هوكشتاين غصة الرابية… والقطري في زحمة المطار

رواند بو ضرغم

في قصر الرابية وخلف أسواره وفي مكنونات قاطنيه، غصة وخيبة تُختصران بعبارة: لا أمان للأميركان… فمن فاوض وقايض واستعجل الترسيم البحري لإنهاء عهده بإنجاز يتيم، ينظر الى الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين يدخل الى عين التينة مصافحاً عراب اتفاق الاطار وصانعه ويبحث معه في النقاط الحدودية البرية العالقة بين لبنان وفلسطين المحتلة.

حضر هوكشتاين الى بيروت في وقت يزدحم مطار رفيق الحريري الدولي بالموفدين الدوليين، وكان الوسيط الأميركي أول الواصلين، على أن يلحقه وزير الخارجية الايرانية حسين أمير عبد اللهيان، فالمبعوث الخاص الفرنسي جان ايف لودريان في السابع عشر من أيلول.

وعلم موقع “لبنان الكبير” من مصادر قيادية رفيعة أن موفداً قطرياً رفيع المستوى سيصل الى بيروت قبل مجيء لودريان، ولم يُعرف مضمون زيارته بعد، ولا اذا كانت ستحمل مبادرة رئاسية رسمية معلنة، الا أن شكل الزيارة وتوقيتها يبرزان مدى تباين مواقف الدول الخمس، وخصوصاً أن الفرنسي لم ينعِ مبادرته بصورة رسمية، ولا يزال مستمراً في إنعاش الحوار اللبناني الداخلي. ووفق المصدر فإن القطري لا يُسوّق حالياً لأي مرشح رئاسي، وأظهر مؤخراً حرصه على البقاء على مسافة واحدة من الجميع، ولا يريد تكرار التجربة الفرنسية بتبني مرشح وتسويقه.

وفي السياق، تؤكد المصادر أن رئيس مجلس النواب نبيه بري ليس بصدد أي زيارة خارجية، مع العلم أنه منفتح على أي دعوة تأتي في سياق مبادرة ناضجة لا تغلق الباب على خياره الرئاسي.

أما بالعودة الى هوكشتاين، فلم يحمل الوسيط النفطي أي مبادرة أميركية رئاسية، إنما نقاش الاستحقاق الدستوري جاء عرضياً، بمضمون لا يُبنى عليه ولا تؤمل منه حلحلة. فالأميركي موقفه معروف ومعلن، ويدفع باتجاه انتخاب رئيس، من دون الوقوف طرفاً مع أي فريق من الفرقاء، ولكن الادارة ستحدد موقفها وسياستها وفقاً لشخص الرئيس المنتخب.

الا أن هذا الموقف الحيادي للأميركيين، لا يلغي ميلهم الى قائد الجيش جوزيف عون ضمنياً، وإن لم يعبّروا عن موقفهم هذا بوضوح.

أما الموقف الايراني رئاسياً فيقف خلف قرار الثنائي الشيعي و”حزب الله” تحديداً، ولن تتدخل طهران لا سلباً ولا إيجاباً في مسار المفاوضات طالما حليفها اللبناني متمسك بثوابته ومصر على رئيس لا يطعن بالمقاومة، مفضلاً الحوار ولا يتسوله، وإذ إن التعويل على التقارب الايراني – الأميركي لإسقاط ترشيح رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية هو تعويل خاطئ وغير واقعي، فلن يحمل عبد اللهيان أي موقف إيراني رئاسياً. أما انعكاس التقارب الايراني – الأميركي على الملف اللبناني فليس قريباً، ولن يحمل في المدى المنظور أي خطوة عملية لإشراك طهران في المباحثات الخماسية.

وعليه، فإن كل هذا الحراك الديبلوماسي وما يحمله من جديد لن يأخذ مداه، بانتظار انتهاء المبادرة الفرنسية وإعلان فشل “الخماسية” في الاتفاق على مسار توافقي واحد، يخرج الملف اللبناني من عنق زجاجة الأزمة الرئاسية ومراوحة رفض الحوار والجلوس على طاولة واحدة مع مكون لبناني اسمه “حزب الله”.

شارك المقال