فلسطينيو المخيمات: افتحوا الحدود نحن جاهزون

حسين زياد منصور

“افتحوا الحدود فنحن جاهزون”، هذا ما قاله أحد الشبان الفلسطينيين، في تعليقه على ما يحصل في غزة. ففي الوقت الذي يتواصل فيه القصف الاسرائيلي الوحشي والهمجي على القطاع، لا يمكن غض النظر عن مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، وخصوصاً مخيم عين الحلوة، الذي يلقب بـ”عاصمة الشتات الفلسطيني”.

أظهرت عملية “طوفان الأقصى” البطولية والخاطفة التي أطلقتها “كتائب عز الدين القسام” الجناح العسكري لحركة “حماس”، يوم السبت الماضي، ضعف العدو الاسرائيلي، الذي حاول لملمة آثار خيبته من خلال القصف المتواصل منذ 6 أيام على قطاع غزة، وارتكابه المجازر والابادة الجماعية بحق الغزاويين، فضلاً عن قطع المياه والكهرباء عنهم، أي أن الاسرائيليين الى جانب القصف الذي يقومون به متبعين سياسة الأرض المحروقة، يقطعون كل مقومات الحياة عن سكان غزة.

بعد بدء “طوفان الأقصى”، عاشت المخيمات الفلسطينية حالة من الفرح والبهجة والاحتفالات، دعماً لعمليات المقاومة الفلسطينية، وما أنجزته في غلاف غزة، من اقتحام وضرب قواعد للجيش الاسرائيلي والسيطرة على بعضها، ووزع الفلسطينيون واللبنانيون أيضاً في مناطقهم الحلوى تعبيراً عن فرحتهم، على وقع الأناشيد الفلسطينية والحماسية، مع رفع أعلام فلسطين وحركات المقاومة الفلسطينية.

تقول مصادر فلسطينية من داخل مخيم عين الحلوة في حديث لموقع “لبنان الكبير”: “كل شباب مخيماتنا الفلسطينية تواقون الى المشاركة في عرس الشهادة، والمخيمات وقفت وانتفضت عن بكرة أبيها، وننتظر فقط القرار، وجميعنا نريد فتح الحدود للدخول”.

وتضيف المصادر: “الشباب جاهز وموجود، الارادة موجودة، العزيمة متوافرة، لكننا بانتظار تنظيم الأمور أكثر، ووجود قرار جريء لوحدة الصفوف، والالتحام مع الأخوة اللبنانيين لمجابهة العدو”.

وتعتبر أن “العدو لن يوفر لا دولة عربية ولا أي شيئ، بل على العكس، في حال اجتاح غزة، وأحرقها سينتقل الى جبهة لبنان، ويجتاح الجنوب”، مشددة على أن “الأوان آن كي يكون الكل تحت مظلة وحدة المقاومة، ويجب اعلان النفير العام في كل المخيمات الفلسطينية، تحسباً لأي حدث قد يحصل خصوصاً في هذه الظروف”.

وتؤكد مصادر أخرى جاهزية الشباب الفلسطيني، وأنه لا يمكن ضبط الناس خصوصاً في ظروف وأحداث كهذه، وتحديداً بعد أن تحولت مشاعرهم من الفرح الى الحزن بعد بدء قصف غزة، مشيرة الى أن “الفلسطينيين الآن في كل المخيمات، وعلى الرغم من محاولات التفرقة في ما بينهم خصوصاً بعد أحداث عين الحلوة، ها هم شعب واحد في الداخل الفلسطيني، وفي الخارج أيضاً”.

وتلفت الى “أننا شهدنا العديد من الدعوات لفتح الحدود، والتجمع عندها كي يتم فتحها، بحيث رفعت الأعلام الفلسطينية، الى جانب الجولات التي قام بها الشباب فوراً عند بدء طوفان الأقصى، والاعتصام تضامناً مع غزة التي ترزح تحت القصف العنيف، ورمى بعضهم الحجارة على جنود الاحتلال ومراكزهم”.

وبحسب المصادر فان “العلامة الفارقة في كل ذلك، كان تسلل عدد من المقاتلين الفلسطينيين الى الداخل الاسرائيلي والاشتباك مع العدو، واندلاع المواجهات”.

ويعد مخيم عين الحلوة أكبر مخيمات اللجوء الفلسطيني في لبنان، وأنشئ في مدينة صيدا، التي تعرف بعاصمة الجنوب، وذلك في العام 1948 بعد النكبة، لإيواء اللاجئين الفلسطينيين.

شارك المقال