الهجوم البري على غزة… اسرائيل مرتبكة والمقاومة مستعدة

حسين زياد منصور

لا تزال اسرائيل تعاني صدمة “طوفان الأقصى”، وما تبعها من خسائر بشرية ومادية، وسط ضياع الأجهزة الأمنية والاستخباراتية، فيما المقاومة الفلسطينية متقدمة في المعركة التي أطلقتها بصورة مفاجئة وخاطفة رداً على كل الاعتداءات الاسرائيلية على الشعب والأراضي الفلسطينية من جهة، وعلى المقدسات الدينية، الاسلامية والمسيحية من جهة أخرى.

لم تطلق إسرائيل أي عملية عسكرية لاستعادة هيبتها بعد، باستثناء القصف المتواصل على قطاع غزة منذ 6 أيام على التوالي، اذ انها تقصف المدنيين، وتدمر المباني والمنازل والمستشفيات، وترتكب المجازر يومياً فضلاً عن الابادات الجماعية التي تحصل.

يتوعد الاسرائيليون بالهجوم البري، أو بعملية برية تستهدف قطاع غزة، الذي لا يرحمه أصلاً القصف الاسرائيلي المتواصل، اذ يتبع الاسرائيليون سياسة الأرض المحروقة، فالمنطقة التي يقصفونها يساوونها بالأرض، ويهدمونها فوق رؤوس قاطنيها.

العملية البرية التي تهدد بها إسرائيل ستكون بالتوازي مع سياسة الأرض المحروقة التي بدأتها، أي دخول القوات البرية واحتلال القطاع بعد القصف والقتل والتدمير. هذا الخيار الذي تهدد به إسرائيل ستكون مضاعفاته كارثية عليها، وإن كانت ستترافق مع قصف جوي وتدمير عنيف يقضي على الكثير من المناطق الحيوية والأساسية في غزة.

حاولت إسرائيل مرات عدة اقتحام غزة، وتستبقه أيضاً بقصف ممنهج ومحدد وعنيف، الى جانب قصف من الزوارق الحربية البحرية، لكن النتيجة لم تكن دائماً كما تتوقع، الا أنها تقوم هذه المرة بقصفها جواً وبحراً، وحسب زعمها تستهدف البنية التحتية لحركة “حماس”. 

المقاومة الفلسطينية: لا نخشى الاجتياح البري

تقول مصادر قيادية في المقاومة الفلسطينية في حديث لموقع “لبنان الكبير”: “ان المقاومة مستعدة لكل السيناريوهات، ومن ضمنها الهجوم البري على قطاع غزة. وضعنا كل السيناريوهات المحتملة، ولا نخشى لا التهديد الاسرائيلي ولا الأميركي ولا حتى الاجتياح البري”.

وتؤكد المصادر أن “المقاومة مستعدة لكل الاحتمالات، وستواصل المعارك بكل قوة واقتدار، والشعب الفلسطيني موحد في مواجهة العدوان الإسرائيلي”،

مشيرة الى أن “كتائب القسام لديها وحدها ما يزيد عن 40 ألف مقاتل، وهؤلاء من النخبة، إن دخلوا جميعاً في المعركة ما الذي سيحصل للعدو، وهو ارتبك من أقل من ألفي مقاتل مع بداية طوفان الأقصى؟”.

وتلفت المصادر الى أنهم جاهزون للعملية البرية وينتظرونها، مذكرة بأن “الحكومات الإسرائيلية حاولت في السابق اجتياح قطاع غزة، وجميعها فشلت، وستكون غزة مقبرة للجيش الصهيوني في حال اتخذ قراره النهائي باجتياحها”.

وتوضح المصادر أنهم لم يخسروا شيئاً، فهم يقاتلون الاحتلال على أراضيهم دفاعاً عنها، وعن شعبهم ومقدساتهم.

تردد وارتباك إسرائيلي

ويرى عدد من المحللين أن إسرائيل لا تزال تتردد في الهجوم البري على غزة، على الرغم من إعلان نيتها بذلك، وحشدها للجنود والضباط على حدودها، وأن هذا التردد والارتباك يعودان الى عدة أسباب أبرزها أن حركة “حماس” تمتلك الخبرة في حروب كهذه، فالحرب ستتحول الى حرب عصابات وشوارع، والحركة والمقاومة الفلسطينية تمتلكان شبكة أنفاق تساعد مقاتلي المقاومة على الاختفاء والظهور.

وانطلاقاً من ذلك، يقول المحللون ان دخول إسرائيل في حرب كهذه ستكلفها الكثير وتدفع أثماناً إضافية، وإسرائيل تعلم إمكانات المقاومة الفلسطينية في مثل هذه المواقف.

في المقابل، قال المستشار السابق للأمن القومي الإسرائيلي جيورا إيلاند: “إن الهجوم البري قد يكون أكثر فعالية في تدمير حركة حماس وقيادتها”، لكنه أشار الى تردد الحكومة في اتخاذ هذه المبادرة، لأنها قد تؤدي الى سقوط قتلى إسرائيليين أكثر بكثير.

وتحدث العديد من التقارير عن قيام إسرائيل بعملية برية في غزة، ومن العوائق التي تربكها، الطبيعة الجغرافية لغزة، خصوصاً بعد تحول العديد من المناطق حولها الى مناطق حضرية، وأصبحت التضاريس أكثر صعوبة بالنسبة الى إسرائيل، وتحديداً مع وجود المباني والمنازل، بحيث كانت هذه المناطق في السابق رملية، وتسهل الطريق أمام الدبابات والمدرعات الاسرائيلية في التحرك وضرب غزة. وهذه النقطة تعرفها “حماس” جيداً، وسيكون لها خط دفاعي قوي في هذه النقاط.

وتشير تقارير أخرى الى امتلاك “حماس” مخزوناً يعد كافياً لصواريخ الكورنيت المضادة للدبابات، وستستخدمها في حال الهجوم البري، الى جانب المسيرات التي طوّرتها الحركة، وتتمتع بعدد من المهام، من إطلاق النار أو القذائف.

شارك المقال