هل يحضر أردوغان افتتاح المستشفى التركي؟ 

المحرر السياسي

ليست المرة الأولى التي يزور فيها الرئيس المكلف سعد الحريري تركيا ويلتقي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. إلا أن الصورة أبلغ من الكلام والتوقيت له دلالاته سياسياً واقتصادياً وصحياً، في ظل ما يرزح تحته لبنان من أزمات تستدعي زيارات مماثلة إلى كل الدول الصديقة والشقيقة.

اللقاء وبحسب ما صدر عن الرئيس الحريري جرى خلاله التداول بالأوضاع في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين.

مصادر مطلعة قالت لموقع “لبنان الكبير” إن اللقاء قد يكون تطرق إلى موضوع المستشفى التركي في صيدا، لا سيما بعد زيارة وزير الصحة حمد حسن إلى تركيا والبحث في هذا الموضوع، والذي أكد أن زيارته كانت إيجابية، وأن زيارة مرتقبة لوفد رسمي تركي سيشارك في إفتتاح إطلاق الأعمال الطبية واستقبال المرضى في المستشفى مشدداً على أهمية إنجاز الترتيبات الإدارية لإطلاق الأعمال في المستشفى المتخصص بالحروق في صيدا مع ترقب إنجاز تجهيزه في أواخر شهر تموز المقبل.

وفيما لم يشر الوزير حسن إلى مستوى الوفد الرسمي” أكدت المصادر لـ”لبنان الكبير” أن جهوداً تبذل لافتتاح المستشفى مجدداً من قبل الرئيس أردوغان الذي افتتحه منذ عشر سنوات عندما كان رئيساً للوزراء إلى جانب الرئيس سعد الحريري بحضور وفد تركي رسمي كبير.

هذا المستشفى، وعلى الرغم من تدشينه يومها وأهميته لم  يبصر النور بسبب خلافات المسؤولين في لبنان على تشغيله وتشكيل لجنة ومجلس إدارة له، ما أدى إلى تلف الأجهزة والمعدات التي تقدر بملايين الدولارات وحرمان أهالي المنطقة من خدماته، ما يؤكد أن هذه الصورة تنطبق على واقع هذا البلد وما وصل اليه.

لكن المستشفى عاد إلى الواجهة مجدداً مع الوفد التركي الرفيع المستوى الذي وصل إلى لبنان بعد كارثة انفجار مرفأ بيروت وجائحة كورونا، حيث أصر الوفد على ضرورة تشغيل المستشفى في أقرب وقت ممكن، وأشار إلى أن الرئيس أردوغان مستاء جداً من عدم تشغيله حتى الآن، وأبدى الوفد استعداد بلاده للمساهمة من جديد في تذليل العقبات التي تحول دون بدء العمل في المستشفى. وقد تم تجهيز المستشفى وجرى اعتماده في الآونة الأخيرة كمركز تلقيح لمنطقة الجنوب.

إفتتاح المستشفى التركي شكل المحور الأساسي أيضاً لزيارة وزير الصحة إلى تركيا، كما أسست الزيارة لتعاون كبير بين البلدين في ملف الدواء. وأشارت المصادر إلى أنه جرى إعادة تأهيل وترميم كافة الأقسام في المستشفى وإصلاح التجهيزات التي تلفت بفعل مرور الزمن كما تم تحويل المستشفى إلى مؤسسة عامة بعد أن كانت الأرض ملكاً لبلدية صيدا والمبنى ملكاً لوزارة الصحة، إضافة إلى تذليل عقبة اللجنة المشرفة على المستشفى حيث تم التوافق على تشكيل لجنة متخصصة تضم معظم فاعليات المدينة. والأبرز بحسب المصادر أن الوزير حسن تقدم باقتراح إلى رئيس الجمهورية ميشال عون يتعلق بطلب توظيف إستثنائي للمستشفى إضافة إلى اعتماد مالي خاص له. ومن المتوقع أن يوقع الرئيس عون عليه قريباً نظراً لأهميته الحيوية في ظل الظروف الراهنة.

أما في ما يتعلق بالأدوية والمغروسات فإن تركيا ستقدم هبة في هذا المجال للبنان. والتركيز ينصب في أول مرحلة على التعاون في مجال تأمين أدوية الأمراض السرطانية والمزمنة وغيرها، كونها تتميز بجودة معترف بها أوروبياً. كما لفتت المصادر إلى أنه سيكون هناك شراء مباشر لأدوية الجنريك من الشركات التركية والتي توفر على لبنان بموجبها ما نسبته 50% إضافة إلى توفير في المستلزمات الطبية قد يصل إلى 500% وقد يتم ذلك عبر اتفاقيات إما بين وزارتي البلدين أو بين وزارة الصحة اللبنانية والشركات التركية أو بين الشركات اللبنانية والتركية. وكان الوزير حسن قد جال على عدد من المستشفيات ومصانع الأدوية والمستلزمات والمعدات الطبية، وعقد عدة جلسات عمل خلال زيارته هيئة الأدوية التركية.

مؤشر جديد على حسن العلاقات وتميزها مع تركيا في حال حضور الرئيس التركي إفتتاح المستشفى التركي في صيدا، ومن شأنه أن يفتح الأبواب على تعاون جديد سياسي وإقتصادي وصحي في ظل الصعوبات الجمة التي يعيشها لبنان وشعبه.

شارك المقال