“القوات” لا تغطي موقفها بأحد… و”الاشتراكي” يرفض اللعبة الشعبوية مسيحياً

آية المصري
آية المصري

الحال رئاسياً “مكانك راوح”، فلا نتيجة حقيقية تشير الى أن لبنان خرج أو سيخرج من محنته الخانقة والمستمرة منذ عام تقريباً. وبينما يجري تعطيل هذا الاستحقاق، لا تزال القوى الداخلية تتصارع في ما بينها، وبعدما كان الصراع بين المعارضة والممانعة، انتقل الى داخل كل منهما.

البلد متوقف عن الحركة فيما السجالات السياسية “شغّالة”، لا بل تزداد سوءاً مع مرور الوقت، وفي حين أن المعارضة وعلى رأسها “القوات اللبنانية” ترفض كل أساليب الحوار جملةً وتفصيلاً، يؤيد الحزب “التقدمي الاشتراكي” الحوار وينصب نفسه من دُعاته، مع العلم أنه لا يوافق على انتخاب مرشح الثنائي الشيعي حتى هذه اللحظة رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية.

وبرز في اليومين الماضيين سجال بين أحد نواب “اللقاء الديموقراطي” وآخر من تكتل “الجمهورية القوية”، فالأول اعتبر أنهم يتمايزون مع “القوات” في موقف الحوار، “لكننا لا نختبئ وراء البطريركية المارونية واللجنة الخماسية لنبرر المساهمة في تعطيل المؤسسات وكل محاولات الانقاذ…”. ليأتي رد نائب “القوات”: “نحن لا نختبئ ببطريركية ولا بلجنة خماسية وغيرنا يختبئ بمقولة حوار لتبرير إضاعة الوقت وإهدار الفرص بانتخاب رئيس، وبالتالي يجب أن يرى من يعطل وينتقده، أما اللجنة الخماسية فإذا أعلنت موقفاً في الدوحة يناسب تطلعاتنا وموقفنا وهو الموقف المبدئي الصحيح، وهو اجراء إنتخابات رئاسية في أسرع وقت وعدم تعطيل النصاب ومواصفات الرئيس يجب أن تكون سيادية وإنقاذية وإصلاحية فهذا الشيئ لا يمكن أن ننتقده”.

وفي هذا السياق، قالت مصادر “القوات اللبنانية” في حديث عبر “لبنان الكبير”: “اننا نعتبر أن من يعطل المؤسسات والدستور هو من يضع شروطاً لتنفيذ الدستور، ومن يعطل انتخابات رئاسة الجمهورية، ومن لديه شك في هذا الموضوع فليراجع الدستور ويرى من يعطله”.

ورأت هذه المصادر أن “سياسة التقدمي بصورة مستمرة على هذا المنوال، فهم يتبعون سياسة عدم قطع الفرص مع أي طرف، ويربطون ويوازنون في علاقاتهم بين الطرفين، لكن المؤكد أنهم لن يذهبوا الى التصويت لصالح مرشح الممانعة”.

وعن القول ان “القوات” تختبئ خلف البطريركية، أكدت المصادر أن “القوات مواقفها واضحة بغض النظر عن موقف البطريرك، وعندما تكون لديه مواقف ليست متطابقة مع موقفنا، نستمر في موقفنا مع كل احترامنا لسيدنا البطريرك كما وتجري نقاشات معه ولكن القوات معروفة بأن موقفها لا تغطيه بأحد”.

أما أوساط “التقدمي الاشتراكي” فتساءلت: “في ظرف كهذا ماذا يريد جعجع؟”، مشيرةً الى أن “هناك خطين أحمرين لدى وليد جنبلاط لا يمكن تجاوزهما مهما بلغت الأوضاع توتراً وشدة، الخط الأحمر الأول لن يقبل بأي شكل من الأشكال بمجيء رئيس لا يحظى بشعبية مسيحية أو برضى مسيحي، والخط الأحمر الثاني لن يرضى بمجيء رئيس لا يحظى بقبول سعودي وخليجي”.

واعتبرت هذه الأوساط أن “كلمة السرّ الحالية ليست بيدنا، ومهما شطح وليد بيك بالسياسة ومهما قال سيبقى تحت خطوطه الحمر ولن يتجاوز السقف مهما تقلبت الأوضاع، لكن المسألة لا تحتمل زكزكات من هذا النوع، ويجب التوقف عن اللعبة الشعبوية مسيحياً”.

شارك المقال