الأب مبارك… خطيئة “الهداية” العونية

الدوري
الدوري

كاد لا ينتهي قداسة البابا فرنسيس من اختتام كلمته في يوم مجيد ومبارك للبنان في الفاتيكان حيث دعا قادة العالم إلى إنقاذ البلد الرسالة، رسالة الأخوة والمحبة والعيش السلمي معا، حتى علا صوت رجل دين من الداخل اللبناني، الذي بدا مغرداً خارج سرب الفاتيكان، وخارج الفلك اللبناني، وبعيداً كل البعد عن التعاليم الكنسية التي تنادي بالمحبة والتسامح والسلام وحب الآخر كحب الشخص لنفسه.

تابع الشعب اللبناني الأب الدكتور كميل مبارك في حلقة تلفزيونية حيث أدلى بمواقف عديدة كان لها ارتدادات سلبية على مساحة الوطن خصوصاً لدى المسيحيين الذين يرون في رجل الدين الاعتدال والمواقف الموزونة والرجل الساعي إلى السلام لأنه يمثل المسيح على الأرض، ويجسد كل التعاليم الدينية التي يحاول نقلها إلى الرعية باعتبار أنه الراعي الصالح، لكن الأب مبارك خرج عن كل الأصول والقواعد والتعاليم السماوية ليس لأنه يأخذ طرفاً مع شقيق ضد شقيقه فقط بل لأنه يظهر إلى العلن مواقفه بشكل استفزازي وفيها الكثير من الغضب والتعصب والعنصرية غير المبررة، والبعيدة كل البعد عن المنطق والواقع واحترام التعايش. وما يزيد في الطين بلة أنها صادرة عن رجل يلبس ثوب المسيح، في مثل هذا الظرف الصعب والخطير جداً في لبنان، اذ يتخوف الجميع من حرب أهلية لا يريدها أي طرف لبناني إلا إذا كان الأب مبارك يريد إيصال رسالة ما عن لسان الرئيس ميشال عون بأنه يريد نسف وثيقة الوفاق الوطني، واتفاق الطائف، وضرب بعرض الحائط كل مقومات البلد وصيغته التعايشية.

يؤخذ الكثير على الأب مبارك. فله مواقف مشهودة واقفة ضد العيش المشترك. لكن يحسب له انه لبى دعوة الكهنوت المبكرة في وقت متأخر، في الثالثة والثلاثين من العمر، فيما لا يمكن معرفة ما اذا كانت “الغواية” العونية سبقت “الهداية” الكنسية.

خلطة مخيفة من عوني وكهنوتي فلا يتردد في شكر الله على “اني مولود مسيحياً” وليس من أي دين آخر كأنما تلك الأديان دون مقامه.

يتماثل بالجنرال فيمتشق سيفاً ويناطح الطواحين. الكهنوت رسالة ولازم يتدخل لإصلاح أي غلط، وهو مسؤول عن تقويم الاعوجاج حتى بالسياسة. هذا ما يقوله الأب مبارك ضارباً بعرض الحائط بمقولة “ما لله لله وما لقيصر لقيصر”. فبالنسبة له: “ما لله وما لقيصر هو للجنرال”.

فطبيعي أن يعتبر الرئيس ميشال سلمان الأسوأ بين الرؤساء الموارنة. وطبيعي أن يفضل إيران على تركيا.

اسمعوا أقوالهم ولا تفعلوا أفعالهم، هذا ما ردده الناس خصوصاً المسيحيين عندما استمعوا إلى الأب مبارك، المفكر والباحث والحامل دكتوراه في تعليم الكنيسة الاجتماعي، والمتعمق في النظريات الاقتصادية والسياسية والاصلاحية، إلى حد دعاه البعض إلى خلع ثوبه لأنه ترك الكنيسة، وانتسب إلى تيار الفساد، معتبرين أنه بأحقاده وعنصريته لا يتميز عن أي مخرب أو إرهابي لأنه بدل أن يكون ساعي صلح ومد الجسور بين الناس، يعمد إلى تدمير المجتمع وقطع الوصال بين أهله. وما كان لافتا شعار استخدمه المسيحيون عبر وسائل التواصل الاجتماعي ” أنا لبناني مسيحي ماروني. المونسنيور مبارك لا يمثلني. تحية إلى سماحة الشيخ خلدون عريمط الذي يمثلني”.

شارك المقال