المعارضة تواجه: فرنجية لن يمر و”زمن أول تحوّل”

ساريا الجراح

على الرغم من كل الدهاليز التي مرّ بها الواقع السياسي اللبناني وتحديداً الاستحقاق الرئاسي الذي توالت عليه شخصيات كثيرة، إلا أن قاعدة “رحل الجميع وبقي فرنجية” لا تزال في الصدارة. فسليمان فرنجية مرشح الثنائي السرمدي أطاح كل الأسماء التي تواترت في العلن والخفاء وتركت تساؤلات عند الأطراف كافة وتحديداً “المعارضة”. لكن المعركة الدائرة لن تنتهي، فقد أكدت مصادر نيابية معارضة لـ “لبنان الكبير” أن أسلوب الرضوخ بات قديماً جداً، وأصبح من الضروري التوجّه الى مرحلة المحاسبة الفورية، فلم يعد هناك ما نخسره في بلد مفلس كلياً، وأن اختيار الرضوح فيه يوازي الاستسلام ويعادل استراتيجية “Partner in crime” لكن الميزان لن يعدل اذا أُثقل في كفّة واحدة. وعلى غرار المعادلة المتوازية، شددت مصادر مقربة من الثنائي على أن “ترشيح سليمان فرنجية هو الخيار الصائب”، وأنهم اذا أخدوا قراراً بالمضي قدماً بمرشح محدد فليسوا بصدد تركه في منتصف الطريق.

اسطفان: سنفعل المستحيل لمنع وصول مرشح الممانعة

يؤكّد عضو كتلة “الجمهورية القوية” النائب الياس اسطفان لـ “لبنان الكبير” أن فرضية الاتفاق أو الطلاق بين “الحزب” و”التيار” ما هي الا تأويل، مشيراً الى أن موقفهم كمعارضة أصبح واضحاً وقد صرّحوا عنه مراراً وتكراراً من خلال الحوار ورسالة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان وحتى انتخاب رئيس للجمهورية.

ويوضح أن الحوار اذا التقى على فرنجية، “فلكل حادث حديث”، مذكراً بأن “المعارضة أصدرت بياناً واضحاً بالنسبة الى المواجهة التي تقوم بها حول الأمور المطلوبة إن كان من ناحية مواصفات رئيس الجمهورية أو المشاريع التي يتوجب على الأخير القيام بها خلال السنوات الست القادمة ابتداءً من الاصلاحات والوضع الاقتصادي وصولاً الى الخطة المالية والنقدية للبلد، أي أن من الأفضل إدراك كيفية انتخاب رئيس للجمهورية والتي لن تتم إلا تحت قبة البرلمان بموجب الدستور والطرق الانتخابية التي ينص عليها”. ويشدد على “أننا كجمهورية قوية سنبذل قصارى جهدنا لمنع وصول مرشح الممانعة الى سدّة الرئاسة”.

الصادق: لن نتراجع عن أزعور

“لا أعلم إن كانت الأمور متّجهة الى وفاق بين التيار والحزب، فكل مآخذي على تكتل لبنان القوي محصورة باللامنطق”، هذا ما أدلى به النائب وضاح الصادق، متسائلاً: “أي منطق يقول ان التيار الوطني الحر الذي رمى رماد فشله على الأطراف الأخرى تحت ذريعة ما خلونا، يعود اليوم بحلف رومانسي مع الطرف نفسه ويزف الرباط بينهما بتوقيع اتفاقيات واصدار قرارات؟”.

ويضيف: “بات واضحاً في الوقت عينه اتفاق المحاصصة عن الغاز بين الطرفين في حال وقّع، فالاثنان يطمحان الى أن يكونا شريكين في عملية استخراج الغاز وتشكيل الصناديق وتعيين الهيئات الناظمة ومبدأ الشركات المسجلة في سنغافورة”.

ويسأل: “هل يحتمل الوطني الحر أن يذهب الى تجربة أخرى في ظل تراجع القاعدة الشعبية له، أم أنه ضرب بكل الطرق عرض الحائط ورسا على أفضلية المحاصصة وأخذ كل ما يمكن أخذه على حساب شعبيته؟ هنا يكمن الغموض والكثير من علامات الاستفهام”، مشدداً على أن “هذا الاتفاق المروّج للامركزية الادارية الموسعة وكذبة الصندوق الائتماني اذا حصل، يوحي بأن هناك ما يدور تحت الطاولة وأن مبدأ تطبيق القوانين لوضع اسم سليمان فرنجية بين الأسماء لن يمر، فلا الحزب ولا الحركة أولاد اليوم في السياسة ليقدما كل شيء مقابل اسم موجود في القائمة المدرجة. هذا استخفاف بعقول الناس، اما إتفاق يدور تحت الطاولة أو اتفاق مسبق”.

“لست أنا من لم أطبّق الطائف والدوحة”، هكذا يقول الصادق لاحياء ذاكرة المتناسين، مؤكداً أنه ليس من انقلب على الرئيس سعد الحريري مرتين، الأولى بعد ثلاث سنوات من الاتفاق والثانية عام 2016.

وحول تمسكهم بأزعور، يلفت الى أن “خيارنا الأساس كان ميشال معوض وعندما قررنا الاقتراب خطوة واحدة نحو أسماء يمكن أن تنال الموافقة وضعوها في لائحة مرشح مواجهة، لذلك سنستمر في ترشيح أزعور ولو توالت الجلسات فصوتنا لن يكون لسواه. فهل يملك الطرف الآخر وحلفاؤه 86 صوتاً يستطيعون تأمين النصاب بها؟ مع العلم أننا على قناعة تامة بأن الدورة الثانية لا تحتاج الى 86 لكنهم أرادوا تفسير الدستور على طريقتهم الخاصة”.

بين العناد والاصرار يبقى الوطن ضحية، الى حين سقوط الأقنعة واكتمال الاصطفافات السياسية لانتاج رئيس “عذوقهم”، وإلى تلك اللحظة “يدرى مين يعيش”!

شارك المقال