أهالي غزة ينتظرون الشهادة: نتعرض لابادة جماعية

حسين زياد منصور

لا تزال إسرائيل تحاول استعادة هيبتها “الهشة” أمام العالم، الذي لم يتأخر لحظة عن التضامن معها وتأمين السلاح والذخيرة لها حتى قبل أن تطلب، وإدانة الفلسطينيين و”حماس” و”كتائب القسام”، ووصفهم بالارهابيين، بسبب عملية “طوفان الأقصى” التي أطلقوها ضد قوات الاحتلال، وسيطرتهم على بعض مناطق غلاف غزة.

الرد الاسرائيلي كان بالقصف من دون رحمة وقتل الأبرياء وتهديم المباني والمنازل فوق رؤوس أصحابها. وكان لهذه الفظائع التي تقوم بها إسرائيل ضد قطاع غزة تأثير في كل المجالات، وهو ما أدى الى قطع المواد الأساسية من طاقة وغذاء ومياه، ونفاد الاحتياطات، بحيث شهد القطاع انقطاعاً تاماً للكهرباء، فضلاً عن قرار الاسرائيليين بضرب كل المساعدات التي ستتوجه الى الأهالي. كل ذلك يدل على أن غزة تعيش “كارثة انسانية” لا يمكن وصفها.

الهجوم الاسرائيلي على القطاع لا يزال مستمراً حالياً من خلال الطائرات والمدفعية والدبابات، وسط تحضير لعملية اجتياح بري. فما تقوم به إسرائيل من قصف وتدمير، يؤدي الى ابادة جماعية بحق أبناء القطاع، خصوصاً مع كمية القنابل والقذائف والمتفجرات التي ألقتها على غزة خلال أقل من أسبوع، وعن ذلك علق الخبير الدولي مارك غارلاسكو في حديث مع صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية: ان إسرائيل تسقط في أقل من أسبوع ما أسقطته الولايات المتحدة في أفغانستان خلال عام في منطقة أصغر بكثير وأكثر كثافة سكانية. وأشار الى أن أكبر عدد من القنابل والذخائر الأخرى التي أسقطت في عام واحد خلال الحرب في أفغانستان بلغ ما يزيد قليلاً عن 7423 قنبلة، وذلك نقلاً عن سجلات عسكرية أميركية.

وغارلاسكو مستشار عسكري في المنظمة الهولندية “باكس من أجل السلام”، وهو أيضاً محقق أممي سابق في جرائم الحرب في ليبيا، وساعد في تخطيط الضربات الجوية لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أثناء الغزو الأميركي للعراق.

وكان الجيش الإسرائيلي أشار الى أنه ألقى على غزة منذ السبت 7 تشرين الأول أكثر من 6 آلاف قنبلة تزن كلها 4 آلاف طن.

وعلى الرغم من الانقطاع والدمار في شبكات الاتصال بغزة، الا أن موقع “لبنان الكبير” تمكن من التواصل مع أحد أبناء المدينة للتعبير عما يحصل معهم، ولم يكن الاتصال سهلاً أبداً، وبين الحين والآخر تتجدد المحاولات للتواصل، فالآلية أصبحت شبه معدومة، بعد تدمير البنية التحتية.

ويقول أحد الغزاويين لـ “لبنان الكبير”: “الوضع كارثي جداً، القصف من دون رحمة، ولا معايير أثناءه، غزة أصبحت كلها بنك أهداف، والجميع مستهدف، أطفال ونساء وشيوخ”.

ويضيف: “منذ قليل 40 شخصاً من عائلة شهاب أصبحوا تحت الركام، ما يحصل هو مجزرة جماعية، وأيضاً منذ فترة، 200 شخص من العائلة نفسها تمت ابادتهم، ولم ينجُ منهم سوى ثمانية”.

ويؤكد أن “الأمور صعبة جداً، والعدو لا يميز بين العسكريين والمدنيين، نحن نتعرض لإبادة جماعية وتطهير عرقي. الجميع في غزة ينتظرون دورهم في الشهادة”.

ويقول أحد الغزاويين القابعين تحت القصف بالحرف الواحد: “سامحونا ونستودعكم الله”.

وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسف” أعلنت أن المشاهد الآتية من غزة مروّعة، وما يحصل غير مقبول، ويجب أن يتوقف العنف على الفور، خصوصاً وأن عدداً كبيراً من الأطفال بين الضحايا. وأشارت الى وجود مليون شخص في غزة ليس لديهم مكان آمن للذهاب إليه، وذلك بعد دعوة الجيش الاسرائيلي سكان القطاع إلى إخلاء منازلهم والتوجه إلى الجنوب.

ولفت مسؤول كبير في اللجنة الدولية للصليب الأحمر الى خطورة الوضع في قطاع غزة، ووصفه بأنه “يفوق الخيال”.

شارك المقال