تحليل فرنسي: تخوف من إنفجار في الشرق الأوسط؟

حسناء بو حرفوش

سطّر تحليل في صحيفة “ليبراسيون” الفرنسية “تزايد المخاوف من التصعيد الاقليمي بعد اندلاع الحرب في الأراضي الفلسطينية المحتلة”. ووفقاً للتحليل، “هناك قلق من إنفجار في الشرق الأوسط على خلفية الاشتباكات على الحدود اللبنانية والشكوك الجادة حول تورط إيراني سري في هجوم حماس. وتتصاعد حدة المخاوف بشأن تمدد الحرب لتطال البلدان المجاورة والعلاقات بين زعماء العالم”.

وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أعلن الأحد نية “تغيير الشرق الأوسط”، معلناً أنه يستعد لـ”حرب طويلة”. وحتى لو لم يكن لدى أي من الطرفين (أي “حماس” واسرائيل) الرغبة أو الاهتمام بالانخراط في مواجهة عامة، يمكن لأي زلة أن تقود المنطقة الى دوامة لا يمكن السيطرة عليها.

وبحسب التحليل، “تقع الاشتباكات المتزايدة في الأيام الأخيرة على الحدود اللبنانية – الاسرائيلية بين حزب الله وكذلك الجماعات الفلسطينية الأخرى والجيش السرائيلي في نطاق التدقيق من جميع الجهات. ومن شأن فتح جبهة ثانية شمال إسرائيل، في حال انخراط أطراف لبنانية بكثافة في المعركة، أن يؤدي إلى تصعيد مميت للطرفين. والأمر لن يبدو مطمئناً بالنسبة الى اللبنانيين الغارقين بالفعل في أزمة سياسية واقتصادية هائلة.

ولكن الوقت لا يزال مناسباً للمماطلة، بما في ذلك من جانب حزب الله، على الرغم من إعلانه دعم حماس. وحسب ما ورد وجهت الولايات المتحدة وحلفاؤها تحذيرات الى الأطراف اللبنانية حول عدم القيام بأي تصعيد. كما تم تمرير رسالة عبر الحكومة اللبنانية، وعلى وجه الخصوص رئيس البرلمان نبيه بري، حسب معلومات شبكة سي إن إن. وقال مسؤول عسكري أميركي رفيع المستوى في بروكسل الأربعاء 11 تشرين الأول: ليس هناك ما يشير في الوقت الحالي إلى أن أعداء آخرين لاسرائيل يستعدون لشن هجمات”.

عناصر الشبهة

تتمحور الأسئلة التي يطرحها تحليل “ليبراسيون” حول دور إيران وإستراتيجيتها من خلال قواتها المتحالفة في التصعيد المحتمل. ووفقاً للكاتب، “يقع الدعم الذي قدمته طهران لكتائب القسام، الجناح المسلح لحركة حماس، في الهجوم غير المسبوق الذي شنته يوم السبت 7 تشرين الأول في قلب النقاش. وقال إيمانويل ماكرون يوم الثلاثاء خلال مؤتمر صحافي مشترك مع المستشارة الألمانية: ليس لدي أي تعليق على التورط المباشر لايران الذي ليس لدينا أي أثر رسمي له. من المرجح أن تكون هناك مساعدات مقدمة لحماس وتعاون بين الطرفين. وسأظل حذراً بشأن هذه النقطة طالما لم تثبت عناصر استخباراتية آمنة تماماً. وأدلى وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، بتصريحات مماثلة قبل يومين. وكان خامنئي قد نفى أي تورط لبلاده، مجدداً الدعم الايراني لفلسطين”.

وحسب ديفيد ريغوليت روز، رئيس تحرير مجلة “أورينت ستراتيجيز” والباحث في المعهد الفرنسي للتحليل الاستراتيجي: “لا يوجد دليل واضح على دور إيران، لكن عناصر الشك موجودة بوضوح في تصريحات المسؤولين الغربيين”. كما يشير إلى كسر جميع العقبات واحتمال التصعيد، خصوصاً في حال قيام الجيش الاسرائيلي بعملية برية واسعة النطاق في غزة”. ويقدر الباحث أنه “لا يمكن استبعاد السيناريو المستوحى من طهران للتصعيد على مراحل مع ضمان تدخل الجهات الأخرى، حتى لو لم يتم تأكيده في الوضع الحالي”.

استراتيجية إيران على المدى الطويل

ويكمل المقال أن “ليس هناك شك بتورط إيران في التخطيط والتنفيذ وتوريد المعدات والأسلحة”. وينقل عن ديبلوماسي فلسطيني، اشترط عدم الكشف عن هويته أن “إيران تحافظ على خطوط مفتوحة وتعاون مع جميع أطرافها في المنطقة. ويجب النظر إلى استراتيجية إيران على المدى الطويل، لأنها تسعى الى امتلاك أكبر عدد ممكن من الأوراق الاقليمية، الفلسطينية أو اللبنانية أو السورية أو اليمنية، لتلعبها حسب الفرص ومن أجل مصالحها وحدها”.

شارك المقال