؤولين أميركيين في سياق ما سيؤدي إلى عواقب وخيمة”.

شارك المقال