تيمور “ابن ابيه” بتأييد الحوار… والسير بفرنجية “الى أين”؟

آية المصري
آية المصري

بين روتين السياسة القاتل وغياب أي جديد على الساحة الداخلية، تتجه الأنظار مجدداً نحو رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” النائب تيمور جنبلاط، الذي ومنذ تسلمه رئاسة الحزب تعوّل الكتل النيابية وتحديداً المعارضة عليه ليكون الى جانبها ولا يصطف في الوسط، معتبرة أن نظرته الشبابية والمعاصرة ستكون مختلفة عن نظرة والده الزعيم وليد جنبلاط.

وأشار وليد جنبلاط قبل أيام الى ضرورة الجلوس مع الأمين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصر الله ليس من أجل انتخاب الرئيس وحسب، بل من أجل مستقبل لبنان، مؤكداً عدم وجود أي بديل عن الحوار. واعتبر أن الانتخابات الرئاسية “شكلها مطولة”.

وكان تيمور جنبلاط أثار الجدل خلال الساعات الماضية، بعدما أعلن عبر حسابه الخاص على منصة “إكس” تأييده للحوار، موجهاً تحية الى البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي على موقفه الحكيم من الحوار، بتشديده في عظة الأحد على ضرورة المشاركة في الحوار من دون أي شروط مسبقة.

من هنا، بدأت غالبية قوى المعارضة تلاحظ أن مواقف النائب جنبلاط مماثلة الى حد كبير لمواقف والده من حيث الدعوة الى الحوار، مع العلم أنه كان متوقعاً أن تصدر عنه جملة مواقف مختلفة في الشكل والمضمون عن تعاليم المختارة المستمرة منذ عشرات السني، وحيال سيره برئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية لارضاء رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي تجمعه بوالده علاقة متماسكة وتاريخية، على الرغم من أن جنبلاط سار عام 2016 بالتسوية التي أتت بميشال عون آنذاك رئيساً للجمهورية، في حين أن بري لم يمشِ فيها، وهذا لا يفسد في الود قضية، وليس من الضروري أن يسير تيمور اليوم بهذا المعطى.

وفي هذا السياق، رأت أوساط الحزب “التقدمي الاشتراكي” في حديث عبر “لبنان الكبير” أن “تغريدة تيمور من حيث الحوار متوقعة وبديهية، فهو ابن أبيه أي من دُعاة الحوار، ويؤيد أي نوع من أنواع الحوار”، موضحةً أن تحيته للبطريرك الراعي “لأن الأخير سيتوجه خلال الأيام المقبلة الى الشوف لتكريس المصالحة ولتأكيد إستمرار الحوار بين أهالي الجبل المسيحيين والدروز، ونحن نشدّ على يد الراعي ومتمكسون بثوابتنا وبوصلتنا الحفاظ على مصلحة البلد”.

وأكدت هذه الأوساط أن “لا وجود لأي خلاف في المواقف بين وليد وتيمور، وهذه نغمة يستخدمها فريق الممانعة كي يبقى طارحاً الشكوك حول تيمور ورأيه ويروّج بأنه سيعاود انتخاب سليمان فرنجية”، مشيرةً الى أن “النائب تيمور لن يسير قدماً بفرنجية إطلاقاً”.

وشدد أمين السرّ العام في الحزب “التقدمي” ظافر ناصر على أن “كل الجو في الاعلام الذي قال عن خلاف بين وليد وتيمور لا أساس له”، مشيراً الى أن “هناك ثوابت أساسية في سياسة الحزب والمختارة لا تتغير، ومنها مسألة الحوار والتواصل مع الآخرين حتى لو كنا مختلفين معهم في السياسة. ففي عز الحرب كان يحدث الحوار بين الأطراف السياسية فما بالك اليوم؟”.

وأكد “أننا لا يمكن أن نوافق على رفض فكرة الحوار، ولا نعتقد أن أي طرف يفكر بهذه الطريقة يكون واقعياً أو مدركاً حقيقة تركيبة البلد السياسية والطائفية، ففكرة الحوار لا يمكن رفضها من حيث المبدأ”.

وحول إعتبار تغريدة النائب جنبلاط بمثابة موافقة على طرح الرئيس بري، قال ناصر: “لا مشكلة لدينا في ذلك، وقبل أن يدعو الرئيس بري الى حوار نحن كنا وسنبقى مع هذا الطرح، فلا مشكلة لدينا فيه، ونحن واضحون، وقرارنا وتوجهنا مبدئي وأي دعوة الى الحوار نحن معها”.

يبدو أن “البيكان” متمسكان بالسياسة والبوصلة نفسها، فثوابت “التقدمي” لن تختلف ولن تتغير بمرور السنين، وأحد ركائزها الحوار، ثم الحوار، ثم الحوار بما فيه من مصلحة لخير البلد.

شارك المقال