غداء الاثنين: نهاية مبادرة… بداية مواجهة

رواند بو ضرغم

لم ينتهِ الملف الحكومي عند هذا الحد من انكشاف رئيس الجمهورية ميشال عون ومن خلفه رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل كرجلي العهد المعطلين، اللذين يأخذان البلد رهينة الطمع السياسي والحقد الشخصي على الرئيس المكلف سعد الحريري، فطبق الغداء الذي جمع الرئيس نبيه بري بالرئيس الحريري في عين التينة بعد ظهر الاثنين، تخلله حديث مطول عن مفاعيل خطوة الاعتذار وما بعده، حيث سأل الرئيس المكلف صاحب المبادرة الحكومية عن نتائج المشاورات وحصيلة الاتصالات، فحسم الرئيس بري رأيه بأن المراوحة تحكم المساعي وتوقفت المبادرة عند تعنت باسيل وعقده الحكومية الناجمة عن إصراره على عدم حل العقدتين المتبقيتين، فلا جديد حصل على الساحة الحكومية والنقاط لا تزال عالقة و”لا حل مع جبران”.

يلتزم الحريري أخلاقياً مع بري الداعم الأشرس لبقائه وتأليفه للحكومة، وإكراما له لا يزال متريثاً عن الاعتذار، لكنه في الوقت نفسه يعتبر الحريري أن باسيل يأخذ البلد رهينة تعنته السياسي ولا يريده والرئيس عون أن يترأس الحكومة، لذلك سأل الحريري بري إلى متى سيبقى رهينة الالتزام بعدم الاعتذار، والبلد ينهار أكثر فأكثر، والدولار لامس العشرين ألفاً والشعب اللبناني يعاني عذاب الوضع الاقتصادي والمعيشي، فالحريري بات يختنق من الصمت على تخريب لبنان ونفد صبره من مشاهد عذابات الناس، وهناك شخص يخطف هذا الشعب ويبدد أحلامه اسمه جبران باسيل. فعند تكليف الحريري منذ تسعة أشهر كان هناك إمكانية للحل السريع والعمل الإصلاحي الجدي، وكان في جعبته خطة اقتصادية متكاملة، فبعد أشهر التعطيل وممارسات العهد التخريبية لكل فرصة حل، حلّق الدولار وتغيرت المعطيات لأن هذا الشخص وهو جبران باسيل يأخذ البلد رهينة.

هذا الملف أخذ حيزاً كبيراً من النقاش وخصوصا أن الحريري كان صريحاً بإعلام الرئيس بري عن وجوب إقدامه على الاعتذار، إلا أن بري كان يصر على استمراره بمهامه لأنه حاصل على إجماع وطني بتكليفه تأليف الحكومة.

وأعلم الحريري بري أنه في معادلة “خسارة البلد” أو “خسارة الطائفة السنية سعد الحريري” أو “خسارة سعد الحريري” أو حتى “رئاسة الحكومة”، سيختار إنقاذ البلد على حسابه وطائفته وكل الرئاسات. فمن المؤكد أن سعد الحريري لن يعتبرها خسارة في حال ربح البلد، فالأساس إنقاذ ما تبقى من وطن ومؤسسات. عون وباسيل لا يريدان تأليف حكومة برئاسة الحريري، وابن الشهيد رفيق الحريري لا يأخذ البلد رهينة السياسة ولن يقبلها على نفسه.

ما بات مؤكداً أن اللقاء بين الرئيسين بري والحريري كان كافياً ووافياً لرسم المرحلة السياسية المقبلة بانتظار بدء التنفيذ، والأمور متجهة نحو إعلان الرئيس بري انتهاء مبادرته عبر بيان أو مؤتمر صحافي، يفصح خلاله عن كل التفاصيل التي واجهته وأسباب العرقلة والجهة المعرقلة، ليقدم بعدها الرئيس الحريري على الاعتذار عن عدم التأليف، وسيبقى التنسيق مستمراً بين الرئيسين، حيث إن لقاء عين التينة لم يتطرق إلى اسماء بديلة عن الحريري.

وتقول المصادر أن لا الحريري ولا حتى بري سيتدخلان في الأسماء البديلة ولن يتحملا مسؤولية أي شخصية أخرى، وليبقَ العهد وحيداً يتخبط في الأسماء، لأن أي بديل عن الحريري لن يخرج عن الإطار الحكومي الذي وضعه الحريري وبري، ولينكشف العهد يوماً بعد يوم أنه المعطل للحلول وسبب انهيار البلد.

شارك المقال