أي حوار تحمل زيارة الراعي الى الجبل؟

آية المصري
آية المصري

لم تغب ذكرى “مصالحة الجبل” التي أعادت الحياة والطمأنينة الى لبنان عموماً والجبل وأهله خصوصاً عن أذهان الشعب، وصحيح أن أسبوعين مضيا على هذه الذكرى في 22 آب الماضي، لكنها لا تزال فترة زمنية قصيرة نسبياً تُمكن البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي من زيارة الجبل في 8 الجاري تلبيةً لدعوة شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى، في سياق تكريس المصالحة، تحت عنوان “الجبل بخير لبنان بخير”.

فهذه المصالحة التي رعاها البطريرك الراحل نصر الله بطرس صفير آنذاك مع زعيم الطائفة الدرزية وليد جنبلاط كنز لا يفنى، وبعد مرور كل هذه السنوات لا يزال أهالي الجبل متمكسين بها، كونها أكدت العيش الواحد لديهم وأنهت الحرب التي ساهمت في تهجير عدد كبير منهم الى مناطق مختلفة، وجعلت الجبل يخسر الكثير من شبابه وأهله نتيجة المشكلات التي لم تنتهِ، فصفحة هذه الحرب طويت ولا يجب العودة اليها.

وبعد تأكيد زيارة الراعي يوم الجمعة المقبل، كيف تجري التحضيرات لها؟ وما هي خفاياها؟ وهل ستقتصر على إحياء ذكرى “مصالحة الجبل” أم ستتطرق الى الملفات الحالية؟

“لا خفايا لزيارة الراعي لأنها زيارة فوق المعطيات السياسية الحالية”، جملة اختصرت موقف الحزب “التقدمي الاشتراكي” الذي اعتبرت مصادره في حديث عبر “لبنان الكبير”، أن “هذه الزيارة تُعد أكبر من المواضيع السياسية الآنية وما يتم مناقشته اليوم أي الحوار أو غيره، فهذه الزيارة مرتبطة بتثبيت مصالحة الجبل التي أرساها البطريرك صفير مع زعيم الطائفة الدرزية وليد جنبلاط، وهي تكريس للعيش الواحد، لاستقرار المنطقة، ولتحقيق الإنماء”. وأشارت هذه الأوساط الى أن “مهمة تثبيت مصالحة الجبل بالنسبة الى لبنان ككل، واذا الجبل بخير، لبنان بخير”، موضحةً أن “الحرب الأهلية في لبنان إمتدت داخل كل المناطق، لكنها أخذت الحيز الأكبر في الجبل لذلك اعادة اللُحمة الى هذا الجبل بعد المصالحة التاريخية، وتثبيتها مهمة وطنية بامتياز وليست بثنائية طائفية أو ثنائية سياسية بل مهمة وطنية لها علاقة بتثبيت عيشنا المشترك من جهة وهوية لبنان ورسالته من جهة أخرى”.

وعن الاستعدادات والبرنامج الذي سيقام، قالت الأوساط: “الاستعدادات على قدم وساق، وهناك ترتيبات معينة يجري العمل عليها وبات هناك برنامج واضح وبشكله النهائي، ووضع بالتشاور والتنسيق بيننا وبين جهة الراعي، وسيكون اللقاء الأول دينياً لدى شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى، ويليه لقاء نوعي نخبوي في المكتبة الوطنية وسيتوج بغداء في المختارة، ويليه قداس في بيت الدين”. ونفت علمها بالوفد الذي سيكون برفقة الراعي.

وحيال التطرق الى الاستحقاقات الحالية وعلى رأسها الاستحقاق الرئاسي والدعوة الى الحوار، أكدت الأوساط أن “لا أحد يعلم أي حوار سيدور يومها، لكن سقف الزيارة سقف وطني كبير، له علاقة بهوية لبنان والعيش الواحد”، مشددةً على أن “الحزب التقدمي كان وسيبقى مع الحوار لأنه الأنسب والأفضل”.

اذاً، في ظل دعوات التقسيم التي تتردد على مسامعنا في الآونة الأخيرة من جهات متعددة، من الجيد تثبيت وحدة البلاد وصلابتها لمنع أي فتنة طائفية أو مذهبية قد تتسبب بإعادة سيناريو الحرب الأهلية أو غيرها، ولا داعي لنبش القبور وإشعال لهيب الفتن الطائفية أو المطالبة بإسترداد العظام مثلما فعل رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل منذ 6 سنوات.

شارك المقال