الحرب تلقي بظلالها على السياسة الأميركية في الشرق الأوسط

حسناء بو حرفوش

هل يجبر إشراك إسرائيل الولايات المتحدة في حربها مع “حماس” على أن تتخذ خيارات خطيرة؟ وفقاً لتحليل لجيمس كارافانو، “أتت التحولات المتكررة في سياسة واشنطن في الشرق الأوسط بنتائج عكسية وقد توقع كثر أن يكون الشرق الأوسط مسرح السياسة الخارجية والأمنية الأكثر تقلباً بالنسبة الى إدارة جو بايدن حتى قبل تولي هذا الأخير منصبه في كانون الثاني 2021”.

وحسب التحليل، “تواجه الولايات المتحدة في هذا السياق مجموعة من التعقيدات، ولا شك في أن الموقف الروسي أحدها، فلا بد وأن روسيا تدعم على الأرجح عملية حماس لأنها تشتت الانتباه الدولي وتقلل الدعم لأوكرانيا. ومن المحتمل أن يسعى فريق بايدن الى ربط المساعدة بين إسرائيل وأوكرانيا معاً لتعزيز الدعم المحلي للمساعدات العسكرية لكليهما.

ومن ناحية أخرى، وعلى الرغم من عدم الوضوح المستمر وعدم اليقين حول توسع رقعة العنف، ومن أن بكين لا تنشط بصورة علنية، قد تأمل بالافادة من ضعف النفوذ الأميركي ومن تعميق الانقسامات في الشرق الأوسط. على سبيل المثال، قد تسعى الصين الى عرقلة مشروع الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا (طريق سريع بطول 1200 كيلومتر وخط سكة حديد عالي السرعة)، والذي تعتبره بكين منافساً لمبادرة الحزام والطريق، كما أنها تود أن تتحول الدول بصورة متزايدة اليها للتحوط ضد التأثيرات الأخرى في المنطقة. لكن آخرين يرون أن الحرب لا تفيد الصين، إذ انها تحاول التقرب من إسرائيل، وفي كل الأحوال، ستواظب على الأرجح على السعي الى الافادة من تداعيات الحرب لتعزيز وجودها في المنطقة.

واشنطن ورد الفعل غير المؤكد

وبعيداً عن الدعم الفوري المقدم لإسرائيل والتعاون في إنقاذ الرهائن، لا يزال رد واشنطن على المدى القصير غير واضح لأن الإدارة الأميركية أبدت تناقضاً بشأن مستقبل استراتيجيتها للتعامل مع إيران. ومع ذلك، يبدو أن نشر مجموعات حاملة طائرات أميركية في شرق البحر الأبيض المتوسط يهدف إلى ردع جبهة ثانية مع إظهار نية الولايات المتحدة وقدرتها على إجراء عمليات جوية مستدامة. ويزيد الجدل المتصاعد في الولايات المتحدة حول دعم حماس في بعض الأوساط، من تعقيد رد فعل البيت الأبيض كما أن من السابق لأوانه التنبؤ بإمكان استثمار أحداث المنطقة كورقة رابحة في الانتخابات الأميركية المرتقبة عام 2024.

السيناريوهات المحتملة

ستواصل الولايات المتحدة على الأرجح دعم إسرائيل على المدى القريب مع عدم الضغط من أجل وقف فوري لاطلاق النار، لكن تبقى التعديلات التي ستجريها الادارة على السياسات الإقليمية إن وجدت، غير معروفة. ونظراً الى أن الصراع في بدايته، من الصعب قياس تأثير التحولات السياسية إن وجدت، على الحملة الانتخابية الأميركية وعلى تصرفات إيران وروسيا والصين والجهات الفاعلة الاقليمية. وهناك احتمال ضئيل لوقف إطلاق النار أو وقف الأعمال العدائية قريباً. ومن المنتظر أن تستفيد إيران وروسيا والصين من العنف الذي طال أمده. وفي حين أن إسرائيل لا تواجه خطراً وجودياً وشيكاً، تبقى التحديات لأمنها واستقرارها الاقليمي ومصالح الولايات المتحدة ونفوذها واضحة على المدى الطويل، في المنطقة.

الأقل احتمالاً: إيران تتحدى الولايات المتحدة

أما السيناريو الأخير والأقل احتمالاً ولكنه الأكثر زعزعة للاستقرار، فيؤدي في نهاية المطاف الى تشتيت انتباه الولايات المتحدة وتقليص حجم إسرائيل. ويخلق مثل هذا السيناريو إنهياراً إلى حد كبير في دور الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وقد تنجم عن ذلك في النهاية حرب بدعم ومساندة من روسيا والصين”.

شارك المقال