فوز ايراني في مسابقة “عطر الكلام” السعودية

السيد محمد علي الحسيني

ليس غريباً على المملكة العربية السعودية تخصيص أغلى جائزة لتلاوة القرآن، فهي خادمة الوحي، والقرآن الكريم يشكل محور اهتمامها لما له من مكانة بالغة الأهمية فهو بالنسبة اليها دستورها ونبض الدولة وعقيدتها، وقد أولوه ولاة الأمر حفظهم الله بدءاً من الملك المؤسس عبد العزيز والملوك من بعده عناية خاصة، ومن تجليات ذلك الاهتمام أنه مصدر التشريع وعلى نهجه تنظم الحياة بكل مفاصلها ومجالاتها. كما دأبت المملكة على طباعة المصحف الشريف منذ العام 1369هـ، إضافة إلى تنظيم المسابقات العالمية تشجيعاً على تلاوة القرآن وحفظه.

جهود المملكة في خدمة القرآن

إننا نفتخر ونعتز كثيراً بالمبادئ التي تسير عليها المملكة العربية السعودية التي أثبتت بالحجة والبرهان أنها دولة إسلامية منفتحة تنتهج نهج القرآن الكريم التي جعلته دستورها ومصدر تشريعها، وحفاظاً على كتاب الله بذلت جهوداً عظيمة لتشجيع مواطنيها على حفظ القرآن عبر إنشاء الكثير من المدارس القرآنية والمعاهد المتخصصة في ذلك، إضافة إلى تأسيس جمعيات خيرية متخصصة في الاشراف على حلقات تحفيظ القرآن الكريم، كما لا ننسى افتتاح مجمع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود – رحمه الله – لطباعة المصحف الشريف عام 1405هـ، وعليه طبعت المملكة العربية السعودية الملايين من المصاحف بمختلف اللغات ووزعت على دول العالم في عدة مناسبات كموسم الحج ورمضان. كما أن رؤية المملكة 2030 اهتمت بالقرآن الكريم ونصت على العناية به، فقد دعمت المملكة مالياً عدداً كبيراً من المؤسسات الخيرية المتخصصة في علوم القرآن والتفسير والحديث النبوي لتبليغ رسالتها في المجتمعات الإسلامية والإنسانية.

خادمة الوحي تخصص أعلى الجوائز لتلاوة القرآن

إن تاريخ المملكة حافل بإطلاق مسابقات القرآن الكريم، فقد أقامت منذ عقود عدداً هائلاً من المسابقات الدولية والاقليمية والمحلية المتعلقة بحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتجويده وتفسيره، على رأسها جائزة الملك سلمان بن عبد العزيز – حفظه الله – لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره للبنين والبنات، والمسابقة الدولية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره في مكة المكرمة. وهكذا هذا العام كانت المملكة متميزة في إعلانها عن تقديم أعلى جائزة وأغلاها للفائز بمسابقة “عطر الكلام للتلاوة” التي أطلقت برعاية معالي رئيس هيئة الترفيه الشيخ تركي آل الشيخ وشارك فيها القراء من معظم الدول الإسلامية ومن كل المذاهب من دون تفرقة وتمييز، للتأكيد على أن القرآن الکريم هو المصدر الأول الجامع للمسلمين قاطبة، وأن المملكة العربية السعودية تجمع المسلمين ومنفتحة عليهم بنهجها المعتدل الوسطي المعهود بخطوات عملية، وقد تجلى ذلك بفوز القارئ الإيراني يونس شاه مرادي بجائزة المركز الأول لمسابقة “عطر الكلام للتلاوة” والتي حددت قيمتها بثلاثة ملايين ريال سعودي، وهي خطوة مباركة تستحق عليها المملكة الثناء والشكر على ما تقوم به خدمة للقرآن الكريم، فنسأل الله تعالى أن يجعل ذلك في ميزان حسنات القائمين على هذه المسابقة ويجعلهم في عليين مع الأنبياء والمرسلين.


*أمين عام المجلس الإسلامي العربي

شارك المقال