فرملة اعلان “توتال” عن بلوك 9… رادع الحرب قد يختفي

محمد شمس الدين

الثروة الغازية في المياه بين لبنان واسرائيل، التي كان متوقعا أن تشكل رادعاً لأي حرب بين الأخيرة و”حزب الله” قبل الافادة منها، تعرضت لنكسة مع تسريبات عن أن الحفر توقف في البلوك رقم 9 على عمق 3900 متر، لأن شركة “توتال” لم تجد غير المياه، فيما لم يصدر أي تصريح رسمي من الشركة حتى اللحظة، ولا من المعنيين اللبنانيين، في ظل تخوف من أن يكون حلم “الدولة النفطية اللبنانية” أصبح هباءً منثورا. فما الحقيقة؟ وهل فعلاً بلوك رقم 9 والبلوكات الأخرى ليس فيها ثروة نفطية؟

علم “لبنان الكبير” أن مرجعية سياسية كبرى، تحركت فوراً، بعد التسريبات بشأن توقف شركة “توتال” عن الحفر على عمق 3900 متر، وأصرت على أن تلتزم الشركة بكامل بنود الاتفاقية التي تنص على الحفر حتى 4400، ما دفع إلى فرملة الاندفاعة نحو الاعلان عن وقف الحفر.

أما من الجهة التقنية، فحتى لو تبين أن الحفر لم يتوصل إلى نتيجة إيجابية هذا لا يعني شيئاً وفق ما أكد مصدر نفطي كبير لموقع “لبنان الكبير”، اذ ان حقل “ظهر” في مصر وهو أكبر حقل غاز في المتوسط، لم يكتشف من البئر الأول ولا الثاني ولا الثالث، بل تطلب الأمر حفر عدة آبار، حتى اكتشف الحقل. وفي قبرص أيضاً، حفرت 18 بئراً قبل الوصول إلى حقل غاز فيه كميات تجارية جيدة.

وأشار المصدر الى أن “ما حصل هو حفر بئر واحد، والنتيجة هي فقط لهذا البئر، ويكون على لبنان فتح مناقصات جديدة، إلا أن السؤال هل ستكمل توتال الحفر في بلوك رقم 9 ونأخذ موعداً مع الحفارة لحفر بئر ثانٍ؟”. وقال: “حسب كل المسوحات والاحصائيات لبنان يمتلك كمية ضخمة من الغاز، وبالتالي فإن محاولة نشر اليأس قد تكون ذات خلفيات سياسية مرتبطة بالحرب المشتعلة في غزة، واحتمالية تطورها في المنطقة”.

وعلم “لبنان الكبير” أن الحفارة التي تحفر في لبنان لديها موعد للحفر في قبرص، وقد يكون استعجال “توتال” لهذا السبب، إلا أن الضغط اللبناني فرمل اندفاعتها، وجعلها تراجع حساباتها، وذلك يعود إلى الخوف من أن يكون ما يحصل متعلقاً بضغوط سياسية مرتبطة بالتطورات في المنطقة.

إلى ذلك، أشارت معلومات “لبنان الكبير” الى أن حزباً فاعلاً أجرى اتصالات بعدد من حلفائه، وأبدى فيها شكه بما يصدر من تسريبات، موضحاً أنه في حال انصياع “توتال” وفرنسا لأجندات تريد منع لبنان من الافادة من ثرواته النفطية، يجب العمل على استقطاب شركات ودول أخرى. ولفت الحزب الى أنه يمتلك شبكة علاقات تمكنه من تحقيق ذلك للبلد.

وبينما دعا وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال وليد فياض إلى عدم التسرع في استنتاجات خاطئة لأن الصورة لم تتضح بعد، معتبراً أن “علينا أن نستند إلى العلم والهندسة، وليس الى الأخبار الكاذبة وما يتردد عبر وسائل الاعلام”، بدأت تخرج أًصوات تطالب بلجنة لبنانية مع خبراء دوليين مستقلين، لدرس نتائج الحفر في بلوك رقم 9، مشككة بمصداقية “توتال”، التي تعمل وفق أجندات سياسية برأيها، فيما تقابلها أصوات أخرى تقول ان الشركة تتحمل كلفة الحفر منفردة، وليس من المنطقي أن ترمي ملايين الدولارات من أجل السياسة.

على أي حال، يمكن القول ان نظريات السلام في لبنان والمنطقة على خلفية الثروة النفطية ستسقط في حال لم يكن هناك غاز فعلاً في المياه الاقليمية اللبنانية، وحرب غزة قد تكون النار التي تشعل الحرب، تحديداً مع تزايد المناوشات الحدودية والقصف المتبادل، الذي حتى لو لم يتخطَ قواعد الاشتباك حتى اللحظة فيمكن أن يتطور ويؤدي إلى حرب شاملة، ولا ثروات لردع أحد من خوضها، على الرغم من الأزمة الاقتصادية.

شارك المقال