“القوات” لن تشارك بأي حوار… ولا أسماء في جعبة لودريان

آية المصري
آية المصري

لا يزال لبنان يتخبط داخلياً في ظل عجز القوى السياسية عن التلاقي حول حل يخرجه من الانسداد الرئاسي المهيمن على الشعب منذ تسعة أشهر، وبعدما أكدت الدول الخارجية أنها ليست في وارد التدخل في انتخاب الرئيس المقبل وانما تدعم التوافق الداخلي والتوصل الى حل في أسرع ما يمكن، كثرت دعوات الثنائي الشيعي الى ضرورة إجراء الحوار مقابل رفض قوى المعارضة هذه الدعوة، مشددة على أن الحل يكمن داخل صندوقة الاقتراع في مجلس النواب، وأنها لا تريد التحاور مع فريق متمسك بترشيح رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية.

وبينما ينتظر لبنان عودة المبعوث الفرنسي الخاص جان إيف لودريان الى لبنان، أِشارت المعطيات الى أنه سيعمل على مبادرة حوارات ثنائية توصل الى حوار جامع لكل القوى السياسية مثلما حدث في قصر الصنوبر عندما جمع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون غالبية القوى على طاولة واحدة بعد إنفجار مرفأ بيروت وكانت النتيجة يومها لا شيء. فهل ستقبل قوى المعارضة هذا الطرح وتجلس على طاولة واحدة مع الطرف الآخر مجدداً؟ وماذا سيحمل لودريان في جعبته خلال جولته الثانية المقبلة؟

أوساط “القوات” أكدت عبر “لبنان الكبير” أن “الاتصالات المباشرة وغير المباشرة لا تنقطع ولا تتوقف بين الطرفين، وحتى هذه اللحظة لن نشارك في أي دعوة الى الحوار لأن حوارنا الوحيد يجري عبر التنافس الديموقراطي ضمن صندوقة الاقتراع وهي باب الخلاص الوحيد”، مشيرةً الى أن “لودريان لن يحمل معه إسماً في جولته المقبلة ولا تراجع ملموس عن فرنجية طالما لم يعلن الجانب الفرنسي عكس ذلك ولم يتوقف عن تكرار دعمه”.

وأوضحت هذه الأوساط أن “لا شيء يؤكد مسعى لودريان لكن الواضح أن الفرنسي لم يخرج يده من اللعبة الرئاسية”، لافتة الى “أننا لم نشعر بعد أن لودريان ذاهب باتجاهات تخرجنا بالفعل من أزماتنا، وأي حوار في الداخل لا يُجدي بل سيكون مضيعة للوقت، وخدمة لحزب الله الذي يشتري الوقت في الداخل، ومشاركتنا في هذه الحوارات تعطي شرعية لمن يحاول تضييع الوقت”.

واعتبرت أن تولي لودريان مهامه الجديدة “لا يمنعه من مواصلة مهمته في لبنان، ولا يُعطل مهمة أخرى خصوصاً وأنها مهمة تشاورية وقائمة على التواصل للخروج بمساعٍ”.

ورأت مصادر “التيار الوطني الحر” أن “هناك حالة مراوحة غير واضحة، فالحوار على ماذا سيكون وكيف سيجري؟”، مؤكدةً أن “هناك تواصلاً مع جميع الفرقاء ولكن كل طرف لا يزال متمسكاً برأيه، ونقل رسائل معينة لا يتوقف ولكن حتى الآن ليس هناك خرق في جدار الأزمة”.

وأشارت المصادر الى أن “المبعوث الفرنسي يعدّ لطاولة حوار بين اللبنانيين ولن تكون هناك أي مبادرة جديدة، بل دعوة الى حوار يجمع القوى السياسية كافة، وليس هناك إسم في جولته الثانية وهذه لن توصلنا الى أي مكان”.

في المقابل، قالت أوساط حركة “أمل”: “في حال دعا لودريان الى حوار ثنائي أو جماعي سيكون بمثابة أمر ايجابي جداً مهما كانت نتائجه ومهما طال، وهو سيبدأ بثنائية لتكوين أرضية للانطلاق من جديد، وربما ستجعله يكوّن أفكاراً وطروحاً جديدة تنهي الفراغ الرئاسي”. واعتبرت أنه “لن يطرح كل أفكاره في العلن كي لا تصبح محلاً للجدال”.

شارك المقال