المغتربون اللبنانيون فخورون بالنهضة الضخمة في المملكة

حسين زياد منصور

انه 23 أيلول، المملكة العربية السعودية تحتفل باليوم الوطني السعودي، تحت شعار “نحلم ونحقق”، هذه الذكرى التي ستبقى خالدة، عندما وحد الملك عبد العزيز آل سعود المملكة عام 1932.

الاحتفال بهذا اليوم له دلالات عدة أبرزها استعراض النسيج الثقافي المتنوع في المملكة، ويأتي هذه المرة في عهد الملك سلمان بن عبد العزيز، ونجله ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، وقد تحول من احتفال بسيط الى حشد وطني تقديراً للجهود التي تكرّست في سبيل توحيد المملكة وإقامة الدولة. هذه الاحتفالات والأيام الوطنية والمناسبات أعطتها القيادة السعودية أهمية كبيرة، فهي تسعى الى تعزيز الفخر والانتماء لدى المواطنين والمقيمين في المملكة العربية السعودية، وفي الوقت نفسه تظهر مدى مساهمتهم في تنمية البلاد، والمرتبطة بالخطط الموضوعة لتعزيز اقتصاد الدولة، خصوصاً غير المرتبط بالنفط، وكل هذه الأهداف والاستراتيجيات تصب في مصلحة السعودية والسعوديين، وتنسجم طبعاً مع رؤية 2030.

هذا الاحتفال باليوم العظيم لا يقتصر على السعوديين وحسب، بل يشمل المقيمين على أراضي المملكة، وخصوصاً المغتربون اللبنانيون، الذين أحبوا المملكة واستقروا فيها منذ عشرات السنين، وكانوا شهوداً على التطور والازدهار والتقدم والتحول في كل المجالات فيها، حتى أنهم كانوا شركاء، وعلى الرغم من كل الأخطاء والهجمات التي شنها بعض السياسيين في لبنان على المملكة وأهلها، الا أنها لم تترك لبنان واللبنانيين يوماً، لا سيما الموجودون على أراضيها، بل على العكس تماماً، فلطالما أكدوا أنهم جزء من نسيج المجتمع السعودي والقيادة السعودية.

الأمين: كل يوم عيد وطني

رئيس مجلس التنفيذيين اللبنانيين في السعودية ربيع الأمين قال في اتصال مع موقع “لبنان الكبير”: “مناسبة اليوم الوطني السعودي الـ 93، تأتي في هذا الوقت لتثبت أنها أكبر من ذكرى وطنية وأكبر من ذكرى توحيد المملكة، فهي تأتي في مرحلة تشهد فيها المملكة نهضة كبيرة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد صاحب رؤية 2030 الأمير محمد بن سلمان رئيس الوزراء. هذه النهضة التي بدأت منذ ما يقارب الـ 7 سنوات تسير بخطى متسارعة ووضعت المملكة في مصاف الدول المتقدمة والأسرع نمواً في العالم، وبحسب ولي العهد التنافس بين الهند والمملكة على الدولة الأسرع نمواً ضمن دائرة الدول العشرين”.

أضاف الأمين: “بالنسبة الى الشعب السعودي الشقيق هذا الفرح اليومي بهذه النهضة وهذه القيادة، ليس في هذا اليوم وحسب، بل كل يوم هو عيد وطني، وهذا الأمر ينعكس على المقيمين من كل الجنسيات وتحديداً نحن كلبنانيين، نشعر بالسعادة والفخر بأننا شهود على هذا التطور الذي يحصل في المملكة، ونؤدي أدواراً هي من ضمن أعمالنا وتكون جزءاً بسيطاً في مسار هذه الرؤية الكبيرة”.

وأكد أن “لا أحد يمكنه التعبير عن مدى فرحه واعتزازه بوجوده على أرض المملكة وتحت هذه القيادة التي تقود عملية التحول الضخمة، وتأثيرها ليس على الشعب السعودي الشقيق وحسب، بل على المنطقة العربية والشرق الأوسط والعالم كله”.

روابط تاريخية بين البلدين

وأجمع عدد كبير من اللبنانيين المقيمين على الأراضي السعودية، على أنهم في بلدهم، ولا يشعرون بالغربة، بل على العكس تماماً. وقال أحد العاملين في السعودية منذ سنوات طويلة: “على الرغم من كل ما حصل في السنوات الماضية، والأخطاء التي ارتكبها بعض رجال السياسة في لبنان تجاه دول الخليج العربي، وخصوصاً السعودية، الا أنها لم تضيّق الخناق علينا، بل على العكس، عاملت الجميع بالتساوي”. وشدد على أن “العلاقة بين اللبنانيين والسعوديين، ليست علاقة عابرة، ولطالما سعت السعودية الى الترحيب والاحاطة بنا وطمأنتنا بأن لا ذنب لنا في كل ما يحصل”.

أضاف: “في ظل الأزمة الاقتصادية، كانت القيادة السعودية تتعرض للهجوم من بعض الوزراء اللبنانيين، في الوقت الذي لعب فيه المغتربون في الخليج عموماً والسعودية خصوصاً، دوراً في دخول أموال بالعملة الصعبة الى البلاد، من خلال تحويلات الفريش دولار. وكان للبنانيين في المملكة دور في صمود الشعب اللبناني، من خلال التحويلات السنوية المرتفعة جداً، والتي فاقت الملايين من الدولارات، فضلاً عن استثماراتهم الضخمة في السعودية”.

واعتبر أنه “مخطئ من يظن أن السعودية يمكن أن تتخذ أي إجراءات تلحق الضرر بالمغتربين، وخصوصاً اللبنانيون، اذ تعتبرهم أبناءها، ولا يمكن نسيان الروابط التاريخية بين البلدين شعباً وقيادة، منذ ما قبل الحرب الأهلية، ثم فترة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ومن بعده نجله الرئيس سعد الحريري. وفي اليوم الوطني السعودي، كل عام والمملكة وأهلها من أبنائها والمقيمين على أراضيها بألف خير”.

شارك المقال