قواعد الاشتباك “محترمة” جنوباً… واسرائيل عاجزة عن تغييرها

آية المصري
آية المصري

لا يزال “طوفان الأقصى” مستمراً في يومه السابع، مع تصاعد وتيرة القصف والغارات الاسرائيلية العنيفة على قطاع غزة، الذي أصبح منطقة منكوبة بحسب ما أعلن المكتب الاعلامي الحكومي، مع ارتفاع عدد القتلى الفلسطينيين الى 1354 والمصابين الى أكثر من 6 آلاف. أما الحدود الجنوبية فتشهد منذ أيام قصفاً لساعات متواصلة، ما أدى الى نزوح سكاني كبير من مناطقها، الا أن الأوضاع تبقى مضبوطة الى حد معين ولا تخرج عن الفعل ورد الفعل، في حين تعتبر غالبية الجهات المعنية أن قواعد الاشتباك التي تحكم الجبهة الجنوبية لا تزال مستقرة، فما أهمية هذه القواعد عسكرياً؟

العميد المتقاعد أنطوان كريم أوضح عبر “لبنان الكبير” أن ” قواعد الاشتباك تعني أن لكل حادث مفهوماً واضحاً لكيفية التعامل معه ورد الفعل عليه، أي متى نفتح النار والجبهة ومتى لا تُفتح المعركة، أي سلاح يُستخدم ومتى، واذا يتم استخدام هذا النوع من السلاح أو لا يستخدم، كل هذه النقاط تُسمى قواعد اشتباك، وعندما تكون محترمة عسكرياً، أي عندما تقع أي حادثة، قواعد الاشتباك تجعلك تدرك كيفية التعامل معها وعند تخطيها تكون تستدعي خصمك للرد عليك”.

وأكد أن “احترام هذه القواعد عسكرياً أن تتقيد بالاتفاق الذي تم بين الجهات المعنية به، وأن أي تصرف لا يمكنه تخطي هذه القواعد”.

وحول مدى إستقرار هذه القواعد على الحدود الجنوبية، قال كريم: “طبعاً مستقرة، لأنها حتى هذه اللحظة لم تستعدي حدوث رد فعل قوي أو خارج المنطق، بمعنى أنه اذا تم اطلاق النار عليك ببارودة لا يمكنك إستخدام المدفع، وحتى الآن هذه الحدود مُحترمة لأنها لم تفتعل تصعيد الموقف، وبالتالي هي مقتصرة على قصف يقابله قصف، وعلى وقوع مقاتلين من الطرفين”.

وعن مدى بقائها على هذا المنوال، أشار كريم الى أن “كل هذا منوط بالتطورات، واللافت موقف الرئيس الأميركي جو بايدن واعتذاره بالأمس من خلال سحب ما جاء عن لسانه، بمعنى أنهم لم يتأكدوا من المعلومات التي وصلتهم من الجانب الاسرائيلي، وهذا الكلام مش هين”.

أما عضو المكتب السياسي لـ “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين” مروان عبد العال فقال لـ “لبنان الكبير”: “تشكلت حكومة طوارئ لكنها حكومة حرب عملياً، في ظل دولة أساساً هي في حالة حرب، وهذا الاعلان بالنسبة الى الكيان الصهيوني له مفاهيم عدة، ومنها استدعاؤها عدداً كبيراً من الاحتياط، أخذ قرارات بالتجنيد وممارستها نظام طوارئ بكل ما للكلمة من معنى”. وأشار الى أن “الحرب عندما تحصل يكون لها هدف واحد، وهذه الأهداف على ما أعتقد عند الكيان الصهيوني هي تغيير قواعد الاشتباك”.

أضاف عبد العال: “هل هذه القواعد تتغير؟ برأيي انها لا تتغير، وحتى هذه اللحظة لا قدرة للكيان على فرض معادلات جديدة لأن الاستنجاد بأميركا يدلل على أن هناك اختلالاً في قدرة الجيش على فرض شيئ جديد، وبالتالي يحاول أن يدخل قوى أخرى الى معادلة الصراع، وهذه القوى المستعارة لا تستطيع أن تدخل، لأنها ليست بقوى ثابتة وقائمة وموجودة وبالتالي من الممكن أن تؤثر على هذه القواعد”.

وحول مدى إستقرار القواعد على الحدود الجنوبية، أكد عبد العال أن “ما يجري في الجنوب ليس مرتبطاً بمسألة حدودية وحسب، وبرأيي مرتبط بمسألة وجودية لأن هذا الاستهداف اذا كان يريد لغزة أن تصبح بهذه الابادة والوحشية وبالتالي لتحقيق أهداف لها علاقة بالتهجير ومسح مناطق منها، لا أعتقد أن هناك امكان للحديث عن محدودية المقاومة. ولا أعلم وليست لدي لدي معطيات ولكن في تحليل الوقائع ان الأمور لا تبقى حصراً على غزة”.

شارك المقال