لبنان الكبير حقيقة وطنية

رشيد درباس
رشيد درباس

بمناسبة صدور الموقع الالكتروني “لبنان الكبير”، في يوم الثالث عشر من نيسان، يشعر المرء ان هذا التاريخ متوافق تماما مع العنوان، لأن حادثة عين الرمانة كانت بداية لانطلاق مشاريع عديدة منها التقسيم والفدرلة، ولكن ربط التاريخ بلبنان الكبير يعني ان الدولة التي قامت منذ مئة عام أصبحت هي الحقيقة الوطنية والجغرافية والديموغرافية وما اندحار نتائج 13 نيسان الى زوايا النسيان الا الدليل القاطع على قوة هذه الدولة وتمسك شعبها بها بعدما بلوا من الحروب والتجارب ما يؤكد انها بقيت الحقيقة الصالحة للشعب اللبناني واللازمة له.

هنا افتح حاشية وأقول، أثبتت التجارب ان الدولة هي حاجة فردية مثلما هي حاجة اجتماعية وشعبية، لكن الأيام التي مررنا بها والأزمات العديدة أكدت من خلال اللجوء السوري او اللجوء الفلسطيني المزمن ان المواطن الذي لا يحمل جنسية دولته أو جوازاً محترماً لدى حدود الدول هو مواطن مهان ومنتقص الكرامة.

من هذه الزاوية، كانت دعوتي تقوم على حث كل مواطن لبناني على التمسك بالهوية اللبنانية وبالدولة اللبنانية وفق حدودها التي أعلنت قبل مئة عام، لأن الوضع لم يعد يحتمل مزيدا من الأفكار الشيطانية او مزيدا من الاحلام الجهنمية، فكل من جرب ان يقسم هذا البلد عاد بخفي حنين وكل الطوائف حاولت ان تستعين بالحلف الخارجي لكي تحقق غلبة داخلية فكانت النتيجة ان اصطدمت بالحائط وعادت خائبة. ربما الآن هناك من يحاول ان يجرب هذا ولا اظن ان أي تجربة جديدة مهما اوتيت من قوة وتزخيم وتذخير تستطيع ان تتغلب على الصيغة اللبنانية.

آن لنا ان نخرج من سياسة الغلبة او الحيلة، فالشعب اللبناني بنسيجه المتنوع هو غنى وليس من المعقول او المقبول ان يكون مصدر الغنى أيضا هو مصدر للتمزق، من هذه الزاوية في مقال لي ينشر اليوم في جريدة “النهار” ان المسألة اللبنانية تجاوزت حدود الاتفاقات الإقليمية وعادت الى إحساس ووعي عميق لدى اللبنانيين بأنه من غير المقبول ان تكون الخريطة اللبنانية موضوعة في غرفة خرائط تقسيم المنطقة او إعادة توزيعها مجددا.

في هذه المناسبة، الاحظ ان اسماع اللبنانيين قد اشاحت عن الاستماع للسياسيين الذين ينفخون في سوق الطائفية ويمارسون خطابا وطنيا جامعا، في حين ان السياسيين يلجؤون الى التسعير الطائفي اعلانا عن فشلهم الذريع.

اعتقد ان هذه الصحيفة الالكترونية يمكن ان تشكل منبرا واسعا للحوار، ولكنني أتمنى على الناشرين، ان لا يتقيدوا بحدود الانتماء، وان لا يخافوا من حرية الراي، وان لا  يحجروا على أي كلام ولو كان مبالغا في تصوراته فطالما ان الكلام وطني وبعيد عن الطائفية هو كلام صالح للنقاش.

“رأيي صحيح يحتمل الخطأ ورايك خطأ يحتمل الصواب”، وفي كل الأحوال ما كانت الأفكار لتكون ولا المشاريع ولا التطور، لولا تلاقحها واختلافها ففي ذلك التضاد ينبثق ضوء جديد وتطور جديد، أتمنى لكم النجاح في موقعكم الالكتروني وارجو لجميع الكتاب الذين يسهمون فيها دوام الاستمرار والمثابرة على الكتابة.

شارك المقال
ترك تعليق

اترك تعليقاً