أميركا ترسل أحدث حاملات طائراتها و”قارب الحب” لدعم اسرائيل

محمد شمس الدين

قررت الولايات المتحدة الأميركية إرسال حاملة طائرات ثانية الى شرق المتوسط، بعد عمية “طوفان الأقصى” وأرجحية اندلاع حرب شاملة في المنطقة، إثر تحضيرات اسرائيلية لاجتياح قطاع غزة برياً.

وستصل قريباً حاملة الطائرات “يو أس أس دوايت د. أيزنهاور” لتنضم إلى زميلتها “يو أس أس جيرالد ر. فورد”. وتهدف الولايات المتحدة من وراء نشر اثنتين من القوة البحرية العظمى، الى منع تطور الحرب في فلسطين المحتلة إلى خارجها تحديداً في ظل وجود تهديد إيران والمنظمات التابعة لها في المنطقة وعلى رأسها “حزب الله”.

تتربع أميركا على عرش العدد الأكبر من حاملات الطائرات في العالم، إذ تمتلك ١١ سفينة من القوة البحرية العظمى، تليها الصين بـ ٣ حاملات طائرات فقط ودول أخرى تمتلك حاملتي طائرات بينها الهند وفرنسا وبريطانيا، فيما لروسيا حاملة طائرات واحدة فقط.

تنقسم حاملات الطائرات الأميركية إلى جيلين قديم وجديد، الأول الـ”نيمتز”، وهو العدد الأكبر ١٠ حاملات، بينما الثاني هو الـ “فورد”، الذي سيكون مستقبل البحرية الأميركية وهناك واحدة منها حاملة طائرات فقط. وتمتلك الـ”فورد” 8 أسراب من طائرات الهجوم والدعم، يصل عددها إلى 75 طائرة، وطراد الصواريخ الموجهة من فئة تيكونديروجا يو إس إس نورماندي (CG 60)، بالإضافة إلى مدمرات الصواريخ الموجهة من فئة أرلي بيرك يو إس إس توماس هودنر (DDG 116)، ويو إس إس راماج (DDG 61)، ويو إس إس كارني (DDG 64)، ويو إس إس روزفلت (DDG 80).

أول انتشار كامل لـ “جيرالد فورد” في 2 أيار 2023، وكان من المفترض أن تعمل في منطقة مسؤولية الأسطول الثاني والسادس (الشرق الأوسط). في 24 أيار 2023، وصلت السفينة خارج أوسلو في النروج للمشاركة في مناورات حلف شمال الأطلسي، واستضافت زيارة ولي العهد النروجي الأمير هاكون. وكان من المقرر أن تتوجه نحو القطب الشمالي لاحقاً لإجراء المزيد من التدريبات. في 26 حزيران 2023، أبحرت السفينة إلى البحر الأبيض المتوسط ​​ووصلت إلى سبليت في كرواتيا لراحة الطاقم. في أوائل تشرين الأول 2023، أجرت مناورات مع البحرية الايطالية في البحر الأيوني.

إذا تطورت الأوضاع في فلسطين المحتلة، واشتعلت المنطقة، فستكون هذه أول مشاركة عسكرية فعلية لـ “فورد”، أحدث حاملة طائرات لدى الولايات المتحدة التي كلفت أكثر من 13 مليار دولار.

أما الحاملة “يو أس أس دوايت د. أيزنهاور” فتمتلك 9 أسراب من الطائرات الهجومية والدفاعية يصل عددها إلى 90 طائرة، بالاضافة إلى: الطراد من فئة تيكونديروجا يو إس إس بحر الفليبين (CG-58)؛ يو إس إس مونتيري (CG-61)، يو إس إس فيلا جلف (CG-72) والمدمرات من فئة أرلي بيرك يو إس إس ميتشر (DDG-57)، يو إس إس لابون (DDG 58)، يو إس إس ماهان (DDG-72ويو إس إس توماس هودنر (DDG-116) من السرب المدمر 22.

تم تشغيليها في العام 1977، وهي الثانية من حاملات الطائرات العشر من فئة “نيميتز” الموجودة حالياً في الخدمة، وهي أول سفينة تحمل اسم الرئيس الرابع والثلاثين للولايات المتحدة والجنرال في الجيش دوايت دي أيزنهاور. أبحرت في أول انتشار لها في البحر الأبيض المتوسط، عام 1977، وزارها رئيس الوزراء الاسرائيلي مناحيم بيغين.

نشرت للمرة الثانية في العام 1980، عندما أرسلها الرئيس الأميركي إلى المحيط الهندي، رداً على أزمة الرهائن في إيران. وعادت إلى البحر الأبيض المتوسط في انتشارها الثالث، في الفترة الممتدة من 5 كانون الثاني إلى 13 تموز عام 1982. خلال هذا الانتشار، فُقد 11 راكباً وطاقماً عندما تحطمت طائرتها اللوجيستية التي كانت على متنها بالقرب من خليج سودا في كريت، في 2 نيسان من العام نفسه. وشاركت كذلك في إجلاء موظفي السفارة الأميركية في 24 تموز من العام العام من بيروت.

