fbpx

إسرائيل تدعّم دفاعاتها الجوية وتطالب بايدن بالمزيد

حسناء بو حرفوش
تابعنا على الواتساب

لن يمرّ أي اتفاق بين الولايات المتحدة وإيران دون عواقب وتحديداً تلك المرتبطة بالموقف الإسرائيلي، وبالفعل بدأت إسرائيل بالنظر في الثغرات الدفاعية التي قد تهددها كما تدرس طلب الحصول على أنظمة دفاع متقدمة من أميركا، بحسب قراءات موقعي “ناشيونال انترست” و”ديفنس نيوز”.

تدعيم الدفاعات الجوية

في المقلب الأول، نقل موقع “ناشيونال إنترست” أن “حملة إيران الجريئة ضد حلفاء الولايات المتحدة ومصالحها في الخليج العربي، بما في ذلك الدعم العسكري للحوثيين والضربة المزعومة بطائرة مسيرة ضد المملكة العربية السعودية، أثارت الانزعاج من احتمال نشوب صراع وشيك بين إسرائيل وإيران. وسلطت هذه الحملة الضوء على الركيزة الأساسية للدفاع الإسرائيلي ضد إيران: الأنظمة المضادة للطائرات (…) حيث إن العيوب في الدرع الصاروخي المكون من أربع طبقات، أعادت تركيز الاهتمام الإسرائيلي على تكنولوجيا الليزر (…) وهذا المشروع ليس بجديد، حيث قام الإسرائيليون بتقييم مشروع مشابه منذ أوائل العام 2000، عندما اقترح نظام دفاع صاروخي بالليزر كبديل لنظام الدفاع الجوي قصير المدى التابع للقبة الحديدية. وبالنهاية، فاز مشروع القبة الحديدية، حيث خلصت وزارة الدفاع الإسرائيلية إلى أن تقنية الليزر لم تصبح بعد استثماراً فعالاً من حيث التكلفة ومن الناحية التشغيلية.

لكن “أنظمة رافائيل الدفاعية المتقدمة الإسرائيلية” استأنفت أعمال البحث والتطوير على نموذج أولي للدفاع الصاروخي باستخدام الليزر في العام 2009. وتوصلت الشركة لنموذج مفهوم أولي لقبة بشعاع الليزر (Iron Beam) عالي الطاقة(HEL) ، الذي كشفت عنه في معرض سنغافورة الجوي في العام 2014 (…) وبينما تختلف المصادر حول التفاصيل الدقيقة، يُعتقد حالياً أن الحد الأقصى الفعال للشعاع يصل إلى سبعة كيلومترات ويقال إنه قادر على تدمير الصواريخ أو مركبات القتال الجوية بدون طيار (UAV’s) أو قذائف الهاون بعد توجيه نحو أربع ثوان من الطاقة العالية المزدوجة.

عيوب القبة الحديدية

وتتقاطع هذه الرغبة مع تحديد إسرائيل في وقت سابق، لمشكلتين رئيسيتين تواجهان القبة الحديدية: كفاءة التكلفة والهشاشة أمام تكتيكات الأسراب. وبإمكان قبة الليزر، إن عملت بفعالية على النحو المتوقع، أن تقضي على العيب الأول تمامًا مع تخفيف المشكلة الأخرى بشكل كبير. كما أن تكلفة عملها أقل بكثير (…) ويقول مصدر في الدفاع الإسرائيلي أن تكاليف الاعتراض لهذه القبة تكاد لا تذكر.

وتُظهر حرب غزة في العام 2014 أن خصوم إسرائيل تعلموا استغلال نقاط ضعف القبة الحديدية من خلال الضربات المكثفة، حيث عمدوا لإطلاق مئات الصواريخ في وقت واحد تقريباً ضمن عدة أميال من حدود إسرائيل. وتنجح قبة الليزر بالتصدي لتكتيكات السرب من خلال تخفيف العبء على القبة الحديدية والتعامل مع الاعتراضات قصيرة المدى (…) بالإضافة إلى أن تكاليف الاعتراض والصيانة المنخفضة لشركة Iron Beam تسهل على الجيش الإسرائيلي نشر المزيد منها في وقت معين، ما يجعل الدفاعات الصاروخية الإسرائيلية أكثر صعوبة في التغلب عليها.

