همّ لبنان ينتقل إلى الفاتيكان

هيام طوق
هيام طوق

يومان يفصلان عن الموعد المنتظر للقادة الروحيين مع قداسة البابا في الفاتيكان للصلاة من أجل لبنان، حيث إن البعض منهم وصل إلى روما، والبعض الآخر لا يزال يتحضر لهذا اليوم التاريخي والمفصلي بالنسبة للبنان وأهله.

المسؤولون الروحيون لن يغادروا لبنان كوفد مشارك على متن طائرة واحدة، بسبب ارتباطات كل واحد منهم بأعمال ومواعيد مسبقة. أما البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي الذي سيسافر غداً الأربعاء، وفي جعبته الكثير من الألم والأمل بسعي الحبر الأعظم لإنقاذ “بلد الأرز” بعد أن فشلت كل المساعي الداخلية والخارجية في إيجاد الحلول التي ينتظرها اللبنانيون على جمر الأزمات المتلاحقة.

البطريرك الراعي الذي بدا وكأنه يصرخ في البرية خلال عظاته أيام الآحاد، ولم يجد آذاناً صاغية من قبل المسؤولين لإنقاذ البلد بعد أن وصلت قلة المسؤولية إلى حدود غير مقبولة، أكد في أكثر من مناسبة أن هذا اليوم سيكون مَحطة هامة في مسار جهود قداسته لمساعدة لبنان على بقائه وطنَ الشراكةِ المسيحية الإسلاميّة، ودولة الممارسة الديمقراطية، ومجتمعَ السلام والرقي والحضارة، وأنه سينقل حرص اللبنانيّين على الحياة معاً رغم جميع الخيبات والحروب التي مروا بها بسبب تعدد الولاءات، أو بسبب أخطائِهم أو بسبب التدخل الخارجي في شؤونهم، لافتاً إلى أن “القادة الروحيون سيحملون همّ جميع اللبنانيين وليس المسيحيين وحدهم، وأن صحة الشرق من صحة لبنان”.

وأوضحت معلومات كنسية لـ”لبنان الكبير” أن البطريرك الراعي سيتناول خلال لقائه مع قداسة البابا، وفي الاجتماعات الموسّعة واللقاءات الجانبية، الشقّ السياسي والشق الإقتصادي والاجتماعي والمعيشي.

ولفتت المصادر إلى أن البطريرك الراعي سيشرح لقداسة البابا هموم اللبنانيين، وسيطلب مساندة الفاتيكان بعد تقاعس المسؤولين عن المبادرة لإيجاد حل للأزمات المستفحلة، إذ إنه سيتناول موضوع تشكيل الحكومة المعقد الذي يرخي بظلاله تأزماً في كل القطاعات، ومؤازرة الفاتيكان في عقد مؤتمر دولي من أجل إنقاذ لبنان، وتأمين الحياد الناشط، وتدعيم أسس الدولة وتطبيق الدستور، وعدم القبول بأي سلاح على الأراضي اللبنانية غير سلاح الشرعية، وحفظ الكيان اللبناني في مئويته الثانية. وإضافة إلى الشؤون السياسية، لن يغيب عن ذهن البطريرك الراعي المشاكل الاقتصادية والمعيشية التي حولت الشعب اللبناني إلى شعب ينتظر إعاشة من هنا أو مساعدة من هناك، ما أدى إلى تزايد طلبات الهجرة التي تشكل أيضاً هاجساً لدى الكنيسة، والتي سيتم البحث فيها مع الكرسي الرسولي.

اللقاء الذي سيشارك فيه عشرة من القادة الروحيين المؤلفين من بطاركة، يرافقهم عدد من المطارنة، إلى جانب السفير البابوي في لبنان، ستتم النقاشات خلاله في المواضيع المطروحة خلف أبواب مغلقة، إذ من المرجّح أن يلقي قداسة البابا كلمة في ختام هذا اليوم الذي سيترافق بالصلوات في مختلف الرعايا والجمعيات الرهبانية، كما أن الصلاة الختامية ستُقام في بازيليك القديس بطرس مع إمكانية أن يشارك فيها السلك الديبلوماسي المعتمد لدى الكرسي الرسولي. ووُجهت الدعوة أيضاً إلى الجمعيات الرهبانية والمؤمنين العلمانيين اللبنانيين المقيمين في روما. وسيتخذ هذا اليوم اللبناني في الفاتيكان، شعاراً يمثل تمثال سيدة حاريصا.

مظلوم: على المسؤولين إصلاح ما خرّبوه

وتحدث النائب البطريركي العام المطران سمير مظلوم لـ” لبنان الكبير” عن أهمية اللقاء مع قداسة البابا “العارف بمعاناة لبنان وشعبه، من خلال علاقات الفاتيكان بالعالم ومن خلال الديبلوماسية الفاتيكانية، على أمل أن تستطيع الكنيسة فتح نافذة أمل لحلحلة الأمور والخروج من المحنة”.

وعلى الرغم من تأكيده على سعي القادة الروحيين الذين لم يوفروا جهداً لإخراج البلد من النفق المظلم، رأى مظلوم أن  “إنقاذ لبنان ليس متوقفاً على اجتماع بين رؤساء الكنائس، بل على المسؤولين اللبنانيين الذين عليهم وضع مصالحهم الخاصة خلفهم، وليبدأوا بالإصلاح لأن من خرب البلد عليه هو مسؤولية الإصلاح، وإذا كانوا لا يريدون تحمل المسؤولية والبدء بإنقاذ البلد، فليتنحّوا، وليفسحوا المجال لغيرهم لأن البلد انهار وليس في طريقه إلى الانهيار بسبب وجود هكذا مسؤولين، وطريقتهم الخاطئة في معالجة الأمور”.

وشدد على” ضرورة تشكيل حكومة من أشخاص أوادم، لديهم كفاءات، ينصرفون سريعاً إلى العمل” مطالباً المعنيين “بيقظة ضمير، وتشكيل حكومة لإنقاذ البلد وشعبه”.

وأكد مظلوم أن “البطريرك الراعي، سينقل هموم اللبنانيين، وكل ما يعانون منه، إن كان على الصعيد السياسي وتشكيل الحكومة، أو على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي والمعيشي حيث وصل اللبنانيون إلى مرحلة صعبة جداً”.

شارك المقال
ترك تعليق

اترك تعليقاً