الأمم المتحدة تجمع عالما منقسما يواجه سلسلة متنامية من الأزمات

لبنان الكبير

ينتظر أن يشارك أكثر من 140 من قادة العالم الاسبوع المقبل في الجمعية العامة للامم المتحدة، ومن شأن إعلان حضور الرئيس الاوكراني هذه المناسبة السنوية تظهير صورة عالم منقسم يواجه سلسلة متنامية من الأزمات.

وتلتئم الجمعية العامة في ظل غياب ملحوظ للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، فضلا عن الرئيسين الروسي والصيني.

وعليه، ستكون الولايات المتحدة مع الرئيس جو بايدن، العضو الوحيد الدائم في مجلس الأمن الممثل على أعلى مستوى، الأمر الذي يعتبر بعض الدبلوماسيين أنه مؤشر سيء بالنسبة الى المنظمة الدولية.

تعليقا على الغياب اللافت، قال الأمين العام للمنظمة الدولية أنطونيو غوتيريش: “المهم هو التزام حكومات” الدول المعنية، بمعزل عن غياب الرؤساء أو حضورهم، فالتظاهرة الدولية السنوية “ليست معرضا للمباهاة”.

وأشار إلى أن عشية هذه الملتقى السنوي “سنجتمع في لحظة تواجه فيها الإنسانية تحديات هائلة، من تفاقم حالة الطوارئ المناخية الى تصاعد النزاعات، مرورا بالأزمة العالمية لكلفة المعيشة ومزيد من انعدام المساواة والمستجدات التكنولوجية اللافتة”.

وأضاف “الناس ينتظرون من قادتهم حلا للخروج من هذه الحفرة”، مبديا أسفه مجددا لعالم “منقسم يقلص قدرتنا على التعامل” مع هذه الأزمات.

والمقصود هو الانقسام الجيوسياسي الذي  يعكسه غزو روسيا لأوكرانيا قبل عام ونصف عام.

ولا ريب أن هذه الحرب بكل تداعياتها، وخصوصا على الأمن الغذائي العالمي، ستهيمن على هذا الاسبوع الدبلوماسي الحافل على حساب الأزمات الأخرى والأولوية الرسمية المعطاة للتنمية.

وسيعتلي الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي منبر الجمعية العامة للمرة الأولى، على أن يشارك الأربعاء في جلسة رفيعة المستوى لمجلس الأمن مخصصة للحرب في بلاده.

لكن يرى المحللون أنه بالرغم من أن غالبية ساحقة من الدول تبنت قرارات عدة تدعم أوكرانيا ووحدة أراضيها أو تطالب بالانسحاب الروسي، إلا أن على زيلنسكي أن يكون حذرا، فدول العالم الجنوبي تتحدث عن حلول دبلوماسية، وبحال تبنى زيلنسكي موقفا متشددا داعيا إلى تزويد بلاده بمزيد من الأسلحة، قد يكون يخاطر بتحويل هذه الفرصة إلى أزمة دبلوماسية تنتج تباعدا مع الدول النامية.

ويلاحظ دبلوماسي اوروبي أن “هناك هوة متعاظمة بين العالم النامي والعالم المتطور”، مشددا على وجوب “التأكد من عدم اتساع هذه الهوة”، مع إقراره بان الحرب في أوكرانيا “تسرق الاهتمام السياسي والاقتصادي من مشاكل عالمية ملحة من مثل الأمن الغذائي والكوارث المناخية وانعدام المساواة والوصول الى مصادر التمويل”.

في هذا السياق، أكد انطونيو غوتيريش انه سيحاول مجددا اقناع روسيا بالعودة الى اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الاسود والذي يرتدي أهمية حيوية بالنسبة الى الغذاء العالمي.

كذلك، تشدد الأمم المتحدة والدبلوماسيون الغربيون على أهمية قمة التنمية التي تعقد الاثنين بالنسبة الى دول الجنوب، في ظل حضور عدد كبير من قادتها.

والمطلوب في هذا الاطار أن تتعهد الحكومات “التحرك بسرعة” لإنقاذ “الأهداف السبعة عشر للتنمية المستدامة” للعام 2030.

والغاية من هذه الأهداف “المعرضة للخطر” تحسين مصير أكثر من ثمانية مليارات انسان في موازاة حماية الكوكب. وأبرزها القضاء على الفقر المدقع والجوع، ومكافحة التبدل المناخي وتسهيل الوصول الى الخدمات الصحية ومياه الشفة والتعليم والطاقة.

من جهة أخرى، يجمع غوتيريش الأربعاء قادة الدول التي يرى أنها في مقدم الصفوف على صعيد الطموح المناخي. لكن اسماء المشاركين في هذا الاجتماع لم تكشف بعد.

ورغم أن كل الأنظار تتجه الى الملف الأوكراني، فان ملفات جيوسياسية دولية أخرى ستكون ايضا محط اهتمام، وخصوصا إيران التي يحضر رئيسها ابراهيم رئيسي، أو هايتي في وقت يناقش مجلس الامن تفويضا لإرسال قوة دولية تساعد شرطة هذا البلد في التصدي للعصابات.

كلمات البحث
شارك المقال