بخاري ينقل أجواء إيجابية… هل استوت الطبخة الرئاسية؟

هيام طوق
هيام طوق

التحركات الديبلوماسية، واللقاءات الداخلية، والمبادرات المتعددة التي تصب في خانة إيجاد مخرج للاستحقاق الرئاسي، لافتة، لكن كل هذه الحركة لا تزال بلا بركة حتى اللحظة على الرغم من أن كثيرين يراهنون على أن الأسابيع القليلة المقبلة، ستحمل جديداً في إطار ملف الرئاسة، وقد نشهد مستجدات لناحية التغيير في مواقف بعض الفرقاء، بحثاً عن مرشح، يحظى برضى الأكثرية أي أن الجميع سينتقل الى “الخطة ب”.

وفيما يستكمل نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، جولته على المسؤولين، من دون أن يحمل مبادرة معينة انما يحاول إيجاد القواسم المشتركة بين اللبنانيين، وتقريب وجهات النظر بينهم، برزت جولة سفير خادم الحرمين في لبنان وليد بخاري على عدد من القادة الروحيين والسياسيين، والتي ستستكمل بلقاءات أخرى، وذلك بعد عودته الى بيروت آتياً من الرياض.

ووفق تغريدة لبخاري، بعد لقائه مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، في مقر دار الفتوى، أن “اللقاء كان مناسبة استعرضنا خلالها آخر المستجدات على الساحة اللبنانية خصوصاً الاستحقاق الرئاسي وأهمية إنجازه بالاضافة إلى عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك”. وبرز الموقف الذي أدلى به بخاري بعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، إذ قال: “لا نرتضي الفراغ الرئاسي المُستمر الذي يُهدِّد استقرار الشعب اللبناني ووحدته. الموقف السعودي يُشدِّد على ضرورة الاسراع في انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية، قادرعلى تحقيق ما يتطلّع إليه الشعب اللبناني الشقيق”.

في حين لا يعوّل كثيرون على خطوة بو صعب على الرغم من الاعتراف بأن شخصيته وقربه من الفرقاء السياسيبن، يتيحان له الدخول في مهمة إجراء التقارب، وجولته أظهرت رغبة لدى الجميع في ضرورة الاسراع في انتخاب رئيس للبلاد، ويتفقون على أن الحراك السياسي الداخلي لانتخاب رئيس للجمهورية، يبقى ثانوياً، ويندرج في إطار اللعب في الوقت الضائع في انتظار مسار التفاهمات والاتفاقات الاقليمية والدولية.

ويسأل الجميع عن جولة السفير السعودي، وإن كان يحمل في جعبته أي جديد يتعلق بالملف الرئاسي في ظل التغيرات المتسارعة في المنطقة، وعشية إجتماع اللجنة الخماسية المنتظر عقده قريباً؟ وهل ما يطرحه بخاري، ينسف مبادرة بو صعب الفردية على اعتبار أن السعودية لاعب أساس ومحوري في المنطقة ولبنان، وهي ضمن اللجنة الخماسية التي تناقش الشأن اللبناني؟ وهل ما صرح به عن أن المملكة العربية السعودية لا ترتضي الفراغ الرئاسي المُستمر الذي يُهدِّد استقرار الشعب اللبناني ووحدته، دليل على أن الفرج الرئاسي قد اقترب؟

كشفت مصادر مطلعة لموقع “لبنان الكبير” أن “السفير السعودي، يحمل معطيات جديدة، وينقل جواً ايجابياً، لكن لا يجوز الحديث عن هذا الأمر في الوقت الراهن، كي تتضح الصورة أكثر، لكن المعطيات ايجابية. أصبح هناك شبه توافق على إنضاج الطبخة الرئاسية قريباً جداً، والسعودية تتحرك في هذا الاتجاه، وتدعم المواقف الايجابية لأن الوضع اللبناني لم يعد يحتمل هذا الشغور. وبالتالي، في حال لم يطرأ أي شيء يعكر هذه الايجابية، فهناك إمكان لاحداث خرق في الملف الرئاسي خلال الأسابيع المقبلة، مع العلم أن السفير السعودي لم يدخل في الأسماء خلال لقاءاته مع المسؤولين”.

وأكدت المصادر أن “الموقف السعودي من الانتخابات الرئاسية لا يزال على حاله، ولم يتغير، وضمن المواصفات التي وضعتها السعودية أي رئيس جمهورية لكل اللبنانيين، يتفق عليه جميع الفرقاء، يؤمن بنهوض الدولة ومؤسساتها. والسعودية مستعدة للوقوف الى جانب لبنان، لكن المطلوب من المجلس النيابي انتخاب الشخص الذي يخدم اللبنانيين، ولا يكون استمراراً للخط الرئاسي الذي كان سابقاً بحيث أن رئيس الجمهورية جزء من محور أو من فريق، وكان يصطدم مع فريق آخر”.

ووصف عضو تكتل “الجهورية القوية” النائب فادي كرم قرارات المملكة العربية السعودية بأنها “حكيمة”، مؤكداً “أننا نلتقي معها في كثير من المواقف الاستراتيجية. مواقفنا متقاربة مع مواقف المملكة، في نظرتها الى المنطقة، والى الحلول فيها، والعلاقة المميزة التي يجب أن تكون بين لبنان والمملكة. السعودية منذ البداية، تقول انها لا تريد الفراغ في لبنان، لكن وضعت المواصفات كي يستفيد من علاقاته الجيدة معها. حين يتم الالتزام بهذه المواصفات يكون لبنان على أفضل علاقة معها، وحين لا يلتزم، سيكون في مكان بعيد عنها”.

واعتبر في حديث لـ”لبنان الكبير” أن “فريق الموالاة، يعتمد على تفسيرات وتضليلات وبث المعلومات الخاطئة، ليترك طرحه ومرشحه كأمر واقع، لكن من الصعب عليه الاعلان عن سقوط محاولته وأسلوبه في فرض الأمر الواقع. لذلك، يسوّقون لنظريات كاذبة اليوم، وباتت معروفة المواصفات التي يقبل بها الداخل والخارج، والتي يجب أن يلتزم بها الرئيس المقبل لانقاذ البلد”، مشدداً على أن “لا خروج للبنان من مأزقه الا بخروج القيادة من يد هذا الفريق”.

ورأى أن “فريق الممانعة اذا كان يريد أن يفهم معنى انقاذ لبنان، فسيكون لجولة السفير السعودي نتيجة، لكن اذا استمر هذا الفريق على سياسته واستراتيجيته، وقراره بإبقاء لبنان رهينة لسياساته الاقليمية، فلن تفيد الجولات والزيارات والخطوات”.

وأكد كرم أن “بو صعب لا يحمل مبادرة انما يقوم بجولة استكشافية، ولا علاقة لها بجولة السفير بخاري لا من قريب ولا من بعيد، ولا تؤثر الواحدة على الأخرى أو تتعارض معها. بو صعب يحاول أن يكون همزة وصل بين الفرقاء لاستكشاف امكان الالتقاء على حلول معينة، وربما لأنه نائب رئيس مجلس النواب، أعطي تحركه حجماً أكبر مما هو، لكن لا ننتظر نتيجة منه لأن الالتقاء في العمق السياسي، صعب، وإن كان في بعض الأحيان، يلتقي المتخاصمون حول فكرة معينة”.

شارك المقال