مع اشتداد التوترات الأمنية عند الحدود الجنوبية للبنان والقصف المتبادل بين إسرائيل و”حزب الله”، يخيم الخوف والرعب على اللبنانيين من احتمال اندلاع حرب ليست في الحسبان. حالة الاستنفار الدائمة دفعت بعض أهالي الجنوب والضاحية الجنوبية، إلى البحث عن ملاذ آمن يلجؤون إليه، بعدما طال القصف عدداً من المنازل وأوقع عدداً من الضحايا والجرحى.
وضجت وسائل التواصل الاجتماعي بقيام عدد كبير من اللبنانيين بفتح منازلهم لأهلهم الجنوبيين، فيما كان للبعض رأي آخر أدى إلى حملات تحريضية دعت إلى عدم استقبالهم في حال اندلعت الحرب واشتعلت جبهة الجنوب. في ظل هذا الانقسام، بدأت جمعيات خيرية وأهلية بجمع مساعدات مختلفة غذائية وعينية حتى تهدأ الأوضاع الأمنية ويستطيع الأهالي العودة الى قراهم.
مع حركة النزوح هذه، الشعب اللبناني كعادته لا يفوّت الفرصة، بحيث رفع بعض أصحاب الشقق السكنية ايجاراتهم بصورة هستيرية، اذ وصلت في بيروت الشقق غير المفروشة إلى ١٠٠٠ دولار، وفي منطقة الحمراء تحديداً إلى اكثر من ٢٥٠٠ دولار، وهي أرقام خيالية لا يمكن السكوت عنها ولا يجب أن تمر مرور الكرام.
أشارت الحاجة أم علي لموقع “لبنان الكبير” الى “أننا نزحنا مع أقاربنا إلى منطقة صوفر باعتبارها أكثر أماناً من أي مكان آخر، وبسبب وجود حالة صحية خاصة في منزلنا حيث جرح أحد أحفادي في حرب ٢٠٠٦ وبُترت رجلاه، وأصبحنا نخاف أكثر واستأجرنا شقة في هذه المنطقة بـ ١٥٠٠ دولار شهرياً، وعلى الرغم من أن المبلغ كبير جداً إلا أننا اعتبرنا أننا اشترينا راحة بالنا على أقل تقدير”.
وأوضحت معلومات خاصة للموقع أن “٨ عائلات من الجنوب قصدت عدداً من المناطق اللبنانية بحثاً عن شقة سكنية للايجار حتى تهدأ الأمور على الحدود الجنوبية، وفوجئت بأن معظم المالكين لم يقبل بتأجيرها شقتين لتسيير أمورها لأن أعدادها كبيرة، وهي لا تملك المبلغ الخيالي الذي طُلب منها، فوصلت إلى منطقة سهل البقاع حيث لأحدهم أصحاب منها، ومكثت لديهم”.
وروت إحدى العاملات في محل للكهربائيات، أن “هناك عائلة من منطقة الخيام كانت تشتري أدوات كهربائية مستعملة من عندنا لاستخدامها في هذه الفترة، وأكدت لنا أنها بقيت ثلاث ليالي تنام في سيارتها حتى وجدت شقة ببدل إيجار شهري يساوي ٨٥٠ دولاراً في منطقة تعنايل – البقاع الأوسط”.
وقال أحد الهاربين من الوزاني: “فضلنا مباشرة الهروب نحو سهل البقاع وبحثنا كثيراً عن شقة مناسبة وبسعر مناسب، وبدأت أسعار الايجارات من ٦٠٠ دولار في منطقة صغبين، وانتهت في جب جنين حيث وجدنا شقة مناسبة ببدل ١٢٠ دولاراً شهرياً، وأنصح جميع أهلي في الجنوب بالتوجه إلى مناطق البقاع أو المناطق الشمالية حيث الايجارات أرحم ومناسبة أكثر”.