تمسك فرنجية بترشحه يفرمل أبو فهد… ولا حصاد قطرياً بعد

رواند بو ضرغم

لم يكن هناك أي جديد لدى الأمين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصر الله ليبشر به اللبنانيين في الملف الرئاسي ولا في حوار الحزب مع “التيار الوطني الحر”، ولكنه في الوقت نفسه بشّر رئيس التيار جبران باسيل ومن خلفه أصحاب المبادرات الخارجية بأن مرشحه سليمان فرنجية وباقٍ على دعمه.

ما قاله الأمين العام على المنبر، كان قد أبلغه معاونه السياسي الحاج حسين الخليل للموفد القطري جاسم بن فهد آل ثاني خلال جولتيه على الأطراف السياسية، ومن ضمنها “حزب الله”. وكذلك أُبلغ أبو فهد ثبات الرئيس نبيه بري على دعم فرنجية خلال لقاءاته مع معاونه السياسي النائب علي حسن خليل، وتكرار تعاونه مع كل المبادرات الخارجية وشكرها على مساعدتهم لينتخب اللبنانيون رئيساً، لا ليسموا لهم الرئيس الذي سينتخبونه.

ووفق معلومات خاصة بموقع “لبنان الكبير”، فإن القطري التقى رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية مرة ثانية في أقل من أسبوع، وأبلغه الأخير رسمياً إصراره على المضي في ترشيحه وعدم انسحابه من السباق الرئاسي.

مصادر قيادية تقول لموقع “لبنان الكبير”: “إن قرار فرنجية الاستمرار في ترشيحه، جعل القطري يضغط على مكابحه. الا أن استمرار الترشيح لا يُنهي المبادرة القطرية إنما يجمّد اندفاعتها”.

ورداً على سؤال حول إمكان أن تغيّر قطر استراتيجيتها وأن تعيد النظر في فكرة استبعاد فرنجية من لائحتها للمرشحين نظراً الى إصراره على حقه في الترشح، تجيب هذه المصادر: “إن هذا الموضوع يتطلب تقويماً عند القطريين، الذين كانوا يعتقدون أن من السهل إقناع فرنجية بالانكفاء عن السباق الرئاسي وسحب اسمه من التدوال. ولكن حتى اللحظة، لم يتبلور عندهم أي استراتيجية للتعاطي مع أحقية فرنجية في سيره بالترشح من جهة، طالما يستند على كتلة صلبة، من ٥١ نائباً، ثابتةً في خيارها الرئاسي. ومن جهة أخرى، لم يتمكن القطري أيضاً من الوصول الى صيغة حل توافقي بين الأطراف المتخاصمة، في ظل انعدام امكانية توحيد الموقف المسيحي بخياراته الرئاسية، بعد لقاء الثنائي المسيحي (“التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية”) في جولتين. فكما ينقسم المسيحيون على فرنجية وقائد الجيش جوزيف عون، كذلك هم منقسمون على الأسماء الأخرى التي طرحها القطري في جولاته، حيث لم يتمكن من توحيد الثنائي المسيحي على خيار المدير العام للأمن العام بالانابة اللواء الياس البيسري، وهذا يُعدّ عنصراً إضافياً على التعقيدات السياسية التي واجهها الموفد القطري”.

وتجزم مصادر رفيعة لموقع “لبنان الكبير” بأن الثنائي الشيعي ليس في وارد المبادرة أو مفاتحة فرنجية في موضوع سحب ترشيحه أو الطلب منه ذلك، وسيبقى مستمراً في دعمه والدفع به للوصول الى قصر بعبدا.

أما لقاء أبو فهد مع قائد الجيش جوزيف عون الأسبوع الماضي، فكان ظاهره “هبة المحروقات للجيش”، إنما باطنه وضعه في أجواء أنه لم يعد على رأس قائمة المرشحين والأولويات القطرية، لأن من الصعب تحضير أرضية التوافق على اسمه، وتأمين الأصوات الكافية لإجراء التعديل الدستوري له.

وبناءً على كل ما تقدّم، يبدو أن القطري شارف على إنهاء جولاته على الأطراف اللبنانية، وسيختم زيارته الى بيروت ليعود أدراجه الى الدوحة وكنف اللجنة الخماسية، ليبني أعضاؤها على الحصاد القطري مقتضاه.

شارك المقال