رغم الصعوبات… الدفاع المدني بطولة في الداخل والخارج

حسين زياد منصور

لم تسلم فرق الدفاع المدني طيلة السنوات الماضية من الكوارث التي واجهتها، فعلى الرغم من الحاجة الى تطوير تجهيزاتها اللازمة في أعمالها الخطرة، الا أنها كانت موجودة دائماً في اللحظات الحاسمة والمناسبة، وفي هذا اليوم أقل ما يمكن توجيهه الى عناصرها هو التحية، والوقوف الى جانبهم وايصال صرختهم.

تواجه البلاد أزمة اقتصادية صعبة أرهقت مختلف القطاعات منذ تشرين الأول 2019، وأدى انهيار الليرة اللبنانية أمام الدولار الأميركي الذي حقق مستويات قياسية ووصل الى 90 ألف ليرة، وتراجع القدرة الشرائية لدى شريحة كبيرة من اللبنانيين الى شلل في الادارات والمؤسسات العامة، والتأثير على الأجهزة الحكومية، ومن ضمنها الدفاع المدني الذي يواجه عدداً من المشكلات والمعوقات منذ ما قبل 2019، وعلى الرغم من احتجاجاته ومطالبه المتكررة لتحصيل حقوقه الضائعة الا أن الإجابة كانت دائماً نفسها “وعود كاذبة”.

خطار: اشادة بالانجازات البطولية

وفي حديث لـ “لبنان الكبير” يؤكد المدير العام للدفاع المدني العميد ريمون خطار أن “الدفاع المدني في جهوزية تامة ودائمة في كل الفصول لا سيّما مؤخراً إثر العاصفة الثلجية التي ضربت لبنان وتلتها الزلازل التي شعر بها اللبنانيون وكان لها الأثر السلبي في النفوس ما خلق حالة من الذعر لديهم اثر ما شهدته بعض الأبنية من تصدعات. وفي السياق تعمل المديرية العامة للدفاع المدني على اصدار الارشادات لمواجهة هذا النوع من الكوارث وذلك على الرغم من الظروف القاهرة التي تمر بها البلاد”.

ويوضح أن “المديرية العامة تعاني من الأزمة الاقتصادية كسواها من مؤسسات القطاع العام، في الماضي كانت الاعتمادات المخصصة لهذه الادارة بالكاد تكفي لتسديد رواتب الموظفين وتأمين بعض التصليحات للآليات التي في غالبيتها يعود تاريخ صناعتها لأكثر من ٢٣ سنة، وفي ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة نعتمد على الهبات من جهات أجنبية ومحلية لنتمكن من تأمين التصليحات الملحة للآليات”.

وعن مشاركة عناصر الدفاع المدني في عمليات البحث والانقاذ في سوريا وتركيا، يقول خطار: “أتقدم بداية بأحر التعازي من أهالي الضحايا الذين سقطوا إثر الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا، وأتمنى الشفاء العاجل للمصابين كافة. أما بالنسبة الى عناصر الدفاع الذين شاركوا في مهمات البحث والانقاذ في كل من تركيا وسوريا فلقد استحقوا كل ثناء وتقدير كونهم أنجزوا الى جانب الأجهزة الأخرى التي انتُدِبَت الى تركيا وسوريا المهام الموكلة إليهم على أكمل وجه، وقد أشادت بإنجازاتهم البطولية السلطات المحلية”.

ويعتبر أن “الأهم أنهم عادوا سالمين وانتصروا على الصعوبات كافة التي مروا بها، فعلى سبيل المثال لا الحصر، تعرض العناصر الذين توجهوا إلى تركيا لمخاطر متعددة، ولعل أبرزها اضطرارهم الى البقاء على الطريق المؤدي من أضنة الى مدينة البستان التي ضربها الزلزال مدة ١١ ساعة، بسبب الانهيارات وتشقق الطرق، ما أدى إلى وصولهم خلال ساعات الليل، إلا انهم باشروا العمل على الفور متناسين التعب والانخفاض الهائل في درجات الحرارة التي لامست ليلاً ما دون الـ ١١ تحت الصفر”.

ويشدد على أن “عزيمة أبطال الدفاع المدني وارادتهم الصلبة ساهمت في عدم التأخر عن تنفيذ المهام الموكلة إليهم سواء في لبنان أو الخارج كما شاهدنا مؤخراً”.

الأزمة تزيد المشكلات

بحسب أحد المتطوعين فالمشكلات نفسها لا يزالون يعانون منها منذ سنوات، لكنها اشتدت مع بداية الأزمة الاقتصادية وتفلت الدولار اللذين زادا الطين بلة، خصوصاً أن صيانة الآليات وشراء القطع يحتسبان وفق الدولار، وهو الأمر الصعب في ظل الميزانية التي تصرف وتحتسب على أساس الليرة اللبنانية ولا تواكب انخفاض قيمتها.

ويشير الى أنهم وعلى الرغم من توافر بعض الأجهزة والمستلزمات، بحاجة دائماً الى الأجهزة والمستلزمات اللوجستية لتلبية نداءات الاستغاثة من دون وقوع مخاطر، مثل السيارات الحديثة والحفارات، ومعدات الإنارة وأجهزة الاتصال والبذلات الواقية من الحرارة وغيرها.

وتعد قضية المتطوعين من أبرز المشكلات التي يواجهها الدفاع المدني من دون الوصول الى نتيجة على الرغم من التحركات والمطالبات الدائمة بتثبيتهم، فضلاً عن اعداد القانون الا أن الملف لم ينجز ولم ترصد الأموال اللازمة لتغطية كلفة التثبيت.

ومنذ إقرار القانون يسعى ما يفوق الـ 2000 متطوع الى الضغط بطرق مختلفة من أجل توظيفهم ودخول الملاك العام.

شارك المقال