هاشمية يصل شعث… خريطة حريرية للانماء المتوازن

آية المصري
آية المصري

بخطوات ثابتة يكمل رئيس جمعيتي “بيروت للتنمية” و”امكان” أحمد هاشمية طريق تنفيذ توجيهات الرئيس سعد الحريري التي حددها بعد خطاب تعليق عمله السياسي وتقوم على “العودة الى الجذور” والى مدرسة الرئيس الشهيد رفيق الحريري عبر الاهتمام بالانماء المتوازن ومصالح اللبنانيين بكل أطيافهم وكل مواقعهم على كامل الأراضي اللبنانية.

هاشمية الذي أعاد الروح الى “بيروت للتنمية” ليعمل باشراف الرئيس الحريري، وصلت جهوده الى شعث البقاعية. هي جهود انمائية، لا مصالح سياسية فيها ولا خروج عن قرار الحريري بتعليق العمل السياسي، فهاشمية واضح، لا يطمح الى تولي مناصب أو كراسي. هي أدوار ينجح هاشمية في اتمامها على الرغم من محاولات عرقلة جهوده.

فالى جانب اهتمامه اليومي بالعاصمة بيروت، يحاول هاشمية تلبية مطالب اللبنانيين في مناطق عدة. وعند الحديث عن المناطق البقاعية، كلمة واحدة تخطر على أذهاننا “الحرمان” مثلها مثل مناطق عدة تدفع ثمن غياب الدولة.

البقاع محروم من مختلف الخدمات الاجتماعية والانمائية، محروم من أدنى حقوق العيش بكرامة، وبصورة مستمرة لا يسلط ضوء عليه الا في الحالات النادرة وغالبيتها ترتبط بجرائم أو عمليات دهم وإلقاء القبض على الفارين من العدالة، فيما هناك صورة جميلة عن محافظة بعلبك الهرمل تتمثل بأهلها وجغرافيتها وروعتها، لكن يبدو أن هناك أجندات معينة لابقاء هذا البقاع محروماً من أبسط حقوق أهله الطبيعية. ويضاف الى ذلك محاصرة البقاع بالاعتبارات السياسية والطائفية، خصوصاً وأن غالبية البيئة البقاعية تكون خاضعة لحزب معين، وهذه الأحزاب تفكر في مصالحها الدائمة ولو على حساب مصلحة الشعب.

“إنماء الحجر والبشر”، هو شعار استخدمه الرئيس الشهيد رفيق الحريري يوم إنشائه مجلس الانماء والاعمار، فمهندس إعادة إعمار لبنان أخذ على عاتقه تنظيف كل المناطق اللبنانية من خراب الحرب الأهلية ودمارها، ونهج الاعتدال والعيش الواحد الذي إشتهر به الحريري جعله يرمم ويبني ويقوم باعمار لبنان بصورة كاملة، ولم يحصر هذه النهضة بمنطقة معينة سنية أو درزية أو شيعية أو مسيحية لأنه آمن بأن لبنان وطنٌ لجميع أبنائه.

وامتدت مشاريع الاعمار الى معظم القطاعات الاقتصادية الحيوية، فأعاد بناء شبكات المياه والمواصلات والاتصالات، كما قام بتعليم آلاف الطلاب داخلياً وخارجياً، واستطاع إخراج لبنان من عبء الدين الخارجي. وبعد إغتياله تابع المسيرة عينها نجله الرئيس سعد الحريري ولم يفرّق بين فرد وآخر، ومشاريعه الانمائية لم تتوقف حتى بعد اعلان تعليق عمله السياسي، بحيث فضل الابتعاد عن الحياة السياسية والبقاء الى جانب الشعب الذي لطالما أحبه، وآخر هذه المشاريع كانت يوم السبت الماضي في بلدة شعث البقاعية، عندما تم تدشين محطة ضخ المياه التي من شأنها تغذية أحياء البلدة بعد شح متواصل في المياه عاناه أهلها لسنوات متواصلة، عبر هبة قدمتها جمعية “بيروت للتنمية الاجتماعية” التي يرأسها الحاج أحمد هاشمية، مع العلم أن نطاق عمل هذه الجمعية لا علاقة له بالبقاع، ومع هذا كله أراد الرئيس الحريري عبر هاشمية إنهاء هذه الأزمة التي تُكبّد البلدية والأهالي الكثير من الأموال من خلال تقديم مشروع عبارة عن 300 لوح من الطاقة الشمسية ومخازن كهربائية. مع الاشارة الى أهمية ما سبق وبدأ به رئيس مجلس النواب نبيه بري لهذه المنطقة خصوصاً لناحية المياه.

