عين الحلوة… معاناة صيدا الجديدة

تالا الحريري

لا تزال الاشتباكات في مخيم عين الحلوة مستمرة حتى وإن خفت حدتها بعض الشيء، ولا يزال التوتر مخيماً على المنطقة لا سيما مدينة صيدا المجاورة، التي تحاول الخروج من أزماتها ومعاناتها ولم يكن ينقصها سوى انعكاس هذه الاشتباكات عليها لتزيد الطين بلّة.

صيدا تشهد منذ أيام حركة خجولة وسط اقفال كبير لمختلف القطاعات والادارات الرسمية وسراي صيدا والمؤسسات التربوية فيها بسبب القذائف والرصاص الطائش ما أدى الى تضرر في ألواح الطاقة الشمسية وزجاج المنازل والمكاتب في المنطقة الواقعة قرب السراي الحكومي والجامعة اللبنانية. في حين أن أكثر من 60% من أهالي مخيم عين الحلوة نزحوا نتيجة الاشتباكات باتجاه المدينة.

وكانت رئيسة “مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة” بهية الحريري، أجرت اتصالاً هاتفياً بقائد الجيش العماد جوزيف عون وتباحثت معه في تطورات الاشتباكات المستمرة في مخيم عين الحلوة وتداعياتها المباشرة على مدينة صيدا .

وأعلنت الحريري في بيان، “أننا نشارك أهلنا في مخيم عين الحلوة والتعمير والفيلات وأحياء صيدا والجوار كافة، الغضب والسخط والحزن على ما يجري من استباحة لحياتهم وممتلكاتهم ولأمن المخيم والمدينة واستقرارهما، بما شهده من عمليات اغتيال واشتباكات دموية وما خلفته من ضحايا وجرحى ومن دمار وأضرار ونزوح ومعاناة لمئات العائلات وما تسببت به من شلل في شرايين المدينة ووجوه الحياة فيها”.

ورأت أن “استمرار الأحداث في المخيم لن تكون نتيجته الا مزيداً من المآسي والمعاناة لأبناء المخيم وجواره فلسطينيين ولبنانيين، وخصوصاً العائلات التي اضطرت الى ترك بيوتها قسراً، ولن تكون أيضاً الا مزيداً من عدم الاستقرار وشل الحياة في المدينة وتعريض سلامة أهلها وقاطنيها والعابرين فيها للخطر”.

ووصف أحد سكان صيدا لـ”لبنان الكبير” أجواء المدينة بـ “المسمومة نتيجة هذه الاشتباكات، خصوصاً مع وصول الرصاص الطائش إلى البيوت والمحال والمدارس ما تسبب بأضرار مادية”، مشيراً الى أن “بعض المحال المحيطة بمخيم عين الحلوة والمدارس التي تقدم دروساً صيفية اتجهت إلى الاقفال حتى لا تتكبد خسائر أكثر ووقوع ضحايا أو اصابات، فمثلاً تضررت مدرسة عائشة الواقعة في بركة غزالة ومركز مرعي أبو مرعي الموجود في حارة صيدا. أمّا الأحياء الشعبية والأسواق التجارية فلم تقفل لأنّها بعيدة جداً عن مكان الاشتباك والرصاص”.

وأكد أنّ “الحركة خفت، وهناك خوف كبير، مع عدم وجود انتشار للجيش في صيدا بل في ضواحي المخيم فقط”.

شارك المقال