انتشارها الرابع حصل في الفترة من 27 نيسان إلى 2 كانون الأول 1983، تعرضت لتهديد مباشر بالهجوم من الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، وتراجع عنه بعد اعتراضها طائرتين ليبييتين بنجاح.

في 26 آب من العام نفسه أبحرت على مرمى البصر من مدينة بيروت وأطلقت طلعات استطلاعية لدعم مشاة البحرية الأميركية وقوات حفظ السلام الدولية الأخرى التي كانت تتعرض للهجوم على الشاطئ في حينها.

زارت إيطاليا في 21 تشرين الأول من العام نفسه، وكان عليها مرة أخرى أن تتجه بسرعة نحو بيروت، بعد خمسة أيام فقط، في الـ 26 من الشهر نفسه، بسبب الهجمات الانتحارية التي أسفرت عن مقتل ما يقرب من 300 جندي أميركي وفرنسي في 23 تشرين الأول.

ورداً على غزو العراق للكويت عام 1991، أصبحت “دوايت د. أيزنهاور” أول حاملة طائرات تقوم بعمليات مستمرة في البحر الأحمر، وثاني حاملة طائرات تعمل بالطاقة النووية تعبر قناة السويس على الاطلاق. خدمت كقوة ضاربة جاهزة في حالة غزو العراق للمملكة العربية السعودية، وشاركت في عمليات الاعتراض البحري لدعم الحظر الذي فرضته الأمم المتحدة على العراق، لمواصلة العمليات المتعددة الجنسيات مع قوات التحالف لدعم عملية “عاصفة الصحراء”.

في أيلول 1994، قامت “دوايت د. أيزنهاور” وبحارتها باختبار مفهوم تعبئة القوة التكيفية لأول مرة، بحيث تم تحميل جنود الفرقة ومعداتها على متن السفينة، وتوجه فريق البحرية التابع للسفينة إلى بورت أو برنس لقيادة عملية التمسك بالديموقراطية، وهي الجهود التي قادتها الولايات المتحدة لاستعادة الحكومة المنتخبة في هايتي. في تشرين الأول عام 1994، غادرت في مهمة انتشار مدتها ستة أشهر تضمنت مهام طيران لدعم “عملية المراقبة الجنوبية” (عملية مشتركة لقوات الناتو لمراقبة الأجواء العراقية بعد انتهاء حرب الخليج الأولى) وعملية “حظر الطيران” (حظر الملاحة الجوية فوق البوسنة والهرسك).

هذا الانتشار كان بمثابة المرة الأولى التي تنشر فيها النساء كأفراد في طاقم مقاتلة تابعة للبحرية الأميركية، بحيث ضم أكثر من 400 امرأة، الأمر الذي تسبب بنتائج سلبية للبحرية الأميركية، اذ أعيد تعيين 15 امرأة يخدمن على متن السفينة إلى الشاطئ بسبب الحمل، ما أكسب السفينة لقب “قارب الحب”. وكانت هناك أيضاً حالة بحار قام بتصوير نفسه وهو يمارس الجنس مع أنثى.

في آذار 2007، في أعقاب احتجاز إيران لأفراد من البحرية الملكية، بدأت “دوايت د. أيزنهاور” مناورات جماعية قتالية قبالة الساحل الإيرانية. وفي 8 حزيران 2016، أبحرت والمجموعة الهجومية التابعة لها من المحيط الأطلسي إلى منطقة عمليات الأسطول السادس الأميركي (AoR) لدعم مصالح الأمن القومي الأميركي في أوروبا.

في 22 تشرين الثاني 2016، ذكرت صحيفة “ميليتري تايمز” أنه منذ تموز 2016، عندما دخلت السفينة الخليج العربي بعد شن ضربات من شرق البحر الأبيض المتوسط، أفاد قبطان الحاملة، بأن الطلعات الجوية التي قامت بها الحاملة أسقطت ما يقرب من 1100 قنبلة على أهداف لـ “داعش” في العراق وسوريا.

في كانون الأول 2016، أكملت السفينة انتشارها السابع عشر في البحر الأبيض المتوسط والخليج العربي لدعم عملية “العزم الصلب” (العملية الأميركية ضد “داعش”). وفي 2 نيسان 2021، عبرت مع جناح حاملة الطائرات 3 ومجموعة حاملة الطائرات الهجومية، قناة السويس إلى البحر الأحمر لدعم عملية “العزم الصلب”.

وكلفت “دوايت أيزنهاور” 679 مليون دولار وقت إطلاقها أي ما يساوي 5.1 مليارات دولار في اقتصاد اليوم.

شارك المقال