نازحو عين الحلوة… مشتتون بين صيدا وسبلين

حسين زياد منصور

تتواصل المعارك والمواجهات الضارية في مخيم عين الحلوة، بين حركة “فتح” والمجموعات الإسلامية المتشددة، خارقة وقف اطلاق النار واتفاقات الهدنة التي تحصل بين الحين والآخر، والتي أسفرت عن سقوط 7 قتلى وقرابة 80 جريحاً، بين مدنيين ومسلحين، الى جانب نزوح عشرات العائلات ومئات الأشخاص من المخيم الى أطرافه والمناطق المحاذية ولا سيما الى مدينة صيدا، حيث احتمى العديد منهم في المساجد القريبة والساحات العامة، واستقبلت البلدية عدداً كبيراً منهم في قاعتها، قبل نقلهم الى مدارس تابعة لـ”الأونروا”، حيث تكفلت جمعيات عدة بهذه المهمة، وتابعت أوضاع النازحين منذ بداية المعارك، وقدمت لهم ما يحتاجونه من مساعدات طبية ومأكل ومشرب وفرش، كما اهتمت بالأطفال وتأمين حاجياتهم من حليب وحفاضات وملابس ولوازم أخرى.

وكان الصليب الأحمر عمل بالتعاون مع بلدية صيدا، على نصب خيم قرب ​الملعب البلدي​ للعائلات النّازحة من المخيم، قبل أن تُزال بقرار حكومي.

“الأونروا”: شارفنا على الوصول الى الطاقة الاستيعابية

وقالت المتحدثة باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في لبنان “الأونروا” هدى السمرة في حديث لـ “لبنان الكبير”: “بالنسبة الى انطلاق العام الدراسي في صيدا وطلاب الأونروا في مخيم عين الحلوة البالغ عددهم 5900 طالب وكذلك الأمر بالنسبة الى بقية طلاب الأونروا في منطقة صيدا ككل، يمكننا القول انه حالياً في خطر، لأنه لا يمكننا معرفة الى متى ستبقى مدارس الأونروا تحت سيطرة المقاتلين داخل عين الحلوة، وهي 8 مدارس ضمن مجمعين، أحدهما مدمر الى حد كبير، والمجمع الثاني فيه أضرار لا يستهان بها، وتتطلب الكثير من الوقت لتقويمها وهذا ليس بأمر هين”.

أضافت السمرة: “اما بالنسبة الى بقية المدارس في منطقة صيدا والمناطق المحاذية لمخيم عين الحلوة، فهي 3 مدارس، بالاضافة الى مركز سبلين للتدريب المهني والفني، تستضيف نازحين وبالتالي لن تكون هناك قدرة على استيعاب الطلاب في هذه المدارس طالما أنها تستضيف النازحين”.

وأشارت الى أن القدرة الاستيعابية للمدارس ألف شخص، “ونحن لدينا حوالي 300 شخص في مدرسة نابلس التابعة للأونروا في صيدا، وهناك ما يقارب أيضاً 300 شخص في مركز سبلين للتدريب المهني، وتضم مدرستا بيت جالا وبير زيت التابعتان للأونروا في سبلين عدداً لا يستهان به من النازحين”.

وأكدت السمرة أنهم شارفوا واقتربوا من الوصول الى القدرة الاستيعابية، وهي ألف شخص لا أكثر.

قوام: استقبلنا قرابة 400 نازح في البلدية

وعلى صعيد بلدية صيدا التي استقبلت عدداً كبيراً من النازحين الذين وصلوا اليها بعد اكتظاظ مسجد الموصللي بالكثيرين، أوضح قائد شرطة بلدية صيدا المفوض بدر الدين قوام لموقع “لبنان الكبير” أن 12 عائلة مؤلفة من 74 شخصاً، لجأت في بداية الأمر الى البلدية وتجرى تأمين المأوى والأمور اللوجيستية والفرش لها، مشيراً الى أن العدد وصل الى حدود 350 نازحاً في قاعة البلدية، والحديقة والباحة أيضاً، خصوصاً من أهالي البركسات، وهم من العائلات اللبنانية والفلسطينية والسورية.

أضاف قوام: “جمعنا الجمعيات كي يحصل التنسيق في ما بينها لوجيستياً من أجل تأمين الفرش والمنامة، وتم عن طريق الأونروا نقل جميع النازحين الى مدرسة سبلين كي تهتم بهم الأونروا، لأننا لا نمتلك التجهيزات الكافية لاستيعاب هذا العدد. فهناك حمامان فقط لما يقارب 400 شخص، وساعدتنا جمعيات عديدة وقدمت خدماتها من خلال تأمين الحليب والحفاضات للأطفال”.

ولفت الى “أننا اتخذنا قراراً في البلدية بتسيير أمور الناس، لذلك نقوم بتوجيه النازحين الى المدارس، هناك مدرستان في صيدا ومدرسة سبلين، والأمم المتحدة بالتعاون مع البلديات والفعاليات تقرر ما يجب القيام به في المرحلة المقبلة، وهناك عائلات رفضت الذهاب الى سبلين، وقررت الذهاب لدى أقاربها”.

وكانت الاشتباكات في مخيم عين الحلوة تجددت ليل الخميس الماضي بين حركة “فتح” والمجموعات الاسلامية، على خلفية عدم تسليم الأخيرة المتورطين في جريمة اغتيال قائد الأمن الوطني الفلسطيني اللواء أبو أشرف العرموشي و4 من مرافقيه.

شارك المقال