داعمو مرشحيْ الرئاسة يستعدون للمواجهة… ماذا عن “التيار”؟

محمد شمس الدين

خلطت أوراق الاستحقاق الرئاسي، ولم يعد مرشح الثنائي الشيعي رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية الأوفر حظاً للرئاسة، أو على الأقل تراجعت حظوظه بعد أن كان المرشح الجدي الوحيد بعد تقاطع المعارضة مع “التيار الوطني الحر” على ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور، بغض النظر عما إذا كان صحيحاً أم لا ما يتكلم عنه الثنائي بأن ترشيح أزعور هدفه إسقاط فرنجية لا وصوله إلى الرئاسة فعلياً. واليوم يترقب اللبنانيون جلسة الأربعاء المقبل، وكيف ستتوزع الأصوات بعد أن أقر الثنائي بأنه سيتجه الى التصويت لفرنجية لا بالورقة البيضاء.

أشار مصدر مطلع على تواصل مع القوى الداعمة لفرنجية في حديث لموقع “لبنان الكبير” الى أن هذه القوى “تمتلك مفاجآت ستكشف عنها في الجلسة، وهي ترى أن الانقسام الحاصل في التيار الوطني الحر يصب في مصلحة رؤيتها، وأن أرقام أزعور لن تصل إلى الـ 65 صوتاً، حتى في الدورة الأولى، بالاضافة إلى ذلك هناك عدد غير قليل من النواب التغيريين، لا يريدون أن يلتزموا بأزعور، بحيث يرون أنه مرشح المنظومة، تحديداً أن ترشيحه في البداية كان من قرئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل. هذا عدا عن بعض النواب المستقلين، وعلى رأسهم نواب صيدا الثلاثة الذين أقروا بأنهم لن يلتزموا بأي خيار من المرشحين”.

أما عن “التيار الوطني الحر”، فأوضحت مصادر مطلعة على أجواء الخلافات في تكتل “لبنان القوي”، أن “رقعة المعترضين على أزعور في التكتل وصلت إلى 9 نواب، وقد أصبحت الأجواء شبه انشقاق في التكتل، وأكبر دليل على ذلك عدم قدرة باسيل على الدعوة الى اجتماع للتكتل”. ولفتت الى أن “أعضاء التكتل عموماً لم يستسيغوا أسلوب الفرض الذي حاول انتهاجه باسيل، إن كان في اجتماع التكتل الأخير الذي كان صاخباً، أو في التهديدات التي أطلقها في جبيل، وسيواجه باسيل المعترضين ويجتمع معهم، إن كان فردياً أو جماعياً، وذلك من أجل التناقش بنبرة هادئة، وسيحاول إقناعهم بوجهة نظره، ومن اليوم إلى موعد الجلسة، ستتضح الصورة إن كان سينجح في إقناعهم أم لا”.

أما من جهة المعارضة، فقد علم “لبنان الكبير” أنه عرضت اغراءات على نواب من خارج الكتل المسيحية فيها، للتصويت بورقة بيضاء في الدورة الأولى، والتصويت باسم أزعور في الدورة الثانية، وذلك من أجل تأمين نصاب الثلثين، متوقعين أن ينتج هذا الأمر “رئيس المفاجأة”. ولكن الفريق الداعم لفرنجية يعلم بهذا الأمر وفق معلومات “لبنان الكبير”، ويعتبر أن سيناريوهات فريق أزعور واهمة، كون من الواضح أن جميع الحسابات ترجح نتيجة واحدة، لا رئيس في الجلسة المقبلة. ولفتت مصادر مطلعة على أجواء فريق فرنجية الى أن الفريق “يعتبر أنه يمتلك أكثرية على الرغم من اصطفاف تيمور جنبلاط إلى جانب جبران باسيل وسمير جعجع، وهذه المرة ستكون الأولى منذ عقود، لن يكون فيها وليد جنبلاط بيضة قبان الاستحقاق، حتى لو كان سيره بأزعور هو مجرد بيع موقف للمسيحيين في هذه الفترة”.

داعمو المرشحَين، يتجهون بعقلية مواجهة إلى الجلسة المقبلة، فـ”حزب الله” غاضب من حليفه البرتقالي، وعلى الرغم من عدم وجود مشكلة مبدئية لديه مع أزعور يرى أن المعركة تحولت إلى “تكسير رؤوس” وبالتالي لن يقبل أن يسجل هدف فيه من دون رد، ولذلك هو يستنفر كل امكاناته من أجل هذه المعركة، ويسعى أيضا الى تأديب حليفه المتمرد. أما المعارضة، فجل هدفها هو أن تسقط من تعتبره مرشح “حزب الله”، ولا يعنيها أزعور فعلياً، وترى أنها يمكن أن تفرض على الحزب التحاور بعد إسقاط فرنجية، ولكن بعقليات المواجهة هذه لا يمكن أن نصل إلى رئيس للجمهورية، وبالتالي الفراغ سيطول، ولبنان لا يحتمل، تحديداً إذا ما تصاعدت الخلافات، في بلد يعتمد على الموسم السياحي في الصيف، والجلسة تأتي على أبوابه.

شارك المقال