“إنماء الحجر والبشر”، قولاً وفعلاً عاد واستخدمها هاشمية من بلدة شعث بكل فخر، جاء من العاصمة بيروت واجتاز الحواجز والمناطق لساعات متواصلة، برفقة وزير الزراعة في حكومة تصريف الأعمال عباس الحاج حسن الذي فكك ألغاماً تعرقل المشروع. وجال هاشمية في كل أنحاء البلدة وتعرف الى سكانها المحرومين ولمس لمس اليد حجم الأزمة التي عانوا منها على مدار سنوات.

فعلها هاشمية في حين أن نواب البقاع ومسؤوليه لم يقصدوا شعث ولم يحلوا أزمة شح المياه فيها، ليقف ممثلاً الحريرية السياسية ويكسر الخطوط الحمر ويؤكد لأهلها “نحن موجودون في مناطق متنوعة ولا تفرقة بين أحد ولا نعمل على قاعدة طائفية أو حزبية، بل عملنا انمائي لكل لبنان، سأقف الى جانبكم وسنكمل تقديم الخير لكل المناطق اللبنانية”، مشدداً على التزامه بمبادئ نهج الرئيس الشهيد رفيق الحريري، واكماله المسيرة مع الرئيس سعد الحريري.

وقال هاشمية لموقع “لبنان الكبير”: “مهمتنا العودة الى الجذور، أي الوقوف الى جانب الناس، خصوصاً في ظل الأزمة التي يعيشها البلد. ونقولها للجميع ان مدرسة الرئيس الشهيد رفيق الحريري باقية طالما هناك لبنان، لأنها قائمة على فكرة الدولة والعيش الواحد والمواطنة، وانماء الانسان اللبناني أينما كان ومهما كان، والرئيس سعد الحريري حريص على هذه المسيرة، وبتوجيهاته ستكون بيروت للتنمية في كل المناطق، لأننا لا نعرف المستحيل والاحباط ليس ضمن قاموسنا”، مضيفاً: “ان شاء الله كل المناطق مناطقنا، ونحن موجودون اليوم في مناطق متنوعة ولا تفرقة بين أحد ولا نعمل على قاعدة طائفية أو حزبية، بل عملنا انمائي لكل لبنان”.

ومن أمام المحطة، شرح المهندس في “بيروت للتنمية” والمسؤول عن تنفيذ المشروع فادي كحول تفاصيل الخطة التي عملت عليها الجمعية على مدار عدّة أشهر، موضحاً أن “مشروع مد محطة مياه شعث بالطاقة، قام على وضع 300 لوح من الطاقة الشمسية، أي بمعدل 165 ألف كيلو للمشروع بأكمله، وهذا المعدل يؤمن 404 فولت توتر عالي، كي نصل الى المضخة الموجودة على عمق 350 متراً بقدرة 187 أمبير”.

وأشار الى أن “المشروع ككل يتألف من 6 يونت، 4 منها تشكل أربع مجموعات وكل منها 15 لوحاً، و2 يونت تشكلان مجموعتين وكل منها 15 لوحاً، ومن الانفرتر تكون بقوة 132 كيلو، وهذا الرقم يؤمن 615 أمبير، ويقسم هذا العدد على تريفازي أي بقدرة 205 أمبير لكل فاز”.

ولفت كحول الى أن “حاجة مضخة المياه 183 أمبير على كل فاز، وبهذه الطريقة نعطيها من الساعة الثامنة والربع صباحاً لغاية الساعة الرابعة والنصف بعد الظهر خلال فصل الصيف نحو 40 هرتز، ونحن نؤمن الـ50 هرتز كاملة لغاية الساعة الثالثة والنصف بعد الظهر ومن ثم تنخفض تدريجاً كي تصل لغاية 40 هرتز وتقف. والانفرتر أوتوماتيك ويبدأ العمل عند شروق الشمس ويعطي الأمر للمضخة كي تعمل وحدها، وهي تؤمن ضخاً بحدود 12 بار من 6 انش للخزان الرئيس التابع للبلدة أي بما يعادل 1000 متر مكعب في الساعة”.

وبهذا يكون هاشمية أكد المؤكد أن خريطة الحريرية السياسة لم ولن تتوقف يوماً، فهي قائمة على مصلحة لبنان وشعبه أولاً، وعلى الانماء المتوازن لصالح جميع المناطق اللبنانية بعيداً عن منطقي الطائفية والزبائنية، مهمة صعبة في ظل هذا العجز السياسي لكنها ليست مستحيلة مع وجود أشخاص مماثلين لهؤلاء، مهمة ستتبعها مهمات أخرى على امتداد مساحة الوطن، ليبقى لبنان وشعبه أولاً بعيداً عن البازارات التي تشتهر بها القوى السياسية، فاليوم شعث وغداً لا أحد يعلم أين سيكون المشروع الآخر لجمعية “بيروت للتنمية الاجتماعية”.

شارك المقال