“مركز الملك سلمان للاغاثة”… خير ما له حدود في العالم

آية المصري
آية المصري

“انطلاقاً من تعاليم ديننا الاسلامي الحنيف التي توجب إغاثة الملهوف ومساعدة المحتاج، والمحافظة على ​حياة الانسان وكرامته وصحته، وامتداداً للدور الانساني للمملكة العربية السعودية ورسالتها العالمية في هذا المجال، فإننا نعلن تأسيس ووضع حجر الأساس لهذا المركز الذي سيكون مخصصاً للاغاثة والأعمال الانسانية، ومركزاً دولياً رائداً لإغاثة المجتمعات التي تُعاني من الكوارث بهدف مساعدتها ورفع معاناتها لتعيش حياة كريمة”… هذه الجملة قالها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز أثناء افتتاحه مركز الملك سلمان للاغاثة والأعمال الانسانية عام 1436ه – 2015م، لتبدأ معه قصة لا مثيل لها في الانسانية.

من الرياض إنطلقت هذه المهمة الانسانية نحو سائر بلدان العالم من دون تمييز بين بلد وآخر أو بين فرد وآخر أو بين دين أو عرق، “نحو إنسانية بلا حدود” شعار طُبق على أرض الواقع، ومنه إنطلق المركز متجاوزاً كل البحار والجبال والهضاب ووصل الى أكثر من 92 دولة، ومنها لبنان، حيث قام بما عجزت عنه الدولة، من الجنوب الى الشمال والبقاع وبيروت وضواحيها، ساعد المحتاج وأغاث غالبية المتضررين، وأخذ الحيز الأكبر من المساعدة جراء إنفجار مرفأ بيروت، بحيث كان أول الواصلين عبر اسعافه وشبابه وساعد الجميع بالاضافة الى اسهامه من خلال مشاريع متعددة في مساندة من خسروا مالهم ومنازلهم، ولم يبقِ لبنانياً بلا مأوى، وتميّز بأنه أول من ساعد المنكوبين وأول من نقلهم الى المستشفيات وداواهم على الطرق العامة، وأول من دخل البيوت اللبنانية محملاً بكل المساعدات الغذائية والأدوات المنزلية والكهربائية.

ولم يتوارى هذا المركز لحظة عن الأنظار خلال جائحة كورونا، ودفعه الواجب الانساني الى المسارعة الى تقديم المساعدات الغذائية وغير الغذائية والصحية للمحتاجين، ناهيك عن تأمين المستلزمات الطبية بمختلف أنواعها، كما افتتح مركزاً خاصاً لمرضى غسيل الكلى، وكل هذا ليس بجديد، خصوصاً أن رؤية 2030 وعرابها الأمير محمد بن سلمان أعطت الجانب الانساني اتساقاً مع الجانب المادي والمعنوي بحيث بات العمل الاغاثي السعودي سراجاً عالمياً يُقتدى به، كما باتت المملكة الرائدة الأولى في هذا المجال على الصعيد الدولي نظراً الى جهودها المبذولة تجاه العالم أجمع.

لم يبخل القيمون على هذا المركز يوماً تجاه أي محتاج طرق بابهم صغيراً كان ام كهلاً، مدوا أياديهم نحو الجميع وبإبتسامة وعزيمة وإصرار يكملون عملهم من دون أي تردد أو بطء، فرسالتهم إدارة العمل الاغاثي وتنسيقه على المستوى الدولي بما يضمن تقديم الدعم للفئات المتضررة بما لا يتعارض مع المصالح الوطنية​، وعلى قاعدة أنه “يجب علينا دوماً أن نسعى الى مد يد العون والاغاثة قدر المستطاع باعتبار هـؤلاء الضحايا شـركاءنا فـي الانسـانية”، يستمرون في قضاء واجباتهم وخيرهم الذي لا حدود له، أجل “خيرنا ما له حدود” شعار إستخدم في السنوات الماضية للتعبير عن أنهم لا يضعون أي سقف أو حد تجاه أحد.

اما عن قطاعات المشاريع الخدماتية فهي متعددة، بحيث يغطون القطاعات كافة بدءاً من الأمن الغذائي، الصحة، التعليم، التغذية، المياه والإصحاح البيئي، الخدمات اللوجيستية، الاتصالات في حالات الطوارئ والأعمال الخيرية، بالاضافة الى التعافي المبكر والإيواء والمواد غير الغذائية، ناهيك عن قطاعات متعددة. ووفقاً للاحصاءات الخاصة بالمركز فان عدد المشاريع حتى 30 نيسان 2023 بلغ 2528 مشروعاً، واجمالي المبالغ وصلت الى 6,503141041 دولاراً.

وبما أن الانسانية هي من تحرك أعضاء هذا المركز، إستفاد 61,090 شخصاً من مشروع إعادة تأهيل الأطفال المجندين والمتأثرين بالنزاع المسلح في اليمن، وتم نزع 414,526 لغماً من مشروع مسام لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام.

وبما أن المملكة العربية السعودية تعد من أكثر الدول استقبالاً للزائرين من مختلف دول العالم وتتيح لهم فرصة العلاج والتعليم مجاناً، فان المبلغ الاجمالي للمساعدات داخل المملكة بلغ 18,577,514,133.

واستشعاراً بالمسؤولية وأهمية إجراء التدخل الانساني لدعم المصابين بحالات البتر، بادر المركز إلى دعم وتمويل مراكز الأطراف الصناعية، التي تقدم خدماتها بالمجان للمصابين من عمليات البتر بسبب الألغام العشوائية التي زرعتها الميليشيات الحوثية والتي راح ضحيتها الآلاف من اليمنيين ومن بينهم نساء وأطفال في المحافظات اليمنية، ووصل عدد المستفيدين من برنامج الأطراف الصناعية 26.088 مستفيداً.

كل هذه المشاريع والخدمات لم ولن تنتهي، وهذه المسيرة مستمرة وستستتبع بالمزيد من الخطط المستقبلية لأن مملكة الخير يدها ممدودة للجميع، “نحلم ونحقق”، شعار اليوم الوطني السعودي الـ 93، وهذه ليست سوى البداية لأن الشعب السعودي “شعب جبار وعظيم يضع هدفاً ويحققه بكل سهولة” كما قال الأمير محمد بن سلمان.

شارك المقال