الصواريخ لأوكرانيا… يد عون أم إطالة لصراع بلا أفق؟

حسناء بو حرفوش

الحرب الروسية – الأوكرانية بلا أفق ومنح الرئيس الأميركي جو بايدن صواريخ طويلة المدى لأوكرانيا قد يطرح الكثير من التساؤلات. فهل تحمل العون لدولة تدافع عن نفسها أم هي وصفة لحرب نووية شاملة بين القوى العظمى؟

وفقاً لمقال في موقع “ذا ميرور” (The Mirror) البريطاني، “ينظر العالم بقلق الى الاتفاق الأميركي الأخير الخاص بتوفير صواريخ بعيدة المدى (ATACMS) لأوكرانيا، لأنه يشير إلى استمرار حرب بلا أي نهاية في الأفق. ولطالما دفع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من أجل الحصول على أسلحة ذات قدرة على توجيه ضربات لمسافات أطول، مدعياً بأن قواته بحاجة الى ضرب القوات والمنشآت الروسية مع البقاء خارج النطاق. وفي اجتماعه الأخير مع بايدن، أكد أن الولايات المتحدة سترسل عدداً من هذه الأسلحة إلى أوكرانيا.

وحسب أستاذ السياسة الدولية في جامعة لندن، إنديرجيت بارمار، يؤشر التحرك لتوفير مثل هذه الصواريخ بعيدة المدى الى علامة قوية على أن الحرب لا تقترب من النهاية، بل من تصعيد مروع باستخدام الأسلحة النووية. وقال لصحيفة ذا ميرور: هذه الخطوة ستطيل أمد الحرب لأن قدرات أوكرانيا المستقلة محدودة في كل جانب ممكن. وتعزز المساعدة الأميركية قدرة أوكرانيا على القتال وإطالة أمد الصراع. وبالنسبة الى البروفيسور بارمار، بغض النظر عن الجهود المبذولة، لا يمكن لتطورات هذه الحرب المدمرة أن تتجه لمصلحة أوكرانيا. روسيا لن تنهار ولديها مصالح استراتيجية وهذا لن يتغير. سيكون الصراع بلا نهاية.

وقال الخبير إن توفير صواريخ طويلة المدى لأوكرانيا تتوافق تماماً مع استراتيجية بايدن المستمرة: منذ اللحظة التي بدأت فيها الحرب، ازداد تورط الولايات المتحدة بصورة مباشرة أكثر فأكثر. وتعد القدرة على الوصول إلى أهداف داخل روسيا واحتمال التأثير على السكان المدنيين وإشراكهم في الحرب تصعيداً. لقد وصلنا إلى هذه النقطة حيث تؤيد الولايات المتحدة تصدير مثل هذه القدرات العسكرية إلى أوكرانيا.

وأضاف بارمار: بالطبع، الخطر الأكبر هو الصراع المباشر بين روسيا والولايات المتحدة، والوضع يتصاعد. قد لا تكون روسيا قوة عظمى اقتصادية ولكنها قوة عظمى نووية. وتهدد هذه الخطوة الأخيرة بصورة أكبر بجر البلدين إلى مكان آخر. إذا أطلق صاروخ على موسكو، فسيكون هذا أقرب ما وصلنا إليه حتى الآن من المواجهة النووية. إن استخدام القدرات الدفاعية ضد قوة عدوانية شيئ، وامتلاك القدرة الهجومية التي تتيح تنفيذ ذلك شيئ آخر.

الرأي الآخر

أما بالنسبة الى الأستاذ المساعد في كلية جيرالد ر. فورد للسياسة العامة في جامعة ميشيغان، جواد علي، قد تكون هناك بعض القيود في كيفية استخدام الصواريخ بالضبط، لكن خطر التصعيد قد لا يكون مباشراً. أنظمة ATACMS هي أنظمة متطورة للغاية تسمح بشن هجمات الضربة العميقة. وأنا أعتقد بضرورة أن نرى الأمور من منظور أوكرانيا فهي التي تدفع ثمن استمرار هذه الحرب. بالتالي ستكون يد العون التي يمدها بايدن مفيدة في جهود كييف لتحقيق أهدافها في ساحة المعركة ضد القوات الروسية. وفي كل الأحوال، من المحتمل أن يستغرق الأمر عدة أسابيع إلى بضعة أشهر لتسليم الدفعة الأولى من أنظمة ATACMS إلى أوكرانيا، وتدريب المدفعية المتخصصة أو وحدات الصواريخ المتنقلة على استخدامها، ثم إطلاق النار عملياً على الأهداف الروسية سواء في أوكرانيا أو عبر الحدود إلى روسيا.

وأشار علي إلى أن استخدام مثل هذه الأسلحة سيخضع لشروط كعدم تضمين أي أهداف مدنية، أو أي أهداف داخل روسيا، أو عدم تضمين أي أنواع من حمولات الذخائر التي يمكن إطلاقها كما سيكون له ضرر بيئي طويل المدى أو يسبب ضرراً للمدنيين. وخلص الخبير الى القول: كما حصل مع أنظمة الأسلحة المتقدمة الأخرى التي قدمتها الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي إلى أوكرانيا على مدار الصراع، قد تسعى موسكو الى الانتقام بعدد من الطرق من خلال استخدام طيف القوة، ولكن الطبيعة الدقيقة لقدرات روسيا ستصعب من التنبؤ بردود الفعل الروسية”.

شارك المقال