أبشروا

فؤاد حطيط
فؤاد حطيط

أبشروا أيها اللبنانيون. رئيس جمهوريتكم فخامة الجنرال ميشال عون يطمئنكم: سوف يبقى يبذل كل الجهود للخروج من الأزمات المتلاحقة التي يعانون منها.

واضح أن فخامته استيقظ اليوم بكامل حيويته بعد ليل طويل هادئ. نعم بالأمس استقبل الحريري وأوضح له أن الاتفاق بينهما ليس ممكناً. الموضوع أهم من الدستور والأعراف. المهم خاطر الرئيس، أما البلاد والعباد فإلى جهنم وبئس المصير. التف حوله مستشارو الشؤم ورفع الصهر كأس النصر الجديد للجنرال الموهوب في معارك الإلغاء. إلغاء جديد ضد فئة. ضد طائفة. ضد شعب. ضد وطن.

صفقوا له. برافو جنرال. يلا عالنوم. رافقوه إلى غرفته. تمنوا له أحلاماً باهرة بالمزيد من الانتصارات. كان بوده أن يسهر أكثر ليحتفي أكثر، لكن الحاشية التي أزالت كل الساعات من القصر وأنزلت الستائر السميكة على نوافذه، أقنعته بأن الليل قد جن مثل رعاياه، الذين كانوا يتظاهرون ويولعون الإطارات ويرشقون قوى الأمن بالورد احتفالاً بنصره المبين الذي أودى بالليرة اللبنانية الى جهنم جديدة.

إقرأ أيضاً: فتفت لـ”لبنان الكبير”: السيناريو الافضل إستقالة عون

15 تموز 2021 تاريخ جديد على اللائحة الطويلة لانتصارات جنرال الإلغاء العجوز. تواريخ عابقة بالدم والدمار والخراب والدموع.

وفي اليوم التالي استيقظ الجنرال نشطاً فرحاً. نادى الجريصاتي ليسأله: هل ما زال في هذه الجمهوية من يشاركني السلطة؟ لا يا سيدي، الجمهورية كلها تحت تصرفك. إنها جمهوريتك من دون منازع ولن يطول بنا الوقت لندبر لك خططاً لجعلها مملكتك… تبسم العجوز وقال همساً: مملكة عون… مملكة عون… شي حلو.

بالفعل شي … مخيف

شارك المقال