ومع ذلك، لا يسمح النطاق المحدود لقبة الليزر لها باستبدال بنية الدفاع الصاروخي الحالية في إسرائيل. لكنها، قد تشكل حجر الزاوية لقدرة الجيش الإسرائيلي على تدمير الصواريخ قصيرة المدى بشكل عام (…) وهي تواجه حالياً مأزقاً بيروقراطياً، حيث تعدّ من المشاريع العديدة التي يؤخرها النزاع المستمر حول ميزانية الدفاع.

إسرائيل تطلب ضمانات أميركية

في المقلب الثاني وفي سياق متصل، أشار موقع “بريكينغ ديفنس” ( Breaking Defense) المتخصص بالشؤون الدفاعية والعسكرية إلى أن “إسرائيل قد تسعى للحصول على تعويض عسكري جديد من الولايات المتحدة إذا قامت واشنطن وطهران بالتوصل إلى اتفاق نووي جديد. وسيأتي هذا التعويض بشكل طلب “أنظمة متقدمة”، بما في ذلك التقنيات التي لم تصدّر إلى إسرائيل من قبل، والتي ستسمح لها بتوجيه ضربة استباقية إذا برهنت المعلومات الاستخبارية أن طهران تجاوزت عتبة تخصيب اليورانيوم اللازمة لتطوير سلاح نووي. وبينما تبقى الطبيعة الدقيقة للأنظمة غير معروفة، من المحتمل أن تطبّق هذه الأنظمة على إحدى الغواصات الإسرائيلية الألمانية الصنع من فئة “دولفين” (Dolphin )، والتي تتمركز دائمًا بالقرب من إيران، وفقا لما أفادت مصادر إقليمية.

وتراقب المؤسسة السياسية والدفاعية الإسرائيلية بقلق كبير، رغبة الرئيس الأمبركي جو بايدن، وعلى ما يبدو رغبة العديد من كبار مسؤولي الدفاع في إدارته، ممن دفعوا في عهد الرئيس السابق باراك أوباما، من أجل الصفقة الإيرانية في العام 2015، بتجديد الاتفاق النووي الإيراني. وقد وصف، خلال زيارته الأخيرة لواشنطن للقاء مسؤولين أميركيين، رئيس الأركان الإسرائيلي اللفتنانت جنرال أفيف كوخافي، العودة إلى الصفقة بـ”الخطيرة”. كما أكد رجل الأعمال الإسرائيلي ماتي كوتشافي، المعروف بتشدده بشكل خاص في ما يتعلق بالتهديد الإيراني، إنه يتم وضع خطط طوارئ للقيام بعمل عسكري إذا اقتربت إيران جداً من إنتاج قنبلة نووية. وبالإضافة إلى المخاوف المرتبطة بالتخلي عن كل النفوذ الأميركي على إيران، أعربت إسرائيل عن انزعاجها من فراغ السلطة في أفغانستان، والذي قد يترك تداعيات على المدى الطويل في جميع أنحاء الشرق الأوسط”.

ماذا يجب أن تفعل إسرائيل؟

ويطرح هذا الموضوع، بحسب مقال نشر على موقع صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية المعضلة التالية: “ماذا ستفعل إسرائيل في حال عدم التوصل إلى اتفاق نووي؟”. وبحسب المقال، “لقد آن الوقت لتتخلى إسرائيل عن العبارات المبتذلة والشعارات لتشرع  بتطوير استراتيجية واضحة لما قد يحصل تالياً، بالتزامن مع دعوة طهران إلى وقف مؤقت للمحادثات النووية مع الولايات المتحدة”، مشيراً إلى أن “إسرائيل لم تتوان على مدى السنوات الست الماضية، عن التعبير عن انتقاداتها وخلافها ومقاومتها ومعارضتها وشكوكها وتحفظاتها وقلقها بشأن أي صفقة مع إيران للحد من برنامجها النووي العسكري وتقييدها، على الرغم من عدم فعالية الخطب والتهديدات.  ولم تضع، كما يجب أصلاً، استراتيجية واضحة حول كيفية التعامل مع مثل هذا الاتفاق وربما الاستفادة منه. كما أنها لم تقترح أبداً صفقة مفصلة وقوية وأفضل من تلك التي احتلت قلب المفاوضات بين إيران ومجموعة “5 + 1″ في العام 2015، أو تلك التي دارت بين الأميركيين والإيرانيين في الأشهر الأخيرة في فيينا”.

المصادر:

Algemeiner

National Interest

Haaretz

إشترك بالقائمة البريدية

شارك المقال