تحدي التعطيل ما بين “حزب الله” و”القوات” والطريق الى بعبدا

فاطمة حوحو
فاطمة حوحو

لا تزال صورة الانتخابات الرئاسية ضبابية فلا شيء يوحي على صعيد المواقف الداخلية أو الخارجية بأي تطور لافت يخرج هذا الملف من أزمته، ويبشر بحل سريع، فيما تتجه الأنظار الى زيارة وزير الخارجية الايرانية حسين أمير عبد اللهيان الى بيروت وما اذا كان الدخان الأبيض سيخرج من الضاحية الجنوبية بالتخلي عن مرشح “حزب الله” وأمل” رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، الذي اعتبره فرقاء المعارضة مرشحاً استفزازياً غير مقبول ولن يرضيهم حتى بعد محاولة فرنسا تسويقه في اطار تسوية لا يمكن تمريرها كما حدث في انتخابات 2016، ولتظهر تبايناً وإن مغطى ما بين مواقف مستشار الرئيس الفرنسي باتريك دوريل والخارجية الفرنسية التي أعلنت أن لا مرشح لديها في لبنان. والسؤال من هو الرئيس الذي يمكن أن يرشحه “حزب الله” أو يلقى قبولاً منه اذا ما تم التراجع عن ترشيح فرنجية والبحث في اسم مرشح جديد يقبل به الشارع المسيحي؟

بحسب مصادر متابعة فإن “المواقف صارت مكشوفة وبات على اللبنانيين تحديد خياراتهم والتوافق على شخصية الرئيس، فلا حزب الله استطاع النجاح في تسويق مرشحه داخلياً قبل الخارج، ولا المعارضة قادرة على ايصال مرشحها ميشال معوض، وبالتالي لا خيار الا التراجع عن الخيارين لصالح شخصية مقبولة قادرة على التواصل مع الطرفين من دون أن تكون جزءاً منهما أو تعمل لمصلحة فريق ضد آخر”.

وهنا تستدرك بالقول: “ان البلد حالياً محكوم سياسياً وادارياً بلعبة التعطيل، فالمجلس النيابي لا يلتئم كهيئة ناخبة وحكومة تصريف الأعمال غير قادرة على معالجة المشكلات القائمة سياسياً واقتصادياً وأمنياً، كما أن كتلتي حزب الله والقوات اللبنانية تمارسان ضغوطاً مضادة في موضوع الفيتو على المرشحين المتنافسين، علماً أن هناك أسماء مرشحين يجري التداول بهم في بعض الأوساط السياسية قادرون على التواصل مع كل الأطراف ومن المستقلين غير المحسوبين على قوى سياسية مشاركة في السلطة”. وتعتبر أنه “لا بد للبنانيين، قبل النظر الى المواقف الخارجية وانتظار المبادرات أو الاتصالات من مسؤولي دول ووزراء وسفراء، القيام بمحاولة الاتفاق وترتيب شؤون البيت الداخلي قبل أن تفرض حلول غير ملائمة أو تبقى حالة الفراغ وبالتالي التوجه نحو مزيد من الانهيار لا بل الاندثار”.

وتشدد هذه المصادر على ضرورة الانتهاء من لعبة التعطيل، من أجل مصلحة البلد. وترى أنه “اذا لم يتم التواصل من أجل التوافق على مرشح مستقل في توجهاته، فسيكون من الصعب من ناحية دستورية انتخاب رئيس لأن حزب الله والقوات اللبنانية قادران على تعطيل النصاب المطلوب للانتخاب، وطالما ظل طرف مصراً على مرشحه وفرضه على الآخر فلن تعقد جلسات لانتخاب رئيس، وبالتالي كلاهما قادر على التعطيل أو الاتيان برئيس بغالبية الأصوات”.

من هنا، تؤكد المصادر أهمية الاتفاق على مرشح، مذكرة بأن “القوات اللبنانية كانت غير معارضة لقائد الجيش جوزيف عون، وكذلك حزب الله لم تكن مواقفه سلبية، لكن ترشيحه فيما بعد لفرنجية واصراره عليه متخذاً قوة من الموقف الفرنسي عطل أرجحية التوافق على عون، وبالتالي تشددت القوات في رفض الاذعان لمشيئة الحزب في ترشيح فرنجية وأشارت الى قدرتها على تعطيل انتخابه، ومن هنا صار من المستحيل تأمين الفوز له وسيكون على حزب الله التراجع عن خياره هذا، كما سيكون على القوات التراجع عن خيارها بترشيح معوض والتفاوض على طرح اسم جديد”، موضحة أن “ليس بالامكان ملء الفراغ الرئاسي بمرشح حزب الله، ولكن في الوقت نفسه لا يمكن أن يصل رئيس الى قصر بعبدا من دون مشيئته ومشيئة القوات اللبنانية، فكلاهما قادر على وضع فيتو، واليوم هما أمام انسداد أفق اذا لم يتم التنازل عن مرشحيهما، والافساح في المجال أمام شخصية ثالثة مستقلة تستطيع أن تشكل جسراً، ولا تكون مرشحة من هذين الطرفين لأنها ستحترق من جديد وتعاد الكرة، ولذلك فان هذه الشخصية يجب أن تتمتع بمواصفات معينة وتكون لديها خطة عمل واضحة يتم من خلالها الحكم عليها”.

ولا تشكك هذه المصادر في أن “حزب الله سيستغني عن مرشحه لأن الصيغة السابقة التي اعتمدت في انتخابات 2016 أي ميشال عون أو لا أحد لن تنجح في هذه الظروف، لذا سيكون الخيار الذي لا بد منه الالتقاء مع المعارضة على اسم مشترك”.

شارك المقال