حوار “التيار” و”الحزب”… “يوم ليك ويوم عليك”

ساريا الجراح

جال الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان في زيارته الثالثة على الأطراف السياسية ورسا على صيغة رئيس مجلس النواب نبيه بري الحوارية، هذه الصيغة التي بنت أساس الاتفاقات بين “التيار الوطني الحر” و”حزب الله” وتأرجحت بين “الوفاق” و”الطلاق”، عندها قرر “الحزب” وضع حد لاختصار المماطلة في الاستحقاق الرئاسي رامياً سهامه باتجاه صدر “التيار” بمقولة “لا حوار خارج فرنجية”، وارتفع سقف تصريحه بعدم الحوار ما لم يلاقه “التيار” على اسم رئيس “المردة”.

تفخر قوى المعارضة بقطع الطريق على مشروع ترئيس سليمان فرنجية ورفض المبادرة الفرنسية، آملة فتح الباب أمام سيناريو جديد توافقي لرئيس خارج الاصطفافات السياسية، على غرار قرار الثنائي الشيعي التمسّك بترشيح فرنجية وتحديداً “الحزب” الذي أصبح رافضاً تماماً لأي اسم بديل عنه.

وأوضح عضو تكتل “لبنان القوي” النائب آلان عون لـ “لبنان الكبير” أن “الحوار يجري وفقاً لاطار عام وضع سابقاً ويتضمن عدّة نقاط تحدّثنا عنها، ووفقاً لامكانات الاتفاق عليها قد يحصل خرق للاسم أم لا. كما أن من الطبيعي جدّاً أن نقاش الأسماء لم يعد مقفلاً ولا يستثني أحداً، لا سيّما فرنجية، ولكن ذلك لا يعني أن الاتفاق أنجز وكل الاحتمالات واردة ولكنّها تبقى احتمالات ولن تتحول الى حقيقة الّا عندما ينجز الاتفاق”. وكان عون أكد سابقاً في تصريحاته أن طرح فرنجية وقبول رئيس “التيار” جبران باسيل به وارد جدّاً في ضوء الاستحقاق الرئاسي، لافتاً الى أن الارادة الخارجية لا تكفي وحدها، بل تحتاج الى ملاقاة داخلية لتنجح، وهذا حرفياً ما وصل اليه لبنان بعدما حزم لودريان حقائبه وغادر لبنان الى لقاء آخر.

أما عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسين جشي فأكد لـ “لبنان الكبير” أن مرشحهم كان ولا يزال فرنجية ولا بوادر لاستبداله “لأنه مختلف”، مشيراً الى أن طلب اللامركزية الادارية الموسّعة وصندوق الائتمان قيد الدرس وأنهم يتمعنون في التفاصيل الدقيقة، كما أن “الحزب” مستعد وبكامل الجهوزية لمناقشة ما طرحه “التيار”.

ولفت جشّي الى أن “الاجتماعات بين الحزب والتيار متواصلة تارة في ديارهم وتارة أخرى في دارة باسيل، والجدّية والصرامة كانتا سيّدة الموقف”. وقال: “مرشحنا فرنجية ونحن مع الحوار للتوصل الى أي نتيجة ما هي الا حاصل يصب في مصلحة لبنان واللبنانيين، أوَليس فرنجية بوطنيّ ولبناني الأصل أو كيف؟”.

وعن أنباء تأزم العلاقة بين رئيس تيار “المردة” ودول الخليج، شدد على أن “أهدافنا لم تكن يوماً طرح إسم تحدٍّ بل اخترنا فرنجية تبعاً للتفاهم والوفاق الوطني”.

وحول كلام النائب آلان عون عن أن “ترشيح الوطني الحر لفرنجية ليس مستحيلاً”، أكد جشي أن “كلام النائب جبران باسيل كان واضحاً بحيث صرّح في لقائه الاخير بأن البلد يستحق تضحية ست سنوات مقابل اللامركزية الادارية”، معتبراً أن “الحوار لا يزال على ما يرام وعلى أكمل وجه وخصوصاً بعد الحديث الذي جرى منذ فترة قصيرة عن أهمية الحوار، بين التيار والحزب، والأخير كان واضحاً في حديثه بأننا نملك مرشحاً واحداّ ويحق لكم طرح المرشح الذي تريدون، فلنجتمع اذاً ونتلاقى على مرشح ينقذ لبنان من عتمته وهنا تكمن حرية الرأي”.

في النتيجة، يقول مطلعون إنّ الحوار المتجدّد بين “الحزب” و”التيار” قد يكون إيجابيّاً في الشكل فقط، أمّا في المضمون فهو مزيج يضع حداً للمناوشات التي فاقت المتوقع بينهما. كل هذا لا يعني أن “التحالف” بين الفريقين مزدهر، فلا أحد منهما يقدم على تنازل ولو بسيط في ما يخص الملف الرئاسي، والدليل “الطلاق” الذي حصل مسبقاً بينهما، ما يدل على أن العلاقة متأرجحة، “يوم ليك ويوم عليك”، ولكن إن قُدّر لها أن تستمرّ فستستمر.

شارك المقال