من يتولى قيادة الناتو قريباً؟

حسناء بو حرفوش

من المرتقب أن يغادر النروجي ينس ستولتنبرغ موقعه الذي يشغره حالياً كأمين عام لحلف الناتو، وهذا يعني أن الأسئلة بدأت تطرح حول من سيخلفه في أيلول المقبل. ووفقاً لمقال لدينيس ماكشين، وزير الدولة السابق لشؤون أوروبا في الخارجية البريطانية في موقع “ذا أرتيكل” (The Article)، قد تلحظ محاولة العثور على وزير دفاع بريطاني لهذا الدور، خصوصاً وأن أول أمين عام كان أحد المستشارين العسكريين المفضلين لتشرشل.

وينقل عن أول أمين عام قوله إن مهمة الناتو هي “إبقاء الأميركيين في الداخل والروس في الخارج والألمان في الأسفل”. وشهد الناتو (والاتحاد الأوروبي بحدة أقل) صحوة جديدة بفضل غزو (فلاديمير) بوتين لأوكرانيا. وبالأمس، كان الرئيس الفرنسي (ايمانويل) ماكرون يصف حلف الناتو بالميت سريرياً ولم يكن هناك رئيس وزراء بريطاني منذ العام 2016 حتى قال ريشي سوناك الذي شغل منصب رئاسة الحكومة في بريطانيا كلمة ودية عن أوروبا.

ومع ذلك، أعطى أعضاء الناتو في أوروبا الوسطى ودول البلطيق حصة أكبر من ناتجهم المحلي الاجمالي في المساعدات العسكرية وغيرها لأوكرانيا مقارنة بالمملكة المتحدة أو الولايات المتحدة أو ألمانيا أو فرنسا. لقد حفّز الاتحاد الأوروبي لتمويل الأسلحة لأوكرانيا، ما جعل الاتحاد بحكم الأمر الواقع تحالفاً عسكرياً وسياسياً واقتصادياً.

وفي الماضي القريب، كان الناتو يتطلع الى الدول الاسكندنافية من أجل لجان الأمن الخاصة. ويأتي ينس ستولتنبرغ من النروج، التي تنفق 1.4 ٪ فقط من الناتج المحلي الاجمالي على الدفاع. وكان سلفه رئيس وزراء دنماركي سابقاً وينفق الدنمارك أيضاً أقل بكثير من هدف الناتو البالغ 2% من الناتج المحلي الاجمالي على الدفاع. واستبعدت رئيسة الوزراء الدنماركية السابقة ميت فريدريكسن، إحدى المرشحات التي حظيت باهتمام كبير، نفسها من السباق.

وترى مؤسسة الشؤون الخارجية والدفاع في لندن أن وزير الدفاع بن والاس الخليفة المثالي لستولتنبرغ، وهو كابتن الحرس الإيتوني السابق ومدرب تزلج نمساوي مؤهل. ترأس خلال مسيرته، مواقع كبيرة في الجيش، مع ناقلات جند مسلحة. وظل والاس بعيداً عن حروب حزب المحافظين بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، لكن سيتعين على الناتو بعد أوكرانيا تطوير ركيزة أوروبية، فتتمحور الولايات المتحدة في آسيا حيث يأتي التهديد الرئيس لاقتصادها وحرياتها الديموقراطية حالياً. ومن غير المرجح أن تخضع برلين وباريس ومدريد وإيطاليا لفكرة الأمين العام لحلف الناتو من بريطانيا بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي.

وبدلاً من ذلك، هناك مرشحة قوية مؤيدة لبريطانيا والتي صودف أنها أول امرأة قادرة على قيادة الناتو: كريستيا فريلاند، وهي حالياً نائبة رئيس وزراء كندا. وتتقن اللغة الأوكرانية من والدتها وستكون هذه إضافة كبيرة للمستقبل المنظور. كما تتقن على غرار جميع الوزراء الكنديين الكبار، اللغتين الانكليزية والفرنسية وهذا مفيد في التعامل مع الدول الفرنكوفونية، وتتحدث الايطالية. وتلقت تعليمها في “أكسفورد” وكانت مراسلة أجنبية لـ “فاينانشيال تايمز” قبل أن تصبح الرئيسة التنفيذية لـ”رويترز”. وكانت فريلاند وزيرة خارجية كندا وقلة من المرشحين المحتملين للناتو يمتلكون خبرتها في السياسة الخارجية. كندا بلد يعرف كيف يتعامل مع الولايات المتحدة، ولكنه عضو رئيس في الكومنولث أيضاً. ومنذ الحرب في أوكرانيا، زادت من إنفاقها الدفاعي وهناك دعم شعبي قوي للوصول إلى هدف الناتو البالغ 2% في أقرب وقت ممكن. والأهم من ذلك كله، ألفت فريلاند كتاباً يفضح روسيا في عهد بوتين، ويعكس تفهمها للتهديد الذي يمثله بوتين والذي تحذر منه منذ سنوات. هذا يعني أنها لا تعرف كيفية إبقاء الأميركيين في أوروبا وحسب، بل تعرف أيضاً كيفية إخراج الروس من أوكرانيا”.

شارك المقال